المقالات

إختبار الحكومة العراقية في البصرة

3811 18:27:00 2006-06-02

أسئلة كثيرة مثيرة للجدل وعلامات الأستفهام تختلج في مخيلة الشعب البصري هذه الأيام وكما يقال ربّ ضارة نافعة فقد عانى المجتمع البصري كافة أنواع المعاناة ناهيك عن إستغلال مجلس محافظة البصرة لتعيينات حسب الولاءات وغيرها من المحسوبيات . ( بقلم شوقي العيسى )

في أول أختبار عصيب للحكومة العراقية المنتخبة إضطرابات مدينة البصرة هذه المدينة التي شهدت سكوناً ملحوظاً منذ ثلاث سنوات منذ إنهيار عهد الطاغوت والجبروت فكأنما كانت تحاكي الزمن وتنظر الفرج الذي بسط جناحيه على مدينة البصرة مدينة شط العرب مدينة السياب مدينة العلم والمعرفة مدينة التراث مدينة الطيبة والسلم والأمان .

لم يدم سكون مدينة البصرة فراح الأوباش من البعثية والزرقاوية يحيكون لجعلها مدينة ساخنة الأحداث مثيرة الجدل بعدما كانت هادئة وهانئة ومطمئنة ، صحيح أن الخدمات تكاد أن تسلب منها نهائياً ولكن طيبة أهل هذه المدينة جعلهم يتعايشون ويسلمون بواقع أمرهم ويشدون أزر حكومتهم وما إن إستلمت حكومة أياد علاوي وتلتها حكومة إبراهيم الجعفري حتى وصل الأمر الى حكومة نوري المالكي وهنا فقد تفجرّت العبوات الموقوته التي زرعت في أزمنة الحكومات السابقة لتكون إختبار لحكومة المالكي .

لقد عصفت بالمدينة أزمات متعددة حتى آلت أخراها أزمة محافظ البصرة ومجلس المحافظة والأحزاب ، فقبل الدخول ومعرفة مجريات الأزمة التي لاتخدم المجتمع علينا أولاً أن نرى أن البصرة هي مدينة الثروات النفطية ومنها يستمد العراق خيراته وثرواته وعلى هذا رأينا وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات مسألة تهريب النفط من البصرة وهناك عصابات منظمة تهرّب النفط عبر ناقلات كبيرة كانت وصغيرة وغيرها وأستمرت هذه الحالة المثالية من سرقة أموال العراق وعلى مرأى ومسمع الجميع ولم نشاهد أو نسمع أحداً وضع حداً لذلك هل تعرفون لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب وببساطة أن المحافظة يحكمها مجلس محافظة ومحافظ وقادة وأحزاب وهناك شركة النفط والحقول النفطية فمجال الأزمة المفتعلة لم تخرج من هذه الدائرة وحتى عندما نسمع بسرقة أو تهريب النفط من البصرة فهذا لا يعني أن هذه الدائرة غير مسؤولة أو غير مشتركة فما زالت هذه الدائرة التي تحكم البصرة بيدها كل شيء فهم قادرون على جعل أمن وإستقرار البصرة يعم في ليلة وضحاها ولكن إختلاف المصالح الشخصية قد جعلت من هذه الدائرة تفرّغ من محتواها الحقيقي وترك مجال خدمة أهالي البصرة والتفرّد لمجالات أخرى هذه الحلقة من الصراعات في المحافظة بين مجلس المحافظة ومحافظ البصرة والأحزاب الحاكمة هناك قد سهلّت عمليات التغلغل للإرهابيين ينحدرون الى البصرة بعد أن كانت هادئة ولذك لكسب أهداف منها:

1-     لكون البصرة تشهد نسيج عراقي مختلف وخصوصاً السنة والشيعة وهذا مايجعل العناصر الإرهابية تزرع روح التفرقة بينهم من خلال الإختيالات التي تطال الفريقين حتى يُتهم الآخر بذلك.

2-     كون البصرة المنفذ ونافذة العراق للخارج من خلال صادرات النفط وإستقبال البضائع الى العراق عن طريق الموانيء البصرية ولهذا فقد عمدت قوى الإرهاب لتعطيل صادرات النفط من البصرة أكثر من مرة وذلك لركود العراق إقتصادياً .

3-     كسر الأهداف والأماني التي يبنيها البصريون من خلال تبني مبدأ الفيدرالية فعندما تكون مثل هكذا فقاعات وأزمات وإختيالات فسوف لن يتحقق مفهوم ومبدأ الفيدرالية لأنها ( البصرة) وغيرها من المحافظات في ظل النظام المركزي وهكذا تكون أزمات فكيف إذا نشأت فيدراليا ونظام الأقاليم.

4-     فتح الحصار للمجاميع الإرهابية والبعثية في بغداد حيث كلما أحكم الحصار على المجاميع الإرهابية فتحوا لهم طريق آخر لتنفس الصعداء حتى يشغلوا قوات الأمن ورجال الشرطة والجيش العراقي بمخططاتهم الخبيثة.

وهذه السجالات التي حدثت في البصرة سببها محافظها ومجلسها وأحزابها بدون إستثناء حيث لو كانوا جميعهم يحافظون على مصلحة البيت العراقي والبصري بالخصوص لما وصلت الأمور الى ماوصلت اليه فهل ياترى تستطيع حكومة المالكي الوقوف بحزم أمام هؤولاء الثلل التي أبتلت البصرة بهم وهل تستطيع الحكومة المركزية بإقالة محافظ البصرة مثلاً أولاً لتجاوزة على وكلاء المراجع العظام وخلق جو متأزم وهل تستطيع الحكومة المركزية بإستبدال مجلس محافظة البصرة بغيره كون هذا المجلس جاء عن طريق صناديق الإقتراع .

 

أسئلة كثيرة مثيرة للجدل وعلامات الأستفهام تختلج في مخيلة الشعب البصري هذه الأيام وكما يقال ربّ ضارة نافعة فقد عانى المجتمع البصري كافة أنواع المعاناة ناهيك عن إستغلال مجلس محافظة البصرة لتعيينات حسب الولاءات وغيرها من المحسوبيات .

 

فهل تنجح حكومة المالكي بهذا الأختيار الصعب وتكتنف الأزمة في البصرة وتسيطر عليها وترضي المجتمع البصري لا ترضي مجلس محافظة البصرة وغيرهم من المسؤولين فإن كانت الحكومة صادقة وجادة بما تفعلة بحل أزمة البصرة عليها إرضاء اهالي البصرة أنفسهم وهذا ليس بالصعب .

أتمنى للحكومة العراقية النجاح في مهمتها الأولى في ثاني أكبر مدن العراق من حيث العدد وبوابة العراق الخارجية وكنز العراق المخبيء تحت الأرض ........

 

شوقي العيسى

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك