المقالات

اغتيال جسر الصرافية الحديدي

1955 18:22:00 2007-04-14

( بقلم : محمد راضي )

اعتقد أنها ثواني قليلة مرت ما بين الانفجار وسقوط جزء من الجسر في نهر دجلة. وانا واثق انها اسابيع وايام طويلة مرت والايدي الخبيثة تخطط وتنفذ عملية تلغيم دعائم الجسر ليتم تفجيره بهذه الطريقة.ولكنها كانت لحظات مؤلمة وطويلة على نفسي وانا اشاهد اغتيال الجسر من على شاشة التلفاز . لقد استرجعت ذكريات جميلة عمرها 40 عاما وانا احتضن هذا الحبيب . تذكرت عندما كنا ندفع سيارتنا القديمة عند عطلها على الجسر. وتذكرت كتابة اسماؤنا والذكريات بالطباشير على اعمدة الجسر وكيفية تسلقنا تلك الاعمدة الضخمة وكيف ارتطم راسي مرة باحد اعمدة الجسر.وتذكرت كيف حاصر رجال الشرطة المتظاهرين من الطلبة في العهد العارفي على مدخل الجسر لينهالوا عليهم ضربا بالعصي ( الدونكي) .

 وتذكرت عندما خرجنا مرة في تظاهرة ولا نعرف لماذا خرجنا وليس لدينا شعارات نرددها وعندما وصلنا الى مستشفى الكرخ اخذنا نردد الاهزوجة التي اشتهرت حينها (هاهاها مستشفى الكرخ الجمهوري) وتذكرت انني جالس على احد اعمدة الجسر ويمر موكب تشييع جنازة عبد السلام عارف بعد ان (صعد لحم ونزل فحم).

وتذكرت ايام الصيف الحارة والسباحة في دجلة واكل الرقي مئات المرات ولعبة كرة القدم على الشاطى المحاذي للجسر.وتذكرت عندما كنا نقرأ تحت اعمدة الانارة قبل امتحانات البكلوريا. ولم استطع ان احصي كم مرة عبرت هذا الجسر مشيا على الاقدام. وتذكرت انني مرة اوقفت سيارتي عمد ا وسط الجسر متظاهرا بعطلها بعد ان ازعجني سائق خلفي بكثرة استعماله(الهورن)مما سبب بوقوف طابور طويل من السيارات خلفي. وتذكرت كيف كنا انا وبعض الاصدقاء نجلس في الجانب القريب من قصر البلاط كي نعود منتصف الليل مشيا ونحن نردد الاغاني والنكات والسوالف الحلوة ونعبر الجسر الى بيوتنا.

ومن الاصدقاء من استشهد في الحروب ومنهم من توفي في السجن ومنهم من هاجر ومنهم من اختطف وقتل (في عصر الديمقراطية) وتذكرت انني اخذت اولادي للسبح ولم يكن عمرهم قد تجاوز سنتين.هذه بعض لمحات من ذكريات جميلة مع هذا الحبيب وقد تطول لو حاولت ان اعددها فلكل رجل وامراة ولكل طالب وطالبة ولكل شاب وصبية وطفل من اهالي العطيفية حكاية مع هذا الحبيب. لقد ان الاوان لاهالي العطيفية ان يلبسوا السواد حتى يتم اعادة الحياة لهذا الحبيب. ان الايدي الخبيثة اللقيطة التي مست هذا الصرح هي نفس الايدي التي نسفت الجسور في الحرب العراقية الايرانية وهي نفس الايدي التي نسفت الجسور في انتفاضة عام 1991 وهي نفس الايدي التي مست صرح الامامين العسكريين الطاهرين في سامراء .

 وهي نفس الايدي التي مست شارع الادب والتراث المتنبي.لكنها لا تستطيع ان تمس قلوبنا ففي قلوبنا مبادى الامامين العسكريين. وفي قلوبنا ارث العراق والمتنبي. وفي قلوبنا الف (جسر صرافية) ولان استشهد شهيد فسوف يقوم من صلبه الف الف شهيد. وكما قال اميرنا ( علي ابن ابي طالب عليه السلام) نحن بقايا السيف انما عددا واكثر ولدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك