البصرة التي كانت تسمى (ثغر العراق الباسم) حولها (الشيخ) البعثي ابو سلام الساعدي وشركاؤه من التيار الكرمشي الى (ثغر العراق البائس) ولا عجب ان يخرج علينا هذا الساعدي معلقاً على زيارة المالكي وعلى تشكيله اللجنة الامنية بالقول انها لجنة بلا صلاحيات !! ( بقلم: ابو زهراء البصري )
كان عبدُ الله بنُ عباس عاملَ أمير المؤمنين عليه السلام على البصــرة وكانَ قد اشـتـدَّ على بني تميم لأنهم كانوا معَ طلحة والزبير يوم الجمل فـأقـصـى كثيراً منهم فـعـظـُمَ على بعضهم من شـيعة الإمام فـشـكى إليهِ فـكـتـبَ لـهُ مَـولانا أميرُ المؤمنين عليه السلام :(( اعـلـمْ أنَّ البـصرةَ مَـهْـبـط ُ إبـْـليـسَ ومَـغـْـرسُ الــفِـتـَـنِ فــحادِثْ أهـلهـا بـالإحـسـان إليـهـم ،واحْــلُـلْ عُـقـدَة َالخـوفِ عـنْ قـلوبهِـم وقد بلغـنـي تـنـَـمُّــرُكَ لــبني تـمـيـم وغِـلظـتـُـكَ عليهم وإنَّ بـنـي تـمـيـم لمْ يَـغِــبْ لهم نجــمٌ إلا طـلعَ لهُـمْ آخرٌ ، وإنهم لمْ يُـسْــقـَوْا بــوَغـْـمٍ ٍ في جاهـليَّـةٍ وَلا إسـلام . وإنَّ لهُـمْ بـنا رَحِــمــاً ماسَّـــة وقــرابــة خاصّـة نحنُ مأجـورونَ على صِـلتها ومأزورونَ على قـطيعـتِها فـأرْبــِـعْ أبا العـبـاس رحِمَـكَ الله فـيـما جَـرى على لسـانِـكَ ويـَـدِكَ مـنْ خـيـرٍ وشـرٍّ فإنا شـريكانِ في ذلك ، وكنْ عند صالح ظني بكَ ولا يفيلنَّ رأيي فيك. والسـلام ))
( تـنمرك: أي تـنــكر أخلاقك ، الوغم – بفـتح فـسكون – : الحرب والحقد أي لم يسبقهم أحدٌ في البأس وكان بين بني تميم وهاشم مصاهرة ، و أربعْ : ارفـقْ و قِـفْ عند حد ما تعرف ) .....
بعد أن استمعتُ الى الخطاب الناري لرئيس حكومتنا الجديدة وفقه الله لخدمة أبناء شعبه وبعد كلمته التي نقلتها الفضائيات لم أجد تعليقاً أفضل ولا كلاماً أبلغ يناسب المقام والحدث كـكلام أمير المؤمنين عليه السلام المتصدر لهذه المقالة فأهل البصرة كما لا يخفى على دولة رئيس الوزراء قدموا أفاليذ أكبادهم قرابين على منحر الحرية ولولا عطاؤهم ورفدهم للمسيرة الجهادية لتوقفت حتى عجلة الحزب الذي يتبوأ فيه السيد رئيس الوزراء مقعداً متقدماً ومع أن لسيادته الحق كل الحق في اتخاذ التدابير الحازمة في وجه الخروقات الأمنية الخطيرة التي سلبت المواطن البصري راحته إلا أن المثير في هذا الإجراء هو فتل عضلات الحكومة التي مازال عمودها الفقري مشلولاً وكذلك إظهار قوتها المصطنعة بطريقة حكمَ عليها المواطنُ البصري أنها استعراضية لا توقف حركة لأضعف ذراع من أذرع الأخطبوط التي كانت جميعها حاضرة بكل تقدير في نفس القاعة التي القى بها الرئيس خطابه التهديدي بل إن المواطن البصري يستخف أكثر حين يرى أخطر ذراع لهذا الأخطبوط تصافح يد سيادة الرئيس حيث أن محافظ المدينة وأعضاء مجلسها باتوا – مع احترامنا للنزيهين منهم - وجوهاً غير مرغوب برؤيتها عند أبناء البصرة الذين لا يرضون بأقل من إقالتهم بعد محاسبتهم بما فيهم رئيس المجلس الحاج أبو صفاء العبادي مع أنه سجل في هذه المناسبة موقفاً يحسب لأهل البصرة إذ لم يتغـنَّ بماضيه (الجهادي) وعلاقته (الحميمة) مع السيد المالكي لحاجة في نفسه بل ليقول لوفد العاصمة بغداد بلسان بصراوي صادح أنه لولا البصرة لما كنتم شيئاً مذكورا ويكفي أنه أعاد الكرة الى ملعب الضيف (الثقيل) السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والذي أراد ان يبدو في كلمته التي سبقت كلمة رئيس مجلس المحافظة بأنه متفضل على أهل البصرة وباقي المحافظات باعطائهم ( هامش ) من الصلاحيات وبعد أن كرر وبشكل لافت عبارة ( كم كنت أتمنى .. ) اراد أن يبدو في الختام أنه هنا بالبصرة لإسترداد هذا الهامش الذي بنظره طبعا لم يحسن البصريون استثماره فجاء مع رئيس الوزراء لفرض ( حل ) آخر !! هذا الحل الذي لم يجرؤ وأكرر القول لم يجرؤ على مجرد التفكير بفرضه على مدن قريبة جدا من بغداد بل على أحياء تابعة لنفس بغداد فيها تهريب النفط من مصفى الدورة وفيها القتل على الهوية والخطف والذبح وشتى صنوف الإرهاب !! فما الذي استفاد منه إذن سيادة الرئيس في زيارته هذه ؟! ألم يكن بإمكانه معالجة الموقف بعيداً عن ضجيج الإعلام ؟! هل يحتاج الموقف فعلاً الى جلسات مطولة واجتماعات مغلقة ومفتوحة ؟ ومع من مثل هذه الإجتماعات ؟ مع نفس ( الحرامية) !!!
