المقالات

جبهة التوافق...والانسحاب من الحكومة

1676 00:49:00 2007-04-09

( بقلم : حسين الخزعلي )

في تصريح للنائب عن جبهة التوافق سليم عبد الله قال( ان الجبهة ترى ان الارضية الان ملائمة لمناقشة انسحابها من الحكومة ) . ولانناقش هنا الاسباب التي دفعت النائب لهذا التصريح ولاالية الانسحاب ولكن نريد ان نعرف الجدوى من انسحاب هذه الجبهة من الحكومة وهل ان في انسحابها نفع او ضرر للعملية السياسية ؟ او مدى تأثير الانسحاب سلبا او ايجابا على العراقيين؟ سواءا اللذين مثلتهم الجبهة في مناطقهم او العراقيين عموما.تتكون جبهة التوافق من حركات واحزاب كلها تنتمي الى المذهب السني واعضائها منحدرون في الغالب من المناطق الساخنة في العراق كالانبار وصلاح الدين وديالى وغيرها.لقد ولدت هذه الحركات والاحزاب-ماعدا الحزب الاسلامي طبعا- في ظروف غير طبيعية كانت تمر بها المناطق التي مثلتها هذه الاحزاب فكلنا يتذكر الانبار وصلاح الدين وبقية المناطق الساخنة وقت الانتخابات فلقد كانت السلطة هناك للحركات الارهابية كالتكفيرين والصداميين ولقد سجلت المفوضية العليا للانتخابات وقتذاك خروقات كبيرة حول تسجيل الاصوات والمراكز الانتخابية , واخذ المسلحون يقفون عند المركز الانتخابي ويجبرون الناخب بقوة السلاح على انتخاب حزب او حركه ما او يلاقي الموت حتى ان فقهاء الارهاب هناك اخذوا يفتون بحرمة انتخاب هذا وبوجوب انتخاب ذاك.

في النتيجة فقد ولدت جبهة التوافق في ظل هكذا ظروف ولك ان تتصور من هم الاشخاص اللذين افرزتهم الجبهة,فلا نستغرب حين نسمع ان القوات الامنية ضبطت كذا كمية من المتفجرات في بيت احد اعضاء تلك الجبهة , او انه تم العثور على اسلحة قنص وقناصة في بيت العضو الاخر,او ان حماية عضو في جبهة التوافق يرتدي حزاما ناسفا ويفجر نفسه , او ان عضو جبهة التوافق يتحمل مسؤولية 150 برئ مختطف قد تم ذبحهم بدم بارد ,وقبل ايام طالعتنا الفضائيات بخبر مفاده ان القوات المشتركة داهمت منزل خلف العليان عضو الجبهة وضبطت في منزله الكثير من المتفجرات واجهزة التحكم عن بعد ومنشورات وصور لقتلى ونواظير قناصات واسلحة متوسطة وخفيفة واعتقلت 14 من افراد حمايته ضالعين في عمليات ارهابية.

ان رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي اتهم اكثر من 70% من الشعب العراقي بانهم رافضة وصفيون ولايزال هذا الرجل يرفع اللافته الطائفية في كل تصريح او لقاء صحفي, وكلنا يعلم عن مايجري في حي العدل على يد افراد حمايته من تهجير قسري وقتل بشع لشيعة اهل البيت.

ان الولادة لم تكن حقيقية والتمثيل لم يكن تمثيلا حقيقيا لابناء تلك المناطق وان الارهاب التكفيري والصدامي المقيت قد فرض تلك الشخوص والاسماء على الناس بحكم السلاح والقوة. المعلومات المتسربة من داخل جبهة التوافق تؤكد بأن هناك خلافات شديدة بين اعضاءها تنقسم بين المتورطين في الارهاب واخرين يريدون ان يمثلوا شعبهم تمثيلا حقيقيا ووطنيا وقد وصلت الخلافات الى حد التهديد والتصفيات الجسديه على حد المعلومات.

ان الجبهة مادامت تحتضن بين اضلاعها اناس ارهابيين وصدامين فأنها سوف لن تكون جبهة وطنية بناءه تمثل شريحة او جزء معين من الشعب العراقي فالارهابيون هم هدامون لابنائون ولايهمهم الوطن والمواطن بل هم جاؤا ليهدموا الوطن ويقتلوا المواطن.بأعتقادي ان هناك تصوران لمصير هذه الجبهة كلاهما يعود بالفائدة على هذا الشعب المبتلى والمظلوم التصور الاول هو ان تبرز كتلة وطنية من داخل الجبهة ترفع شعار البراءة والخلاص من العناصر الاهابية المتسيدة على الجبهة والتي تفرض اجندتها المشبوهة على كل اعضاء تلك الجبهة ,وبتقديري انه لو ظهرت هذه الكتلة من الاصلاحيين داخل الجبهة فأنهم سيحظون بتأييد شعبي كبير وقوي وخصوصا من ايناء الطائفة السنية لأن تلك الطائفة قد عانت الامرين من الارهاب وتسلطه ولم تحصد سوى العنف والمزيد من القتل والعزلة وفرض الاجندات المشبوهة بسبب ارهابيو تلك الجبهة وان هذه الطائفة تتحين الفرص للتعبير عما في داخلها تجاه هؤلاء واكبر دليل على ذلك هو تأييدهم وانضمامهم لصحوة عشائر الانبار فور تأسيسها والذي سجل بدوره افلاس بعض اعضاء تلك الجبهة .

اما التصور الثاني فهو ان تنسحب تلك الجبهة من الحكومة والعمل السياسي كي تريح وتستريح سيما انها لم تسجل أي انجاز يذكر لم تمثلهم وعلى جميع الاصعدة وان انسحابها سيفسح المجال لدماء سنية وطنية جديدة تمثل ابناء هذا المذهب تمثيلا حقيقيا كجماعة العلماء في العراق او مؤتمر صحوة الانبار وغيرها من التيارات السياسية , اما الية الانسحاب فتحددها الجبهة نفسها.اخيرا لابد لنا من ان نسجل استغرابنا ومعنا الشعب العراقي حول صبر وتماهل الحكومة التنفيذية تجاه تصرفات ارهابيو تلك الجبهة وعدم محاسبتهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم فماذا تريد وزارة الداخلية من اثباتات اكثر مما حصلت عليه وكيف ستتعامل مع ادلة الادانة التي وجدتها في بيوت هؤلاء الاعضاء ومتى تدينهم وتجرمهم وتلقي القبض عليهم قبل ان يعبروا الى بلاد الشام ليتحول احدهم الى جيفارا عراقي.حسين الخزعلي 8-4-2007

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك