باسم السلماوي
خرجت صباحا إلى معرض بغداد الدولي، حيث ذهبت أبحث عن صوتي، لكي لا يسرقوه مني، كما سرقوا ضحكة اليتامى، ولكي أحافظ عليه من براثين المتربصين له، لكي لا يجيروه إلى جهة تدعي الإسلام، علنا وتسرق وتظلم سرا، بل وتغتصب النزاهة في وضح النهار، ولا تستحي من فعل المحرمات، وتجاوزت الحدود الشرعية، حتى الخمر مسموح به.
ماذا نقول إلى من بيدهم كل شيء؟، فهل من المعقول تأتمن؟ شخص عليه عدة مؤشرات، ويساوم على دماء العراقيين، من يثق بحزب أسلامي الهوى علماني التطبيق؟ متقلب المزاج كطفل عصبي، لا يعرف ماذا يريد، بيده كل شيء، و يقصي الجميع، لا لشيء، إلا ليتسلط ويدمر كل لعبة، بعد أن يلعب بها.
وصلت وكل أملي أن اعثر على صوتي، من بين الاستمارات، وأنا ادقق مع الفريق، على الطاولة، خمسة أشخاص بينهم اثنان من كبار السن، وهم يفرزون ويعدون، وإذا يقولون هذه باطلة، يقصدون الاستمارة، نظرت لها فإذا بإشارة، (صح) مقابل مربع كتلة المواطن، وتحتها كلمة، وأبطلت أربع استمارات، على هذه الشاكلة، والعمل يسير، وبعد ذلك تكرر مع دولة القانون، فقال كبيرهم، لا هذه صحيحة، عندها قلت له: بل هذه باطلة، كما أبطلت السابقات، نظر لي بغضب وقال لي: لا تتدخل في عملي.
فأشرت إلى مدير اللاين؛ وقلت له: ما جرى، فقال لي أهدئ، سأتخذ الأجراء للازم، فقلت له وما هو برأيك، قال لي التصويت من قبل الفريق الموجود، والذي عددهم خمسة، وتم التصويت بالفعل، لصالح دولة القانون، بأنها صالحة، وقال: كبيرهم أنظر هذا أمر طبيعي، لأنه معروفة نية الناخب، بأنه يقصد دولة القانون، ومن قال: أن نية الناخب، يقصد دولة القانون، قد تكون نيتك أنت.
وبعد أن أرتفع صوتي، مهددا فضحهم بوسائل الأعلام، جاء المدير، وتدخل وطلبت منه أعادة الاستمارات الباطلة، التي تخص المواطن، وبالفعل تم الكشف عن الأربعة الباطلة، وأتضح أن الاستمارات صحيحة، عندها سألهم مدير المركز، انتو من وين، وهنا كانت المفاجئة الكبرى، نحن من كربلاء، قال:خمستكم، قالوا بلى ورب الكعبة، كانت الصدمة كبيرة لكل الموجودين، من المراقبين، وأتضح الأمر، وبالخصوص من كربلاء، كان العدد كبير من الموظفين، والحسرة والألم نراها بوجوه بعضنا. نادمين على الأيام، التي مضت وكم من الأصوات، بطلت،وكم من الأصوات زورت.
شعرت بعدها أن أصوات الناخبين ليس بأيادي أمنية، بل ذهبت في مهب الريح، في زمن ليس للحق فيه مكان، وليس للامان فيه منام، بل شعرت أن أصوات الناخبين بيد الفريق الخماسي، الذي جاء من كربلاء، لكي يهزم أهالي بغداد، في معركة انتخابية غير متكافئة.
https://telegram.me/buratha