المحافظ المتهم - بفتح الهاء أوكسرها- حيث يتهمه الكثير بأنه (أكبر حرامي) ويرد هو التهمة على متهميه ليقول على ذمة الناقلين (الثقاة) انا لست الحرامي الوحيد !! فهل يخلع الأستاذ المالكي نظارته الحزبية ليتحقق من اتهامات البصريين لرفاق حزبه العتيد ؟! هل يصدق أن وجهاً من كبار وجوه حزبه وهو السيد أبو (س) الموسوي قد شغلته براميل النفط عن قراءة التعزية التي كان يحرص على عدم تفويتها بحسينية الشهيد الصدر (رض) ! .. أبهذه الوجوه يقابل (سواعد) أخطبوط حزب الفضيلة ؟! لعل ناطقهم الرسمي صباح الساعدي يطلع رئيس الوزراء على دور أخيه خزعل الساعدي باعتباره عضواً في مجلس المحافظة وهي عضوية استحقها المنافق (أبو سلام ) بجدارة لأن إنتمائه الى عالم (الفضيلة ) والفضلاء لم يكلفه أكثر من شـراء أو إذا صح التعبير (حوسمة) غترة بيضاء !! غترة الفضيلة هذه محت عنه (عار) الفضيحة في زمن البعث لأنه بعثي صدامي حتى النخاع منذ صباه فقد كان رئيساً للجنة الإتحادية في إعدادية (الرسالة) في حي الحسين (عليه السلام) المعروف بإسم (الحيانية ) !! وبهذه الغترة اغتر البسطاء والسذج و(المعدان) فحملوا السلاح بوجه اخوانهم كما اغتر معدان الكرامشة وما أكثر مغروري المعدان بسيارات الدفع (الرباعي) فـتـنكبوا (رباعياتهم) حماية لهذه (الغـترة المقدسة) التي شرعـنت لهم قتل النفس المحترمة وأكـل المال الحرام !
إذا كان رئيس الوزراء جاداً في إيجاد مخرج لهذه (الأزمة) فلا يحتاج الى الضرب بـــ ( يد من حديد) بل عليه أن يخلع الغتر عن رؤوس عصابة حزب الفضيلة ويعرضها الى الضرب بــ (الأحذية والنعل ) ! لأن التهديد بالضرب بالحديد قابله أصحاب الغتر بتسيير (البطة) المتوحشة لتترك شرطيين إثنين يعملان بمكتب قائد الشرطة جثتين هامدتين في منطقة كوت الحجاج بمركز البصرة !!
البطة وما أدراك ما البطة ! ما قصة الشهيد (فؤاد المنصوري) من منظمة بدر؟! ما هي (الإعترافات) التي قيل انه أدلى بها لقاتليه ؟ لماذا التمثيل البشع به بل لماذا يقتل اساساً ولم يحتفظوا به حياً إذا كانوا يعتبرونه دليل إدانة لجماعة بدر ؟! وما السر في هذه (الإعترافات) التي ورطت المحافظ محمد مصبح وشقيقه في جرائم الإغتيالات فراح يصدر بيانه التأريخي الهجومي الشامل ليبريء ساحته ويضع المسؤولية على بدر وما يسمونها ( الجهات الخارجية )؟!!
أجهزة وزارة الداخلية او الدفاع رغم ضعف ادائها الأمني قادرة على اعتقال كل من يشتبه بمساهمته في تردي الوضع الأمني ولا تحتاج هذه الخطوات حضور رئيس الحكومة بنفسه فضلا عن حضورالوفد الحكومي (الرفيع ) الذي رافقه !
