المقالات

قضية شرف سياسية

1312 16:05:00 2007-02-24

( بقلم : شوقي العيسى )

الشرف من القضايا المهمة والخطرة عند أصحاب العقول والشرف الحقيقي لما فيه من تأثير على الكرامة والأخلاق الأنسانية ولما له صله بإدامة صلاح وفساد المجتمع بأسرة كبناء أسري أو بناء تقليدي متصل بعلاقات إجتماعية مهمة يفردها لنا أي مجتمع وأي حضارة مهما كانت.

لقد داهمت المجتمع العراقي عدة قضايا حساسة لأجل فبركة الصراع المستمر والمستفيض من قبل الجماعات المحركة وكان آخر الأوراق الخطرة التي بدأ يتلاعب بها المغامرون بخسّة أوراقهم هي ((قضية الشرف)) وعمليات الإغتصاب والتحرّش الجنسي لما لهذه القضية مسألة إخلاقية وهيجان عاطفي كبير فقد تم إستخدام هذه الورقة كورقة رابحة سياسياً لأقلاب المعادلة برمتها رأساً على عقب خصوصاً وقد بدأت القوات العسكرية بعملية تطبيق الخطة الأمنية في بغداد ونحن نرى بداية نهاية للثلل الإرهابية .

لقد أثيرت قضية الشرف والتي تعتبر قضية سياسية بحتة في الوقت الذي أستوعب العراق جُلّ الأوراق السياسية المرمية على الساحة ولم يبقى سوى المتاجرة واللعب بالأوراق المتبقية وهي لعبة الشرف ومسألة الإغتصاب والتحرّش الجنسي وذلك لأسباب أهمها:

هو أختلاف واضح بين المجاميع الإرهابية بالعراق وهناك صراع مستمر بين هذه المجاميع الإرهابية والتي قسم منها يسمي نفسه بالمقاومة حول كيفية تولي منصب القيادة لهذه المجاميع ناهيك عن قسم من هذه المجاميع أعلن قيام دولة العراق الإسلامية لذلك فقد أصبح من الصعب السيطرة على الخلافات والفجوات الكبيرة التي تخللت تلك المجاميع فلم يبقى أمام المحركين للعملية السياسية والإرهابية بنفس الوقت إلا إستخدام مثل تلك الفقاعات الكبيرة المسندة لجعل ولفت نظر تلك المجاميع وتحويل الصراع الذي حدث أخيراً مع الحكومة العراقية كونها السبب الرئيسي لهذه القضية التي ظهرت على الساحة (( قضية الإغتصاب )) التي أدعتها صابرين الجنابي والأخرى واجدة محمد أمين ومن المحتمل اظهار الكثيرات ممن يدعنّ الإغتصاب والإعتداء الجنسي من قبل القوات العراقية لأيقاف المد والعملية القائمة لتنظيف المدن وتطهيرها من الإرهابيين .

قضية الشرف قضية خطرة للغاية في مجتمع عراقي وعربي بالذات لأن العرب يعتبرون أنفسهم غاية بالشرف والشيمة العربية ومثل هذه القضايا الحساسة تجعل أنتفاض الغيرة لديهم مايجعلهم يقدمون الدعم المادي واللوجستي للمجاميع الإرهابية كمقاومة ضد المحتل ولكن هذه المرة (( العراقي )) بأعتبار أنّ أغلب الدول العربية لم تعترف بالحكومة العراقية من مرحلة التغيير ولحد اللحظة والدليل أنهم لحد الآن لم يبعثوا ممثلين لهم بالعراق بفتح سفارات أو قنصليات وما الى ذلك أي أن التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق يصل الى درجة الصفر وما تلك العلاقات والإتفاقيات التي تراها أمام الفضائيات العربية كلها مجرّد إعلام وبالحقيقة الكل يحاول بشتى الوسائل التخلّص من الحكومة العراقية لأنها حكومة منتخبة وإذا تمت وأن أعترف الزعماء العرب بهذه الحكومة فأصبح لزاماً عليهم وأمام شعوبهم تطبيق ماسار ونهج عليه المجتمع العراقي .

لقد فتحت قضية الشرف لأسباب سياسية بحتة مخطط لها مسبقاً وإثارتها بهذا الشكل وأمام الإعلام مايثير الشكوك خصوصاً وصاحبة الدور لم تؤده بالشكل المخطط لها حسب السيناريو الذي أعدّ مسبقاً !!!!!!!!!!!!

لكثير من الأمور منها الحركات والحديث عن جلّ التفاصيل عن العملية الجنسية وذكر تفاصيل أخرى لايمكن بأي وجه على الإطلاق أن تتحدث به أحدى ضحايا الإغتصاب الجنسي مهما وصلت درجة أنحطاطها الإخلاقي وحتى العاهرات عندما تتحدث عن تفاصيل عملية إغتصاب لاتصل إلى تلك الدرجة من التلقين الواضح والمفضوح الى حد كبير.

كثيرة هي قضايا الشرف التي لم تعد عملية إغتصاب وربما تكون هناك قضايا الشرف ماتكون أكبر أهمية من عملية الإغتصاب منها العمالة وخصوصاً العمالة الخارجية عندما يبيع أبن الوطن بلدة وأهلة ويعمل على تخريب وقتل كل شيء فهذه من أخطر القضايا المهمة بالشرف والتي يعبّر عنها بالجاسوسية التي إبتلى بها المجتمع العربي منذ عصور قديمة والتي تشكل عقدة النقص والحقارة لدى مرتكبها ً .

قضية الإغتصاب أثيرت وكما أسلفت لدواعي سياسية وكورقة يمكن أن تكون رابحة فيما إذا أنصتت اليها أطراف خارجية لعرقلة ليس خطة أمن بغداد بل مجمل العملية السياسية العراقية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على فشل تلك الشخصيات السياسية التي وقفت وراء هذه القضية وساعدت وساهمت على نشرها بل فضح وخسّة ودناءة تلك العقول المريضة التي وصلت الى الحظيظ ،، وأنا أعتقد جازماً أنّ هناك جهات خارجية شكلت غرفة عمليات لأعداد مثل تلك الإثارات بواسطة أجندتهم السياسية بل وجواسيسهم المغرر بهم لكسب الكثير من الفوز السياسي إضافة الى ما أوردت فهناك قضية في غاية الأهمية وهي قضية شرف النساء العراقيات حتى يجرّ العراق الى قائمة البلدان التي تعجّ بالسقوط الإخلاقي والفساد المنتشر فهذا مالايسمح به عموم الشعب العراقي وليس شذّاذه الذين باعوا العراق بأثمان بخسه وإلا إذا أردنا تعداد الضحيات العراقيات التي أغتصبّن في زنزانات البعث ونظام صدام فهناك الكثير والكثير منهن لم نرى منهّن واحدة ظهرت على شاشات التلفزيون تروي لنا قصة الإعتداء الجنسي عليها .....

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك