باسم السلماوي
في مثل هذه الأيام من عام( 2003)، كانت فرحتنا كبيرة، وكان شعورا لا يوصف، شعرت حينها، أن صخرة انزاحت عن صدري، بل أغلب الشعب العراقي، استبشر خيرا، وكنت أتكلم مع بعض أصدقائي، وأنا متفائل بالمستقبل، لكن بمرور السنين، الآمال تبددت، والأحلام سرقت من بين الأيام و الليالي، واليوم أصبحنا نريد التغير، والمرجعية تريد التغير، والسياسيين يريدون التغير، والحجي أبو داود يريد التغير.
حيث كنا جالسين أمام محل لصديق لنا، فقال لي: هناك ثلاثة أشخاص، تجمعهم منطقة واحدة، شركاء في محل، وهذا المحل مصدر رزقهم، والعامل الذي يعمل به، أبن أحد الشركاء، والذي أكثرهم نصيبا، بدأ يأخذ من حاجات المحل، ويعطيها إلى أصدقائه وجماعته، ولم يعطي إلى أبيه شيئا، بل تمرد على عائلته، فما بال الأب أن يفعل ، إلا جمع شركائه وناقشهم، فقال كبيرهم: يجب علينا تغير العامل، حتى لا ينقطع رزقنا، وعسى الذي يأتي خير من السابق، وصف جميل.
ابتسمت بوجه أبو داود، رغم بساطته، شعرت وأيقنت إن التغير قادم، والصنم الذي سقط بالأمس، غير من نظرة العراقيين، وأصبحوا يميلون إلى تبادل السلطة سلميا، ويمقتون الدكتاتورية، لأن مساوئها أكثر من منافعها، فإذا كانت هناك ايجابيات، فتعتبر معدومة قياسا إلى مقدار السلبيات، والمتراكم من الأزمات المتتالية، التي أصبحت كالقنبلة الانشطارية، تأخذ بالتوسع وتفتك بالآخرين، علما أنه سلاح محرم دوليا، جعلت من المواطن يرفع راية التغير.
أن الصنم لم يتعظ من صنم الأمس، بل راح يتبع خطواته، يشتري الذمم، بيديه السخية، التي انتشرت في المدينة، وله عيون ترصد وتراقب، وله أذان تسمع دبيب النمل، سخرها خدمة لمصالحه، ما يسرقه من المحل، من حاجات وأموال، جعل له فريق، يعمل لخدمته، ويلبي رغباته، ويسهر على راحته، متناسيا شركاء أبيه، وأنه مإ تمن على المحل وما فيه.
التغير أصبح واقع حال، لابد منه في ضل هذه الظروف، التي تمر على البلد، فأمننا وقوتنا، وأحلام طفولتنا، ومستقبل أبنائنا، بأيدينا فالمجرب لا يجرب،وخير دليل قول أمير المؤمنين:(عليه السلام)، (لا خير في رجل يعثر بالحجر مرتين).
https://telegram.me/buratha