السيد نوري المالكي لا شك انه استمع الى أبرز الأطراف وهم يتبادلون التهم لذا يجب عزل المتورطين منهم دون تردد ..
سأترك للقاريء الحكم على الوضع واضعاً بين يديه نص رسالة لنائب البرلمان الشيخ خير الله البصري (( حصلت "الحياة" على رسالة وجهها النائب العراقي عن مدينة البصرة الشيخ خيرالله البصري الى أحد أصدقائه، شرح فيها أوضاع المدينة ودور القوات البريطانية بعد سقوط نظام صدام حسين. وتنشر "الحياة" نص الرسالة نظراً الى أهمية مضمونها.لا أسمح لنفسي أن أتحدث عن البصرة وحدها. فإن جراحات العراق كلها تمسني بالصميم ولكن تبقى البصرة هي الوطن ومسقط الرأس والتي حملتني عملية تمثيلها في مجلس النواب، لذا أسعى جاهداً أن أضع المسؤولين في الصورة الحقيقية والتي اختصرها بانعدام الأمن بأركانه الأربعة.الركن الأول: المعلومات والمخبرون، فليس هناك من جهاز معلوماتي دقيق يرصد التحركات المشبوهة والعابثة في البلد. وحتى إذا توافرت مصادر معلوماتية شعبية فهي تتعرض للخطر والانتقام حينما تكشف أسماؤها، الأمر الذي أدى بهم الى الإحجام عن الإدلاء بالمعلومات.الركن الثاني: جهات القبض، كثيراً ما تكون هذه الجهات منتمية الى أحزابها ولا تمثل جهات القبض قوة مركزية بل تمثل انتماءها الى الأحزاب والميليشيات، ووجود مصادر أمنية متعددة يربك العملية الأمنية ولا يصلحها.الركن الثالث: الجهات القضائية (المحاكم)، للأسف الشديد ان القضاء العراقي قد أقفل بتصميم من النظام البائد للشخصيات البعثية وهم الآن يتولون النظر بكل الدعاوى ومنها الدعاوى الأمنية.الركن الرابع: جهاز الحفظ (السجون)، التي يحفظ بها المجرمون والمتهمون وما زالت تحت قبضات مجهولة. ففي ظل جهاز أمني مخترق ومتعدد الولاءات لجهات اقليمية ومحلية وعالمية لا يمكن ان يستقيم وضع البصرة الأمني. ولعل نظرية الفوضى الخلاقة هي مصداق لما يجري في البصرة وليس هناك من سجون خاصة مستقلة تحت سيطرة قوى الأمن العراقية يحفظ بها المجرمون، الأمر الذي سبب هروب كل المجرمين الذين سببوا كوارث أمنية في العراق وقد تكون كل هذه الصور المطروحة هي صور لما يسمى بنظرية الفوضى الخلاقة. إن ما يجري في البصرة الحبيبة من قتل يومي للأبرياء من مختلف طبقات البصريين وخصوصاً العسكريين والأطباء وأساتذة الجامعة والكوادر العلمية وعلماء الدين من كلا المذهبين لهو أمر يبعث على القلق والخوف، لا سيما بعد أن اتخذ أشكالاً من ردود الفعل العشوائي والثأر العشائري، والذي قد يلقى دعماً من هذه الميليشيا أو غيرها، الأمر الذي يهدد بالحرب الأهلية التي قد تنطلق شراراتها من البصرة المدينة التي كانت الأكثر أماناً وعلى امتداد التاريخ... )) وهنا اكتفي لطول المقام ولمن يريد تكملة الرسالة يرجع للعدد المذكور من الجريدة ..
البصرة التي كانت تسمى (ثغر العراق الباسم) حولها (الشيخ) البعثي ابو سلام الساعدي وشركاؤه من التيار الكرمشي الى (ثغر العراق البائس) ولا عجب ان يخرج علينا هذا الساعدي معلقاً على زيارة المالكي وعلى تشكيله اللجنة الامنية بالقول انها لجنة بلا صلاحيات !!
لنا ان نسال من اين تأتي الصلاحيات وأمثال هؤلاء الرعاع المسوخ أعضاء في مجلس المحافظة الذي تحول الى ((مجلس قيادة الثورة)) ؟!
المأمول من دولة رئيس الوزراء ان يحادث( أهل البصرة ) بالإحسان كما أوصى أمير المؤمنين عليه السلام وإذا أراد أن يستعرض أو يضرب بيد من حديد فليضرب بعصاه السحرية مجلس محافظة البصرة وسيهرب خوفاً مرتزقة الأحزاب وعرابوا عصابات التهريب وسيصفو جو البصرة
لكم الله يا أهل البصرة ولنا عودة ان شاء الله إلى البصرة !
ابو زهراء البصري
https://telegram.me/buratha