المقالات

بعد دخولها عامها الخامس مقومات التجربة

1292 23:46:00 2007-04-08

( عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

لا احد بمقدوره ان يدير ظهره للمتغيرات التي شهدها العراق، وبالرغم من ان البعض اراد ذلك لكنه فيما بعد ادرك ان الذي يحصل في العراق انما هو اكبر حتى من اية عملية تغييرية شهدتها المنطقة ان لم نقل العالم، وبالتالي فان الادبار عما يجري في العراق لا يعني باي حال من الاحوال اكثر من عملية الهروب الى الأمام في احسن تقدير.

ان عملية التغيير هذه ستكون تغييرية فعلاً لمن يراها كذلك ويعمل على ضوء رؤيته لا على ايقاعات ما يملى عليه من الخارج، حيث ان التغيير الذي تشهده بلادنا هو ليس تغيير نظام بنظام سياسي آخر انما الذي يجري هو تغيير في كل المنظومات الاجتماعية والسياسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والادارية والحقوقية التي كانت تقوم على مرتكزات الغاء الآخر وتهميش الثاني واقصاء الثالث والانفراد والتفرد بكل حيثيات القرار.مهما ابتعدت بعض الشرائح من العملية التغييرية ومهما طال السقف الزمني لهذا الابتعاد فإن صاحبه بالتالي سيجد نفسه مضطراً للحاق بركب التغيير، لكن ان تكون في ركب التغيير منذ انطلاقته شيء وان تلتحق به بعد ان يقطع اشواطه الاساسية او بعد ان تكون معرقلاً له بكل هذه الفواصل الزمنية شيء آخر.

ففي ظل المشاركة واللاإعتراف هناك استحقاقات عظيمة قد انُجزت وتحققت وهناك مفاهيم تجذرت وترسخت بالرغم من قوة الفعل المعرقل، وفي هذا الاطار بات العراق اليوم وفي ظل نظامه السياسي الجديد حقيقة تغييرية سياسية دستورية شرعية فرضت اجندتها في المحافل الاقليمية والدولية، ففي هذا العهد استطاع العراق ان يعود بكل ثقله الى منظمته الدولية وبات رقماً واضحاً كما كان قبل ثلاثة عقود وربما اكثر، وفي ظل التجربة هذه خاض العراق غمار القمة العربية الرابعة وكان اللاعب الاهم فيها بشهادة الاعلانات والبيانات والمناقشات والحوارات التي اجراها القادة العرب في قممهم انطلاقاً من تونس وانتهاء بالرياض.وفي ظل هذا المتغير اطفأ العراق ديونه في نادي باريس بنسبة 80 % ولدى دول ومنظومات اخرى بنسبة 100% وبذلك يكون العراق قد ازاح عن كاهله مئات المليارات من الدولارات التي كان ينوء بها لما يسمى بالدول الدائنة او الاخرى (المتضررة) جراء سياسات النظام الذي نحتفي بالذكرى السنوية الرابعة لرحيله.

ربما القائمة في هذا الاطار قد تطول لجهة تعداد الاستحقاقات والانجازات التي حققتها الدولة العراقية الجديدة لكن الاهم من ذلك كله هو ان هذه الدولة والتي كانت حتى الامس القريب الحاضنة الاولى للارهاب باتت تشكل اليوم رأس الحربة العربية والاقليمية والدولية في المواجهة الدامية والشرسة مع هذا التسونامي المدمر للحياة البشرية في كل بقاع الارض ويبدو ان قدر العراق ان يكون الدولة الرائدة والقائدة بنفس الوقت لخوض غمار المواجهة ضد هذا الغزو الهمجي الهادم لثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وانسانيتنا وعقائدنا وكياناتنا.

وبالرغم من اننا قبلنا ان نكون خط المواجهة الاول ضد هذا الطوفان الهستيري لكن ما يبعث على الاسى ان بعض الانظمة ما زالت تعتقد ان تعطيل تجربتنا بتغذيتها لهذا الطوفان قد يقيها شروره وهمجيته وحقده وغاياته واهدافه، ومن هنا نؤكد ان الفرصة ما زالت قائمة لتصحيح مثل تلك الرؤى من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة كي تكون داعمة لتجربتنا التي هي بالتأكيد ستكون لصالح المنطقة برمتها انظمة وشعوباً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك