المقالات

كهرباء .. بنزين .. حزام ناسف

1549 02:33:00 2007-06-06

بقلم : علياء الأنصاري

مفردات يومية في قاموس المواطن العراقي، تفخخ واقعه بكل ما فيه من احلام وآمال وطموحات ورغبة في الحياة!!

فالكهرباء، ذلك المخلوق الجميل العصي على الفهم، والذي هو حق طبيعي لكل انسان يعيش في الالفية الثالثة عصر التكلنولوجيا والتطور العلمي والحضاري، ارهابي يحرم اطفالي من حقهم في مشاهدة برامجهم المفضلة او الاستمتاع بالهواء البارد او الانارة فيرغمهم على الحلم بكل ذلك، وسط توقعات الجميع ومنهم نحن اولياء الامور بان يكونوا طبيعيين واسوياء مقارنة بغيرهم من اطفال العالم!!

والبنزين في بلد البنزين، ارهابي ايضا!

ففي الوقت الذي نتطلع الى جلسات البرلمان في الساعات الاقل من القليلة من توفر الطاقة الكهربائية الدائرة حول تعديلات الدستور بعيون ملئها الترقب لما ستكون عليه التعديلات، يصعقنا – ليس التيار الكهربائي – وانما شحة الوقود من بنزين وكاز اضافة الى ارتفاع اسعاره، فسائق التكسي لا تكفيه الالفين دينار التي كان يأخذها من المواطن المسكين الذي قد يملك راتب شهري متواضع او قد لا يملك هذا الراتب، ويطالب بالثلاثة الالاف وربما في الايام القادمة اربعة او خمسة لانه يقضي ليلتين او اكثر مبيتا في محطة البنزين ليتمكن من ملأ سيارته التي هو ايضا يعيل عائلته المسكينة من مواردها المتواضعة!!

لذلك شعرت بالالم يحفر اخاديده في قلبي وانا اتشاجر قبل يومين مع سائق تكسي طلب مني الفين ونصف توصيلة لمكان لا يتعدى 300 متر، وعندما غضبت قال لي: "سامحيني يا سيدتي ماذا نفعل، ننام ليلة او ليلتين لكي نملأ سيارتنا. انا اسف واشعر بالخجل من المواطن عندما اطلب منه هذا المبلغ ولكن ماذا افعل؟"

علما ان العشرين لتر من البنزين يباع خارج محطات البنزين بمبلغ 25000 دينارا في مركز الحلة و بمبلغ 35000 دينار في اقضيتها ونواحيها!!

يا ترى ماذا يفعل المواطن البسيط الذي لا يملك راتبا شهريا؟

وماذا يفعل المواطن الذي يملك راتبا شهريا ولكنه لا يكفي لسد متطلبات المعيشة خاصة للاسر الكبيرة واسعار جميع الاشياء في ارتفاع لا يرحم؟

وماذا تفعل المرأة الفاقدة للمعيل والتي اصبحت في بلد البترول معيلة لاطفالها وكل ما حولها يفخخ الحياة فيها؟

ويبقى الحزام الناسف المفردة الارهابية الاكثر فاعلية على ارض الواقع، فيا ترى هل سنضطر الى اصدار معاجم للمفردات الارهابية؟

ألم يأن الاوان لانساننا العراقي ان يستريح ويتمتع بحياته الكريمة اسوة بغيره من شعوب العالم؟

اظن ان الامر لا يحتاج الى اكثر من اخلاص وشيء من المواطنة وشجاعة لمواجهة الخوف عندما يصبح الانسان هو همنا وهدفنا ومستقبلنا.

علياء الأنصاري

مديرة منظمة بنت الرافدين / بابل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-06-06
شكرا للسيدة الفاضلة على طرحها لهذا الموضوع المهم جدا لكل مواطن ,اريد ان اقول هنا ان الفساد الاداري خطر بخطورة المفخخات السعوديةوالعربية!!!! الفساد لايبقي لنا شيء!!!! ان العامل اذا خشى العقوبة لم يطلب الرشوى !! والا من يبيع البنزين في السوق السوداء ! لماذا لايحاسب القانون الناس الذين يبيعونه في السوق السوداء? هنا التقصير100% من الحكومة وكافي عاد نسكت ونصبر الكل يجب ان يسمع الم الشعب انا اتمنى من كل قلبي المرجعية تعرف هذا التقصير بحق الشعب!! والله لتغيير مسار الحكومة 180 درجة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماجد محمد
2007-06-06
والله يا نـاس لقد تعبنا تعبنا ونحس أننا أكبر من أعمارنا عشرات المرات فكيف يُعقل أن أكون حفيدا لرجل مات ولم يعرف إنقطاع كهرباء ؟ ولو عاد للحياة وأخبرته إن سعر البنزين قد تساوى مع سعر الكاز وأصبح سعراللتر من كليهما بألف دينار لفضل الرجوع للموت . حقيقة نقولها بأن بعض النواب من كتلة الإئتلاف غير راضين على إداء وزيري النفط والكهرباء وهما يرأسان أكثر الوزارات تماسا بحياة المواطن اليومية فإذا كان حال النواب هكذا فمال بالك بالمواطن الذي لاحول له ولا قوة ؟ لاحول ولا قوة إلا بالله العلي القدير .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك