( بقلم : حبيب العراقي )
روى لى احد الاصدقاء وهو من محافظة ديالى – بعقوبه – حادثه لم استطع تفسيرها فى حينها .... مختصرها ان (المجاهدين ) وكما يسمونهم اهل المدينه رعبا وخوفا سيطروا على الشارع الذى يسكن فيه وفى نفس الوقت حدث حادث اعتداء على احد المنازل فذهب احد الشبان اليهم مستنجدا بهم فعاد ولم يستجيبوا له فسأله احدهم ... هل تكلمت معهم ولماذا لم يأتوا للمساعده ؟ .. فاجابه .. كلمتهم كثيرا ولكن لم يردوا على ..اعتقد انهم لم يفهموا اللغه العربيه !!
ان هذه الروايه ادهشتنى فى حينها ولم استطع تفسيرها ولكن بعد تصريح عضو مجلس محافظة ديالى متهما حركة مجاهدى خلق بالارهاب الدائر فى محافظته .. تذكرت الحدث وتمكنت من تفسيره ... ان مايسمونهم المجاهدين هؤلاء هم من حركة مجاهدى خلق الايرانيه التى تتخذ من محافظة ديالى مقرا لها ومعسكراتها تتمركز فى ارض واسعه من منطقة العظيم التى تعود لهذه المحافظه وان غالبيتهم لايعرف التحدث باللغه العربيه فمحافظة ديالى محافظه من اكثر محافظات العراق هجينا وتشابكا عرقيا ومذهبيا واكثرها تداخلا وتفاعلا عائليا ، وشىء عجيب جدا ومحير ان يغزوها هذا التطهير العرقى والطائفى السائد فيها الان
فالمجتمع عشائرى ... و يتواجد ضمن العشيره الواحده الاكراد والعرب والتركمان والسنة والشيعه ولاتوجد عشيره نقيه لعرق او مذهب واحد مائه بالمائه مطلقا اذن لماذا محافظة ديالى اكثر المدن العراقيه اضطرابا و تسودها الاغتيالات الانتقائيه والتفجيرات والتهجير القسرى وانعدام السيطره الحكوميه او مايسمى بسط سيطرة الارهابيين ؟ لماذا يحدث فيها هذا التهجيرالعرقى والمذهبى ؟ مع المعرفه التى لاتخفى على احد بالولاء اللامتناهى لحركة مجاهدى خلق للدكتاتور صدام و انهم كانوا الخط الاول من حمايته .. هذا يضع احتمالا لتفسير مايجرى .. بان هذه الحركه هى اليد الخفيه وراء كل هذه الافعال الخبيثه الاجراميه فى المحافظه فحتى ان وجدت مجموعات ارهابيه صداميه صغيره من اهالى هذه المحافظه .. لكن مع توفر الدعم القوى من قبل هذه الحركه بحكم معسكراتها المحصنه الموجوده داخل المحافظه و المقدره على توفير المكان والملاذ الآمن والتغطيه الامينه لهم عند الانسحاب بعد تنفيذ غدرهم وهذا يعنى من الجانب العسكرى توفر خط الانسحاب القريب السريع للارهابيين .. كل هذا يعنى مقدرة هذه المجموعات حتى لو امتازت بقلة افرادها ان تسيطر على محافظة باكملها حتى لو كانت اكبر من محافظة ديالى !
اما عن الاتهامات الموجهه الى هذه المحافظه بولائها لنظام صدام .. فهذا لاصحة له .... فلم ينلها اى شىء مميز من مغريات صدام لتكن تبريرا للنشاط الارهابى الحالى ولكم بعض الامثله عن معاناة اهالى هذه المحافظه .. ان منطقة (جيزانى الجول ) فى الخالص تعرضت لقصف الطائرات الصداميه .. واما مدينة ( بهرز) التى يسيطر عليها الارهابيون الان كانت مشهوره فى عهد صدام بتسميتها التاريخيه ( موسكو الصغرى ) وعانت عوائلها الكثير من اضطهاده وظلمه .. واما عن ( جديدة الشط ) فاسألوا عن شهدائها فى دوائر امن ومخابرات صدام على اثر خروحهم للتظاهر ضد النظام وطغيانه .. واما عن بقية اقضية ونواحى المحافظه فليس بها مايبرر الولاء او الرضا الصدامى
ان استمرار عدم اكتراث الحكام الجدد بهذا المنبع الداخلى للارهاب الصدامى واقتصارهم على التصريحات الخجوله واخرها تصريح الناطق باسم الحكومه على الدباغ معناه ان هذه المحافظه ستبقى عصية على الحكومه الجديده وتبقى تحت رحمة مايسمى بالمجاهدين لذا فالامر المهم هو هل باستطاعة الحكومه الجديده وضع حد للنشاط العدوانى لهذه الحركه .. ام ستبقى فقط تعيش فى اوهام هذه التصريحات الغير مجديه وبلا فعل على ارض الواقع ؟ الى متى يستمر الخجل فى التعاطى مع هذه الحركه احتراما للاراده الاميركيه وشعب العراق يدفع الثمن ؟ الايكون ممكنا واحتمال كبير ان يكون عدد كبيرا من قيادى صدام وحزبه المقبور ومنهم عزت الدورى مختفيا فى اوكار ومقرات هذه الحركه ؟ فالجميع يعلم مدى تعاطف النظام الايرانى مع جزء كبير من قادة النظام الجديد والذى اصبح امرا يخيف هذه الحركه ويجعلها تعيش تحت الرعب والتهديد من ان يتم تسليمها اليه ... وهذا يبرر الدعم اللامتناهى للارهاب الصدامى من قبل الحركه وحتى بمشاركة مقاتليها ان تصريحات الحكومه لاتتناسب مع الخطورة التى بدأت تمثلها هذه الحركه على النظام العراقى الجديد وخصوصا انها تحتمى بالوجود الاميركى وتعاطفه معها املا فى استخدامها كورقة ضغط ضد النظام الايرانى متى شاءت دون وضع اى اعتبار لضررها الحالى ودعمها للارهابيين لذا فالصرامه واتخاذ قرار الحزم من قبل الحكومه العراقيه امر ذا اهمية كبرى يتطلب تجاوز حاجز الحمايه الاميركيه
واخيرا .. ايها المستشارين العسكريين ..... كان من الاجدر ان تبدأ الخطة الامنيه من محافظة ديالى ومنها تنقل الى بغداد القريبه منها التى تعانى من امتداد الارهاب الوارد من هذه المحافظه المسيطر عليها من قبل مجاهدى خلق الايرانيه !
https://telegram.me/buratha