المقالات

من يشهد على دمي ياطائر القبج ؟

1540 21:08:00 2007-04-08

( بقلم : نزار عبد الواحد )

لا يمكن لأ ي مطلع ومنصف ان يتناسى عنف الواقع اليومي الذي يواجه العراقيين . و تتضاعف عناصر الخطر والتهديد على حياة الصحفيين وحياة عوائلهم بحكم حركتهم الاستثنائية اليومية , وهويتهم التي يصنفها الارهابيون كهدف مميز لجرائم اغتيالهم أو اختطافهم ..

مظاهر العنف اليومي الذي يطال شريحة الصحفيين والاعلاميين بات من الصور المعتمة التي اخذت تنتشر في زوايا العراق واركانه معلنة ان فتكا مقصودا ومدروسا ومع سبق اصرار وترصد يجعل كل من يعمل في قناة او منفذ اعلامي مهما كان حجم دوره هدفا مباشرا للقتل والارهاب المتعدد الانواع ، قصص لا تنتهي من المواجهة اليومية لملامح حياة لا تمتلك الكثير من مواصفات الحياةالأدمية مع الأسف ..!

ولعل لكل مهنة اشجانها ومعاناتها ولكن ان يكون الضرر بالحياة في مهنة هدفها تخفيف الضرر عن الجميع بأنارة قبس الحقيقة ليكون الكل مشاركون فاعلون في الفعل البناء ، خاصة في مجتمع يعمل للسير في ركب الديمقراطية ، والتي كانت حافزا لحرية التعبير المسئوله ، التي هي المقوم الاساسي المبني على اساسيات العمل الصحفي المعروفة .

لعل السؤال الاكثر واقعية في خضم انهار الدم التي ندفعها يوميا ، مالذي ادى ليكون الصحفي هدفا للقتل او التصفية او التهديد ؟ ولاننا لانريد ان نبحث في هذا الموضوع الذي وضعت حوله الكثير من الاطروحات ليس في العراق بالطبع لان المسببات هنا اكبر من أي اطروحه ، لان حالات القتل في اعلى مستوياتها في تلك البلدان لم تصل الى مانشهد اليوم في العراق وسط تفرج الاجهزة التشريعية والتنفيذية وكأن التقارير التي تصدرها كبريات المؤسسات الصحفية العالمية كالاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود والجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين ومنظمات حقوق الانسان لاتعني مسئولينا من قريب ولا من بعيد ، ولم يكلف احد نفسه بأخذ مبادرة تعمل على حماية الصحفي ، والذي عليه ان يحمي نفسه في كل الظروف من كل التحديات فالمؤسسات الاعلامية هي الاخرى تقف عاجزة امام مسلسل العنف الدموي والامثلة اشهر من ان تساق .

أي منحنى يتجه اليه اعلاميو وصحفيو العراق كل ينوء باعباء متعددة تفرضها متغيرات الحياة الانية ولكن الانكى في كل ذلك هو الصمت المطبق امام دمائنا ، الواقع يقول ان الجهات المعنية بسلامة كل فرد في ارض الوطن لاتعنى بسلامة اقلامها والسنتها واصواتها ، لم نشهد لليوم قانون او تشريع خاص للصحفيين عدا الانظمة الداخلية للمؤسسات النقابية المدنية الخاصة بالتجمعات الصحفية والاعلامية، لم نشهد انبثاق قانون خاص لحماية الصحفيين ولم نشهد محاكمة طالت القتله الذين استباحو حرمة دماء زملاء لنا اعزاز واحباء ، لم ار سوى صيحات وبيانات استنكار تتبادلها مؤسساتنا المختلفة لاتغني ولاتسمن من جوع هل انبرى من بين ممثلينا في مجلس النواب من نادى بالحفاظ على ارواحنا ، هل جنينا على انفسنا بهذا العمل ، نريد خطوات عملية تبرز للنور وتفعل فعلها المؤثر مثلما لنا دور في خدمة هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه واضعين كل الاخطار وراء الظهر لنكون بلسما للكثير من انات ابناء شعبنا ، وهذا محركنا ودافعنا .

كان ياماكان في قديم الزمان ، كان هناك رب اسرة ضاقت به سبل المعيشة في بلدته فخرج يلتمس رزقه في مدينة اخرى واخذ زوادته وسار في طريقه وحيدا يقع الفيافي والوديان حتى باغته لصان ولم تنفع توسلاته معهم بالابقاء عليه وبعد ان ايقن انهم قاتلاه نظر فاذا طائران من طيور القبج (*) المغرده فوق الشجرة التي سيذبح عندها فنادهم ياطائرا القبج اشهدا على دمي ، وتصل اخبار قتله الى عائلته ، وبعد سنوات طويله ينزل القاتلان ضيوفا عند ابناء القتيل الذين اكرموهم ووضعوا امامهم طائرا قبج محمرين وماان شاهدهما اللصان حتى ضحكا وتعجب الاولاد من ضحكهم وبعد ان اخبراهما بقصة المسكين الذي اشهد الطيور على دمه عرفوا انهم قتلة ابيهم فاقتصوا منهم القصاص العادل . ونحن، هناك من يشهد على دمائنا التي تراق يوميا، ام سنبقى ارقام تتصاعد في البيانات والتقارير وليس هناك في الميدان شاهد .(*)القبج :طائرجميل مغرد يعيش شمال العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك