المقالات

18 لا تساوي 18!

2296 00:19:00 2007-03-11

( بقلم : د.حامد العطية )

قواعد الرياضيات المتعارف عليها بين العلماء بديهية، واحد زائد واحد يساوي إثنين دائماً، لا تحتاج لبرهان، وليست قابلة للنقاش، ولو تخلينا عنها لانهارت كل العلوم الطبيعية التي عمادها الرياضيات، ولكني اكتشفت خرقاً واضحاً لهذه القواعد، وفي الأرض نفسها التي علمت الدنيا الحساب والهندسة، والتي لولاعلومها لما توصل فيثاغورس الإغريقي إلى نظرياته الهندسية المعروفة، ولما تفوه بمقولته المأثورة: أيوريكا، أي وجدتها، هذا الاستثناء على قوانين الرياضيات هو أن 18 لا تساوي 18 دائماً، وهنا لا يجوز الاستثناء لأنه لا يبرهن على القاعدة بل ينسفها من أصلها، وقوانين الطبيعية لا تقبل الاستثناءات، فكما أن كل جسم يرمى في الهواء لا بد أن يهوي إلى الأرض بفعل الجاذبية كذلك لا بد أن كل 18 تساوي 18، وبالطبع المقصود هنا عددان متساويان من نفس الجنس، 18 نمراً لا يساوي 18 نخلة، و18 كوكباً لا تساوي 18 رجلاً، و18 شيطاناً لا يتساوون مع 18 ملاكاً في النوع، ولكن ألا يتساوى 18 إنساناً مع 18 إنساناً؟ والتشريعات الربانية والوضعية كلها تؤسس لهذه المساواة، والتي تؤيدها الحقائق العلمية أيضاً .

     بالبديهة أيضاً لا يستوى الأعمى والبصير، كما لا يستوى الطيب والخبيث، وإن كان الجميع سواء أمام القانون وفي الحقوق العامة، فهل يتساوى 18 ارهابياً مع 18 شرطياً؟ أقول لكم بأن ما قرأت وفهمت يدل على أن 18 ارهابياً ليسوا متساوين مع 18 شرطياً بل افضل منهم، وقبل أن تتعالى صيحات الاستنكار والتنديد، وما أكثر ما تتردد في العراق هذه الأيام، لنحتكم إلى الحقائق الناصعة.

  قبل أيام معدودات اختطف الارهابيون 18 شرطياً، ولا إدري كيف يستطيعون المرة تلو الأخرى  النجاح في ذلك ما لم تكن بعض قيادات الشرطة متواطئة مع الارهابيين، وما بين شرور الارهابيين وحماقة وجهل القادة المخلصين وخيانة غير المخلصين ضاعت الالآف من الأرواح البريئة من الشرطة وغيرهم، وبعدها بقليل قتل الارهابيون أفراد الشرطة المختطفين بصورة جماعية، ونشروا شريطاً صوراً لمشاهد القتل على الملأ.

   وقبل يومين تناقلت وكالات الأنباء المحلية الخبر التالي: (اصدرت المحكمة الجنائية المركزية احكاما بالسجن لمدد مختلفة بحق ثمانية عشر ارهابيا بينهم عرب، وشملت الاحكام السجن المؤبد ضد ارهابي يحمل الجنسية المغربية والسجن لمدد تراوحت بين عام واحد وثلاثين عاما ضد عدد من الارهابيين بينهم سوريون، وقد اصدرت المحكمة هذه الاحكام عقب ادانة الارهابيين بشن اعتداءات اجرامية ضد المدنيين والقوات الامنية وعبور الحدود بصورة غير مشروعة بالاضافة الى حيازة اسلحة غير مرخصة)

     اتضحت لكم الآن طرفي المفارقة: 18 شرطياً في كفة و18 ارهابياً في الكفة الأخرى، فأي الكفتين أرجح؟

    لو كان الموضوع مباراة رياضية بين الارهابيين والشرطة لكانت النتيجة الارهابيون 18 والشرطة صفر، أي فوز ساحق للارهابيين على الشرطة.

    المحصلة النهائية هي أن 18 من شهداء الشرطة، كلهم عراقيون أقحاح، غادرونا من دون عودة في حين لا يزال 18 ارهابياً، منهم أجانب من المغرب وسوريا، كلهم مدانون بجرائم كبرى، أحياءً يرزقون، ولو في السجون.

     يستدل من البيانات الحكومية بأن من كل مائة ارهابي يقعون في مرمى القوى الأمنية عشرة يقتلون وتسعون يلقى القبض عليهم بالمعدل، وغالباً ما يتنهي الأمر بغالبية التسعين إلى الفرار من السجون أو الافراج عنهم، ومن لم يستطع فراراً أو يفرج عنه بنية خبيثة من قوات الاحتلال أو بفعل وساطة سياسي متعاون مع الارهابيين تصدر عليهم المحاكم أحكاماً مخففة.

  الشرطة هم أبناؤنا الذين اضطرتهم الحاجة الأشد مرارة لتحمل مرارة العمل في الشرطة تحت هذه الظروف الأمنية الصعبة، وهم أبناء الحكومة والأداة الرئيسة لفرض القانون، ولولاهم لما كان للمحاكم وقضاتها هيبة، فلماذا تفرط الحكومة وقضاتها بأرواحهم الغالية باصدار أحكام هزيلة وغير رادعة بحق الارهابيين؟

     مادام القضاء متساهلاً في أحكامه الصادرة على الارهابيين ستبقى أرواح الأبرياء من الشرطة والمدنيين أهدافاً ميسرة لسلاح الارهابيين، وستكون أي خطة أمنية ومهما حشد لها من أفراد مدربون وامكانيات مثل تناول الماء بغربال ومآلها الفشل الذريع حتماً.

وبعد ألم اقل لكم بأن كفة 18 ارهابياً أثقل في ميزان الحكومة والقضاء العراقي من 18 شرطياً؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نوران
2007-03-12
قتل هؤلاء المجرمين وسرعة الاقتصاص منهم ستجعل للحكومة هيبة وستجعل هؤلاء ومن يقف خلفهم يفكرون الف مرة قبل الاساء لكم والتطاول عليكم .. والله انا اقترح ان يقتلوا فور القاء القبض عليهم كما تفعل السعودية فهي تقتلهم في المواجهات ولاتتعب نفسها بالامسك بهم وتغذيتهم وتسمينهم بالسجون واقترح ان يشكل الشيعة ايضا (مقاومة) شبحية هلامية تفتك بهم وتسميها المقاومة الشريفة والتي ستعلن عن نفسها في الوقت المناسب كما يفعلون هم . لم يبقى شاب شيعي في ديالى الا قتلوه وذبحوه وهجروا اهله يامقاومة الانجاس الوغدة طاح حظكم
الملاك
2007-03-11
هذا ما يدمي قلوبنا. والله صرت اكره كلمة القي القبض على الارهابيين بسبب الاحكام الغير طبيعية بحق القتلة. لانعرف كيف سيتم القضاء على الارهابيين القتلة وخصوصا الاجانب او المعروفين او الذي يلقى القبض عليهم بالجرم المشهود؟ ما هو الرادع ان لم يكن اعدام القاتل وهذه شريعة الله. سؤالنا هل القضاء العراقي فيه خلل؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك