( بقلم : ابو سجاد الزبيدي )
الكثير من العراقيين شاهد حلقة برنامج الاتجاه المعاكس الذي دار موضوعه حول قضية اعدام الطاغية صدام حسين و كان ضيفي الحلقة السيد صادق الموسوي و مشعان الجبوري و التي حاول فيها مشعان و فيصل القاسم بكل ما استطاعوا ان يظهروا مظلومية صدام و ظلم النظام الجديد له ، غير ان السيد صادق الموسوي استطاع و بجدارة ان يخرس الاثنين معا بعبارات ان دلت فانما تدل على ان الذين كانوا امامه لم يدافعوا عن صدام بقدر دفاعهما عن نفسيهما و من لف لفهما . و حاول مشعان و كعادته و بحركاته البهلوانية و نهيقه المتواصل ان يجذب انظار المشاهدين و لكنه امام كلمة (حرامي و سارق) كان يبدو ضعيفا و مهزوما و ليس بامكانه الرد ، حتى انه و بعد منتصف الحلقة اغرورقت عيناه بالدموع لاحساسه بالهزيمة امام شخص اعلامي فما بالك لو ان من كان امامه قاضيا . لقد دافع مشعان عن الطاغية بشكل لو كانت رغد في مكانه لما استطاعت ان تدافع عنه بهذا الشكل و كأنّ مشعان يدافع عن نفسه ، و الحقيقة هي هكذا .
ذكرتني هذه الحلقة من البرنامج بقرص ليزري حصلت عليه بصعوبة في ايام حكم الطاغية المقبـــور و هو عبارة عن حفل شعري اقيم في سوريا (و لا اتذكر المناسبة) و القى فيه الشاعر السيد سعيد الصافي قصيدة و من ثم القى فيه شاعر آخر و هو عباس جيجان قصيدة بعنوان (حلم) و بحضور جمهور من المعارضة العراقية في ذلك الوقت ، و في مقطع من القصيدة يقول الشاعر جيجان (المشكلة مو بالوطن ..... المشكلة الحجاج هوه الذابحه) فقام احد الحاضرين و صرخ و نهق و لم اسمع الكلمات التي قالها الى ان قال جيجان ان السيد مشعان يريدني ان اقول (صدام بدل الحجــاج) و استجاب جيجان فابدلها عند اعادة المقطع (للعلم فقط فاني ما زلت احتفظ بهذا القرص المدمج) .
و قبل ايام ومن خلال الانترنت حصلت على قصيدة لجيجان يرثي فيها صدام بكلمات يخجل القلم عن كتابتها فضلا عن نطقها باللسان ، تلك الكلمات التي جعلت من قتيبة ابن لشاعر جيجان ان يعلن برائته من والده و من قصيدته المخزية .
في الحقيقة لم يكن هذين الموقفين مما يشكل مفاجأة بالنسبة لي على الاقل ، فقد عرفت تقلب هذين الشخصين من اجل الدولار كما يعرف الكثير من العراقيين ، و لا يزال لعابهما يسيل امام دولارات رغد . و لكني ذكرت الموقفين لكي يرى من يفكر و لو قليلا أي خصوم هم خصوم العراق الجديـــــد و أي شرف يدافعون عنه ، ذلك الشرف الذي دفع بالدكتورمحمود المشهداني و من موقعه كرئيس لمجلس النواب ان يقول ان مشعان يمثل الشعب العراقي لدى رده في جلسة مجلس النواب على النائب سامي العسكري ، هل حقا ان مشعان يمثل الشعب او جزءا من الشعب العراقي ؟ ام انه يمثل مجموعة جديدة من المماليك ؟
و هؤلاء المماليك هم الذين يدافعون عن شرف المقاومة المتمثل باول شريف انتهكت عرضه قناة العراقية و هو (ابو تبارك) الى شرف المغتصبات في سجون محافظة ديالى اللواتي زوّر انتهاك اعراضهن النائب محمد الدايني الى شرف المجاهدين الذين القت القوات المسلحة في كربلاء بقيادة (ابو الوليد) القبض عليهـــــــــم و الذين اعترفوا بانهم كانوا يتبادلون الزوجات (لتوطيد العلاقــــات و الاواصر فيما بينهم) الى شرف صابرين الجنابي المنتهك (حسب ادعاء مماليك آخرين) من قبل قوات حفظ النظام الى شرف مشعان وعدنان الدليمي و طارق الهاشمي و عبد الناصر الجنابي و غير هؤلاء من المماليك الجدد . انهم دافعوا قبل ذلك عن شرف صدام حسين الذي قالوا بان جنديا امريكيا اغتصبه حسب بيان هيئة علماء السنة بقيادة المملوك الضاري (لا زلت احتفظ بنسخة من البيان) .
من كل ما تقدم نستنتج و من خلال تحليل لمجمل آراء معارضي الوضع العراقي الجديد ان الخطأ ليس فينا او فيهم بل الخطأ يكمن في (معاجم اللغة العربية) حيث ان هنالك مفردات في اللغة العربية تحتمل اكثر من معنى ، و كلمة (قيادة) هي واحدة من هذه الكلمات . ففي مفهومنا ان كلمة (قيادة) مصدرها (قود) و الفعل فيها (قاد، يقود، قد) و الفاعل فيها (قائد) . اما في مفهوم المقاومة الشريفة جدا جدا فأن (قيادة) مصدرها (قود) ايضا و لكن الفعل فيها هو (قوّد ، يقوّد ، قوّد) و الفاعل فيها (قوّاد) .
و على هذا فانا اطالب و بدون صراخ او زعيق كما هو حال مشعان الجبوري ، ان يستبدل الشاعر عباس جيجان كلمة (الحجاج) و كلمة (صدام) بمفردة جديدة هي (القوّاد) و لو ان المعنى واحد ، ليصبح البيت الشعري (المشكلة مو بالوطن .......... المشكلة القوّاد هوه الذابحة) .
و لهذا فاننا نطالب قادة العراق الجديد ان لا يقفوا مكتوفي الايدي امام (قواويد) هذه المرحلة و ان يكشفوا للناس حقيقتهم كما فعل السيد صادق الموسوي مع مشعان و كما فعل قتيبة مع عباس جيجان ، نطالب ان تخرسوا تلك الالسنة التي تقوم كل يوم بالتطاول على من افنى عمره اما في طوامير السجون العفلقية او مشردا بعيدا عن الوطن او حاملا سلاحه بيد و كفنه باليد الاخرى ليخلص العراق من ظلم صدام و زبانيته في الوقت الذي كان فيه هؤلاء المماليك يلعقون قصاع سيدهم صدام ، و كفانا مجاملات على حساب دماء ابناء العراق الشرفاء . اقطعوا لسان كل من يطعن في عراقية احد ممن انتخبوكم و يقول انه صفوي او بويهي او قرمطي . و كونوا على ثقة بان هؤلاء الذين رضوا بالعبودية لصدام و لا زالوا يعبدونه ان لم توقفوهم عند حدودهم فانهم سيسحبون البساط من تحت اقدامكم لانهم المماليك الجدد ، و لانهم سيفعلون كل شيء في سبيل الوصول الى غاياتهم حتى لو اقتضى الامر المتاجرة باعراضهم و بشرفهم فهم لا يمتلكون هذه المسميات. ابو سجاد الزبيدي
https://telegram.me/buratha
