( بقلم : كاظم الوائلي )
عندما تتعرض مجتمعات ودول لأعمال ارهابية يؤشر المسؤلين بأصابع الاتهام لجهات معروفة من حيث الاسم والفعل, فأذا حدثت اعمال شغب في اسبانيا فالتهمة الاولية تكون من نصيب منظمة (ايتا) الانفصالية, وعندما تعرضت بريطانيا لأعمال عنف في الثمانينيات من القرن المنصرم كان الجيش الايرلندي الشمالي له النصيب الاكبر من الاتهامات, وفي اميركا لذا حصل شيئا فتنظيم القاعدة يكون اول المتهمين وفي اجزاء اخرى من العالم تكون التهم من نصيب منظمات ارهابية لها اسماء وقيادات مثل (جيش لشكر طيبة) و (جماعة ابو سياف) و (الخمير الحمر) فمن بديهيات الجهات الامنية العالمية ان تتهم منظمات تجاهر بعدائها للشعوب المبتلية بظاهرة الارهاب.
وبعد ابتلاء العراق بداء الارهاب الذي يحمل الطابع الديني او السياسي ظهرت تسميات جديدة لمنظمات يتسم على اسمائها بعض الغموض. فبجانب اسم القاعدة والمليشيات الطائفية والصداميين اضيفت منظمات مثل منظمة (الايادي الخفية) و (جهات خارجية) و ( خروق امنية).
فبعد الاحداث الاخيرة في مدينة البصرة بين تياريين يتقاتلون بأسم الاله الواحد ويتبنون نفس الايدولوجية, صرح احد الناطقين من الطرف الاول بأن هناك (جهات خارجية) وراء هذه الاحداث, ولكن المتحدث بأسم الطرف الثاني دحض هذا التصريح بتصريح اكثر دقة حيث قال ان وراء هذه الاحداث (ايادي خفية), وتعقيبا على محاولة اغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي صرح احد المقربين له بأن هذه العملية سببها هو (خرق امني) وكذلك (ايادي خفية وجهات خارجية) علما ان (ايادي خفية وجهات خارجية) منشغلتان بالقتال بينهما في مدينة البصرة. وطبعا كل هذه التصريحات والتسميات تصب في مصلحة (حزب خلط الاوراق) والسبب ان منظمات ( جهات خارجية و ايادي خفية وخروق امنية) لسيت لديها سلسلة قيادة او مقر او حتى مقاتلين على ارض الواقع حتى تفاتلهم الجهات الامنية, فهي تسميات من نسج خيال قائلها الذي يتغازل مع ( حزب خلط الاوراق) وبعد كل مصيبة تلم بالناس ثوثَق هذه المصيبة ضد مجهول. وهذه المصطلحات نابعة من جهل المعلقين والمحللين, او ربما نابعة من خبث وممزوجة بنكهة الذكاء الشيطاني.
تذكرني هذه التسميات بالشرطة الاميركية الفيدرالية في نهاية الثمانينيات عندما كانت تبحث عن شخص يدعى (ألي أكبر) لأنه بحسب ادعاء( الاف بي آي) وراء عمليات اختطاف طائرات ورعايا غربيين, ودليلهم ان كل عملية اختطاف طائرة يقوم الخاطفين بالاتصال بزعيمهم (ألي أكبر) لأستلام الاوامر منه, وبعد التمحيص والتدقيق من قبل شخص يتحدث اللغة العربية تبين ان الخاطفين يقولون (الله اكبر) وهو شعار يستخدمه الخاطفين لشحذ همتم لأنهم من المسلمين, فأختلطت الاوراق على الشرطة الفيدرالية وفشلوا بالانقضاض على (ألي اكبر) او من يقوم بالفعل بهذه الاعمال.كاظم الوائلي كاتب عراقي
https://telegram.me/buratha