المقالات

البرلمانيون وأمانة الأداء

1324 17:21:00 2007-04-12

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

بعد ان بدأ ينكشف الدور العدواني لحاضنات الارهاب وما احاط بها من تراشق بكافة وسائلها العدوانية نتيجة الشرخ الكبير بين تلك العصابات الاجرامية الصدامية والقاعدية، بعد ان اعلنت الاخيرة في بياناتها استهدافها العراقيين كافة، ظنا منها اعادة العراق لما قبل 9/4، بعد ان دمر البعث الصدامي العراق، واطبق على الحياة السياسية فيه، وحوله الى سجن كبير، ومن المؤكد ان الارهاب الصدامقاعدي قد نشط بعد ان تلقى الدعم الكبير المقدم من بعض دول الجوار الاقليمي وقد استشرى لان أصحاب الجريمة المنظمة والقتل على الهوية ليس من السهل خلعهم عن واقعهم الدموي الذي هم فيه، فضلا عن عملهم خلال الفترات الماضية في ترسيخ هذا الوجود، وكانوا وبالا ليس على العراقيين فحسب انما على المنطقة برمتها، لذا فاننا اليوم بحاجة لكسر واقع الغموض الاستراتيجي في المنطقة الذي فرض نفسه علينا بعد الاطاحة بالديكتاتورية الصدامية التي جثمت على الجسد العراقي واطبقت عليه لاكثر من ثلاثة عقود دامية من الزمن، ان تطورات الساعات الاخيرة وضعت الحالة العراقية امام مرحلة جديدة تنذر بتطورات ايجابية جديدة على العراق تفوق ما يحدث على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبالخصوص انعكاس ذلك على منظومة المعادلات والاصطفافات والتحالفات القائمة على المشهد العراقي الراهن وفعالياتها لدعم الاداء الحكومي، لا سيما بعد سياسة مسك العصا من الوسط مما يتطلب تحديا استثنائيا وجهدا انفجاريا لقبر الارهاب وتجفيف منابعه وتسريع التعامل مع الاحداث المتسارعة والملفات الامنية الشائكة، وهنالك قضيتان تمثلان تحديا يتطلب من الدول العربية التعامل معهما بمسؤولية تامة، فهما لا يحتملان التاجيل والارجاء، بمثل ما تتعامل به مع القضايا الكبرى المزمنة والمعقدة، اذ يمكن تحديدها باشارات الخطر القاعدي العابر للحدود، الذي عرف عن نفسه في عدة دول اهمها المصدرة لادوات الموت المجاني من اسلحة وانتحاريين، والثانية تضارب المصالح والارادات التي انعكست بظلالها على شكل خلافات داخلية في عدد من دول المنطقة التي تعد جرس انذار من شعوبها بعد ان باتت عرضة للاطاحة بها لتغيير واقعها المؤلم،

وبصرف النظر عما يجري اليوم من محاولات حرف الانظار عن المسارات الوطنية وثوابتها المعلنة في القصاص من المجرمين الذين هم سبب اساسي في تاسيس المقابر الجماعية والانفال وتغيير ديموغرافية العراق وغيرها، فالجدل المحتدم حول مسودة قانون الاجتثاث المقترحة سيكون للبرلمان المنتخب كلمة الفصل فيه ولا غير وعليه لا يمكن السماح لسفاحي الامس ممن تسبب في ابادة جماعية او ساهم فيها الدخول في التعددية السياسية، فقد اظهرت الشواهد شوفينية (حزب البعث الصدامي) التامرية حتى على نفسه، فهو نتاج فكري مشوه ذو اساليب ارهابية احرقت الحرث والنسل، اوصلت العراق والمنطقة ليكون ساحة ابادة بشرية جرب فيها تجار الحروب كافة اسلحتهم وسمومهم على يد طاغيتهم وحزبه الفاشي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك