( بقلم : سلمان الشامي )
في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الشهيدة الاعلامية العراقية أطوار بهجت مازال اهلوها ومحبوها و عشاق الاعلام المهني المحايد ينتظرون اعلان القضاء العراقي بدأ المحاكمة في جريمة اغتيال الشهيدة الشاعرة.أطوار بهجت التي اغتالها تنظيم القاعدة انتقاما للجزيرة محطة التنظيم العتيدة، بعد ان رفضت الشابة العراقية الاصيلة الاستمرار بالعمل فيها وقدمت استقالتها بعد ان تعدت الجزيرة كل حدود المهنية الصحفية بتعاطفها مع الارهابيين في العراق وشتمها غير الأخلاقي للرموز الاسلامية والوطنية العراقية، فجاهرت اطوار بإنتقادها وكشفت زيف شعاراتها ( المهنية - الدقة - الحياد) والتي تحاول من خلالها الاستمرار في خداع بسطاء المشاهدين المغلوبين على امرهم من خلال الدكتاتوريات التي ادمنت حكمهم.
نعم لقد رفضت الشهيدة العروس ان تكون شاهد زور على انتقائية الجزيرة وعدم حياديتها وتبنيها النهج والخطاب التكفيري، بعد التطاول على المقام السامي للمرجعية العليا للمسلمين الشيعة في العالم من خلال برنامج المذيع البريطاني السوري الاصل فيصل القاسم، والذي استقبل مؤخراً وبحفاوة وترحيب بالغين شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي واحد مؤسسي اسرائيل وقادتها التأريخيين وبطل عناقيد الغضب وقانا الاولى في مقر محطة الجزيرة في الدوحة.فاجعة المرقدين المقدسين لدى المسلمين.بعد سماع الشهيدة الشابة خبر جريمة القاعدة وحلفائها في العراق في الثاني والعشرين من شهر فبراير 2003 في سامراء بتفجير مرقدي الاماميين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري، سارعت الشهيدة وعلى مسؤوليتها بالسفر الى سامراء رغم خطورة قرارها الشخصي، حيث كانت المدينة والطرق المؤدية اليها ما زالت تحت سيطرة القاعدة وحلفائها من العراقيين آنذاك، واعتقادا منها انها لربما تستطيع ان تفلت من قبضة هؤلاء التكفيرين كونها مسلمة سنية وكذلك من مواليد مدينة سامراء وبالفعل وصلت الشهيدة التي كانت تنتظر زفافها الى عريسها لمشارف مدينة سامراء وبثت تقريرها الاول من هناك وعلى الهواء مباشرة في ظل ظرف غير طبيعي وبشجاعة عالية، فجاء التقرير متزنا محايدا مهنيا معبرا عن واقع الشارع العراقي الذي توحد في رفضه للتكفيريين وجريمتهم، في وقت كانت فيه محطة الجزيرة تقوم بدور ما بعد التفجير، بتحميل حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور ابراهيم الجعفري مسؤولية الفاجعة وتحديداً الوزير الشهيد الحي بيان جبر صولاغ الزبيدي ومنظمة بدر المسؤولية المباشرة من خلال تقاريرها المفبركة الهزيلة وعلى طريقة محللها ومصدرها الجديد محمد الدايني الذي اظهر على محطة الجزيرة صورة يظهر فيها بوضوح الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي خلال زيارته لمعرض الشمع في طهران، مدعيا وبكل وقاحة وغباء مدقع انها لعالم شيعي عراقي كان يقوم بتعذيب سني في مسجد براثا في بغداد وبعد اذاعة التقرير بقليل وصل ملثموا الجزيرة وهم يصرخون ( اين المذيعة..... اين المذيعة .....) وعبثا حاولت أطوار بهجت ان تشرح لهم انها سنية من سامراء وانها هنا لنقل الحقيقة لاغير، ودون وازع من دين أو ضمير قام فرسان الجزيرة بقتل اطوار ثم راحوا يزورون المنطق والتاريخ من خلال الزعم بأن منظمة بدر هي من قتلها وهم يعلمون تماما ان لاوجود لهذه المنظمة في سامراء المحتلة حينها من قبل الظلاميين التكفيريين والصداميين القتلة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الى محاربة حتى جثمانها الطاهر اثناء التشييع فقامت مليشيا حارث الضاري باطلاق النار عليه وعلى الهواء مباشرة في فضيحة غير مسبوقة لهيئة علماء السنة سيئة الصيت.
لقد كان بوسع اطوار ان تكون الآن راغدة العيش تقدم برنامجاً من الدوحة لو انها باعت ضميرها وصارت مثل عبد العظيم محمد وجهاً كالحاً من وجوه الطائفية المقيتة لكنها اختارت احترامها لنفسها ووطنها فصدر الأمر من القاعدة للبهائم الملثمة بقتل الفراشة أطوار بهجت فقد اغضبت الجزيرة ومن يقف خلفها، بنقلها ما يجري في العراق بشرف.
https://telegram.me/buratha