المقالات

الفرحة الناقصة في مؤتمر مشايخ الوقف السني بعمان

2153 04:09:00 2007-04-07

( بقلم : داوود السعيد )

تعلمنا السياسة مبادئ اساسية لابد للسياسي ان يدركها ويتدبرها جيدا فلا ينساق وراء انفعال ولا موقف متسرع ولا عاطفة سطحية لامعنى لها في قاموس السياسة . وبسبب التداخل الذي نعيشه مابين ماهو ديني وماهو سياسي صار من الصعب العسير ان تفرق بين رجل المسجد وبين زعيم الحزب .

من هنا انبرت ثلة من مشايخ الوقف السني والمتخصصين بالشريعة ومن ائمة المساجد السنة لعقد مؤتمر اسموه مؤتمر علماء المسلمين وقد عقد واختتم اعماله في عمان مؤخرا وكان جل هم المؤتمر هو محاكاة مأزق السنة في مواجهة فلول القاعدة الأجرامية ودولة الرفيق ابو عمر البغدادي ولم يكن هنالك من هم آخر غير شعار (كيف السبيل الى النجاة من المواجهة القادمة والحريق الموارب ) ولهذا بدأوا يعدون العدة لهذا الأمر الجلل بعد ان تأكد بمالايقبل الشك ان دولة العراق الأجرامية مصممة على تصفية جميع الرموز السنية بلا استثناء الا من يسلم امره ولحيته لهم ويبايع الرفيق ابو عمر .

واما خلاف ذلك من الدعوة الى رص الصفوف وما الى ذلك فلم تكن الا ديباجة عابرة . ولقد تابعت شخصيا هذا المؤتمر عن كثب ومالفت نظري اكثر ليس المؤتمر بل رد فعل الأخوة الشيعة عبر رموزهم السياسيين ووسائل اعلامهم ... فقد هللوا ورحبوا وباركو المؤتمر ...وليسمح لي الأخوة المهللون ماداموا سياسيين ان اختلف معهم جملة وتفصيلا اذ لم يكن من المناسب ان يعبروا بتلك الطريقة المباشرة والقريبة من خطب ود احمد عبد الغفور السامرائي وجماعته ... فالمؤتمر لم يدعو الشيعة ولا طلب مشاركتهم ولا انتظر تهليلهم ... بل ان المؤتمر عاد وهاجم الشيعة اشد الهجوم اذ وزع احمد السامرائي بيانا مكتوبا يبين فيه اعداد المساجد السنية المغتصبة من قبل الشيعة واعداد ائمة المساجد ومؤذنيها ممن اغتالتهم المليشيات الشيعية او الحكومة ... كما ان تصريحات ابرز الوجوه المشاركة لم تعبر الا عن نقد ظاهر ومبطن واتهامات للشيعة وهو ماتناقلته وكالة رويترز للأنباء عن لسان محمد عياش الكبيسي زميل الضاري وصنوه وكذلك المتشدد السلفي عبد الملك السعدي ومما قاله هذا الأخير بحسب رويترز : ( ووجه الشيخ عبدالملك السعدي رسالة الي الشيعة العراقيين. وقال نأمل من اخواننا في كربلاء وفي النجف ان يعملوا كما عملنا هنا ويقولون للذين يقتلون علي الهوية والي فرق الموت قفوا عند حدكم فانكم لا تستطيعون ان تجعلوا من العراق مذهباً واحداً ولا قومية واحدة.). واما احمد عبد الغفور فحدث ولا حرج ، فقد صال وجال وقال ماعنده واكثر ...وقد اعطت القناة العراقية مثلا اهمية للمؤتمر وغطته في نشراتها الأخبارية ليوم 5 الجاري .

اني اتساءل هنا اسئلة جوهرية واساسية ترتبط ايضا برد فعل الشيعة (وطيبتهم ) التي تأتي احيانا في غير محلها ولا وقتها من خلال تهليلهم وترحيبهم بمؤتمر لايصب في مصلحة احد غير الذين عقدوه ...الا اذاصدقت النيات وخلصت النوايا واشركو ائمة الشيعة في مؤتمراتهم وملتقياتهم كتفا الى كتف وليس مجرد انشاء وكلام للأستهلاك الأعلامي ...فهذه الاعيب لاتنطلي الا على السذج فيما القوم ضليعون بالدهاء السياسي ....واتساءل هنا :اولا: لماذا عقد المؤتمر في الأردن وهل تم بأذن وموافقة الحكومة العراقية ام انه عقد رغما عنها وبتجاهل لها ؟ثانيا : اذا كان سبب عقد المؤتمر في بغداد امنيا ... وهذا ممكن ... فلماذا لم يعقد برعاية عراقية كأن يفتتحه ممثل لرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او احد نائبي رئيس الجمهورية ... لماذا لم تتم دعوة اي مسؤول رسمي عراقي ؟الأن الحكومة عميلة بينما رئيس الوقف السني الذي يقبض رواتبه من الحكومة غير عميل ... الا ساء ماتحكمون...ثالثا : لماذا عقد المؤتمر تحت رعاية ملك الأردن ؟ هل ان اولئك العلماء اردنيون ؟ وهل ترضى حكومة الأردن مثلا ان تعقد الحكومة العراقية مؤتمرا لرجال الدين الأردنيين برعاية الرئيس جلال الطالباني ؟رابعا : اتساءل عن اسم وموقع احمد عبد الغفور السامرائي الذي ترأس المؤتمر وصال وجال فيه ..من هو ؟ لماذا يقال ان المؤتمر هو للوقف السني العراقي ؟ الم يتم فصل السامرائي من منصبه بأمر رئيس الوزراء ؟ فكيف يتجرأ على قرار طرده ويمارس دوره كمدير عام للوقف السني ؟ اهو قرار آخر لرئيس الوزراء من قبيل كلام الليل يمحوه النهار والقرارات مجرد حبر على ورق ..فمن يفصل من وظيفته لسوء استخدام الوظيفة العامة والتحريض الطائفي كما هو السامرائي ، من حقه ان يضرب القرار بعرض الحائط ويمارس عمله...خامسا : واخيرا ... اقول حذار حذار من احمد عبد الغفور السامرائي فأذا كانت هنالك ثلة ممن يدعون تمثيل السنة ظاهر سمهم الزعاف وطائفيتهم المرضية فأن السامرائي يمتلك اضعاف اضعافها لكنه لا ولن يظهرها كما الأخرين لكنه يقدم ردود افعال غير مباشرة ولا مرئية ... هذا الداهية المحنك اللبق هو نتاج المدرسة الصدامية فقد كان يجوب بلدان العالم الأسلامي هو وثلة من ابناء عمومته ومنهم الشيخ عمر السامرائي والشيخ بكر السامرائي وغيرهم اذ ان الرجل مشهود له بانحيازه وتحزبه للسوامرة ، اقول كان يجوب الدول بمال من الطاغية من اجل حشد التأييد للدكتاتور المقبور فيما كانت طبول الحرب تقرع ابان احتلال العراق واسقاط الطاغية ...وعودوا الى تاريخه كي تعلموا من هو ...

وبعد كل هذا ... لانريد من هذا المؤتمر الا امرا واحدا وهو ان يكون بديلا لزمرة حارث الضاري الضالة المضلة ... واذا كان القائمون عليه مخلصي النية لله فليوقفوا ويفندوا ويرفضوا سفك دم الشيعة .. وليدحظوا الفتاوى وحملات التشهير والكراهية الطائفية .. وان يحرمو على اتباعهم ان يكنوا الشيعة بالرافضة والصفويين ... وان يعقدوا مؤتمرا مشتركا مع علماء الشيعة تخلص فيه النيات تماما ...وتنقى القلوب ... فهل يجرؤون على فعل هذا ...؟ اتمنى ذلك .. لكنني اشك في ذلك والأيام بيننا ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك