الى الحكومه الدائمه : انقذوا هيبة الدوله التي هدرت

ياسيادة رئيس الوزراء ان هذا المنصب لن يضيف لتاريخك المشرف شيء ان لم تعمل على احباط المخططات المدروسه لاعداء هذا الشعب بشكل منهجي ومبرمج وحازم وعدم السماح للارهاب البعثي من تحقيق اهدافه. ( بقلم : ابو زيد آل شبر )

حزب البعث الشوفيني المقيت هي اللعنه التي ابتلي بها هذا البلد العريق واصبح كالسرطان الذي فتك ولايزال يفتك به. فقد كان السباق في ادخال كل ماهو اجرامي وشيطاني ليدعم وجوده ويبرر تواجده كاسلوب استراتيجي لاستمراره وديمومته بدل ان يكون الاسلوب الثقافي والحضاري .فيدشن نضاله بالاغتيال السياسي لرئيس الوزراء عام 1959 ثم يصل ذروته بقتل الشعب وتخريب البلد باسم العروبه وذلك دفاعا عن البوابه الشرقيه نيابه عن الامه العربيه مما كلفنا مليون بين قتيل ومعوق ناهيك عن ادخال العراق الغني بمديونيه هائله. وقد اضافوا وصمة عار لا سابقه لها في التاريخ لسجلهم الاجرامي لكونهم اول حكومه تضرب ابناء بلدها بالسلاح الكيمياوي بمدينه حلبجه. وبعد سقوط الصنم تحولوا الى معارضه اجراميه مسلحه لحكومه منتخبه وشرعيه تفتك بالابرياء وتخرب البنى التحتيه وتحرق انابيب النفط مما يدل بشكل قاطع على انعدام المواطنه لديهم. مع هذا التاريخ المخجل والمشين, لاتزال عدد من قيادات العراق الجديد تدافع عن هذا التنظيم الاجرامي وتطالب بتاهيله باسمه او باسم اخر...

بالرغم من الكم الهائل لجرائمهم المقترفه لم يال مجرمي البعث جهدا بفرض هيبه الدوله على الشعب المظلوم . فقد تهاونوا بكرامه الشعب وثرواته و سخروهما لمن هب ودب من زبانيتهم واذيالهم ولم يتهاونوا بهيبة الدوله. كان التاكيد عليها هو لاضفاء غطاء قانوني وشرعي لوضع وحكم غير قانوني وغير شرعي وكذلك لزرع الرعب والخوف بنفوس ابناء البلد. فقد ذبح 148 مواطنا من الدجيل من اجل اثنين منهم قد تعرضوا لموكب الرئيس المدجج بالسلاح والسيارات المدرعه ببندقية كلاشنكوف ومسدس حسب الروايه الرسميه المضخمه للمخابرات. فاصدر رئيس محكمة الثوره المشؤومه قراره باعدامهم بضمير مرتاح لان هيبة الدوله هو رئيسها وان لم يصب هو او اعوانه باذى. اما اليوم وبعد ان اعيدت كرامه الشعب المهدوره واصبح بامكان كل شخص ان يعبر عن رايه, نرى ان هيبه الدوله غيبت بشكل لم يسبق له مثيل. فالذين كانوا بالامس يفعلون الاعاجيب لفرضها يعملون اليوم المستحيل لتدميرها وقتلها لكي تبقي على حالة الفوضى.

فبغياب هيبة الدوله اليوم يستطيع الارهاب البعثي ان يقتل ويذبح باسم الدين والمذهب تاره وباسم القوميه تاره اخرى دون رقيب او حسيب بعد ان كان بالامس يفعل الشيء نفسه من اجلها. وبغيابها يرحلون الالاف من العوائل المواليه لاهل البيت لا لشي الا لتغيير الطبيعه الديمغرافيه للعاصمه بغداد بعد ان راعهم ان اغلبيتها شيعيه وكذلك لاستقدام الاصوات السنيه الضائعه في المحيط الشيعي بالبصره وتعزيزا وترسيخا للغطاء الطائفي المحتمين به.

بدون هذه الهيبه يستطيع السياسيين الذين انضموا موخرا للعمليه السياسيه ان يدافعوا عن كل ارهابي بكونه استهداف طائفي تاره او استهداف لما يسمى بالمقاومه الشريفه تارة اخرى. هذه المقاومه التي لاتزال تفتك بابناء الشعب من اتباع ال البيت باعتباره ردءا بما يسمى بالخطر الصفوي الذي هو اسوا من الاحتلال الامريكي عندهم .

وبفقدان هذه الهيبه يتمكن اللصوص بسرقه وتخريب الاقتصاد الوطني وتمويل الارهابيين لتوفير الجو الملائم لاستمرارهم بالسرقه دون الاهتمام للضرر الذي يلحقونه بالبنيه الاجتماعيه والبنى التحتيه. فهذا النكره مشعان ركاض الذي كان سائق دراجه بموكب المجرم صدام قام بسرقه مئات ملايين الدولارات من تهريب النفط وتحويل جزء كبير منها الى الارهابيين لابقاء دوره حياة مصاصي دماء الشعب مستمره . ولم يكتف ركاض بالسرقه وانما عملت عصاباته التي زودها بغطاء ودعم مالي حكومي على تخريب وتفجير منشاءات و انابيب نقل النفط الخام ومشتقاته.

وبمناسبة تشكيل الحكومه الجديده الدائمة والتي اتمنى لها ولرئيس وزرائها كل التوفيق والنجاح في هذه الفتره العصيبه. اطلب من السيد المالكي ان يقارن بين الفعل وردة الفعل لمشهدين من منطقتين متجاورتين جغرافيا ومختلفتين زمنيا وهي الدجيل والطارميه. فردت الفعل للاولى عام 1982 تم ذبح 148 من خيرت ابنائها واسكنت نسائها واطفالها الصحراء وجرفت بساتينها . اسئلك على اي فعل جاءت ردت الفعل هذه ؟

اما الثانيه والتي حدثت قبل اسابيع في مدينه الطارميه المجاهده!!! كبرت الجوامع حي على الجهاد وهللت ماجدات الاتحاد العام لتشجيع المجاهدين لقتال رتل من السيارت... لم يكن هذا الرتل امريكي لان الامريكان افتتحوا مستوصف صحي في اليوم الذي تلاه في مركز الطارميه ولم يتعرض لهم احد( بتوثيه) .القتال كان للهجوم على رتل لسيارات الشرطه العراقيه وقتل العشرات ممن يعملون على توفير الامن والاستقرار. من حقي كمواطن ان اتسال عن ردت فعل الحكومه لهذا الفعل المشين الذي استهدف هيبة الدوله بالصميم من منطقه بحدود محيط العاصمه ؟؟ فالفعل كان جماعي للمنطقه وكاننا نصور مشهد لفلم عن ثورة العشرين ولكن القتال لم يكن مع قوات الاحتلال وانما كان مع ابنائنا من الشرطه العراقيه. فكان من المفروض ان تكون ردت الفعل بان يتم تطويق المدينة فجر اليوم التالي للهجوم الجبان ومطالبة شيوخ العشائر والمتنفذين بالمدينة تسليم كل المشتركين بتلك العمليه. وان لم يستجاب للطلب تتم كل الاجراءات الكفيله بجعل الحياة صعبه عليهم من قطع للكهرباء اوحظر للتجوال المطول الى ان يتم الاذعان بتسليم الارهابيين وحاضناتهم . وبما ان هذا لم يحدث نرى هذه المدينه اليوم ملاذ امن وحاضنه لمن يعبث بامن وهيبه الدوله. نريد للمناطق الحاضنه للارهاب ان تعي بان وجود الارهابيين بينهم هوعبء عليهم وليس فخرا لهم ولايساعدهم على التطور او البناء.

ياسيادة رئيس الوزراء ان هذا المنصب لن يضيف لتاريخك المشرف شيء ان لم تعمل على احباط المخططات المدروسه لاعداء هذا الشعب بشكل منهجي ومبرمج وحازم وعدم السماح للارهاب البعثي من تحقيق اهدافه. فلاحباط مخطط تهجير العوائل الشيعيه مثلا من اماكن سكناهم قسرا وبالاخص مدينة بغداد. يجب العمل على اسكان المهجرين في الاماكن الامنه من نفس المدينه وليس بمكان يبعد شبر واحد عنها كما صرح لنا وزير الاسكان السابق فرحا بتخصيص جزء من المجمعات السكنيه المزمع بنائها في 12 موقع في محافظات الوسط والجنوب للمهجرين طائفيا. ودعم المهجرين ماديا من اموال خدمات وبناء المناطق التي تم تهجيرهم منها اي ايقاف الخدمات المقدمه للارهابيين وحاضناتهم وكذلك ايقاف البيع والشراء في الاماكن المشموله بالتهجير القسري . يجب ايصال الارهابيين واعوانهم ومموليهم الى طريق مسدود ونتيجه واحده وهي ان الفشل على اقل تقدير هو نهاية دربهم ان لم يكن السجن او حبل المشنقه والا سنعاني شعبا وحكومة من الماسي الى ما لانهايه.

ابو زيد آل شبٌر