المقالات

فتاوى الارهاب من القاعدة الى بن جبرين

1743 17:07:00 2007-02-19

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

الحالة العراقية تحتاج الى مراجعة شاملة اكثر بعدا من الالة العسكرية، واكثر اقترابا من الواقع الثقافي لمشروع يراد منه بلورة رؤية شاملة ازاء ما يحدث من هتك للحرمات وقتل وتفخيخ ضد الابرياء العزل، فما نحتاجه هو نقاش حقيقي لماهية شبكات القتل الماجورة التي لا زالت تدفع السذج لتفجير اجسادهم النتنة وسط المدنيين، واخر يدك احياء مدنية بالهاونات لمجرد انهم ينتمون الى طائفة اخرى، فضلا عن التحريض الطائفي والمذهبي من قبل مشايخ ومنابر وسياسيين موتورين مرجفين لا يؤمنون الا بنظرية القائد الضرورة، فالعنوانات في المرتين مكشوفة وواضحة، هي لتمزيق العراق وتفكيك نسيجه وهذا ما اعلنته فتاوى بن جبرين والقاعدة مما يؤشر ايضا لعب بعض الدول دورا اقليميا اوسع بفتح ملفات الفتنة الطائفية في عموم المناطق وتحت الشعارات نفسها التي تغطي هذا الدور، لذلك لم نفاجئ عندما اعلن فقهاء التكفير حربا ضد ابناء الجماعة الصالحة،

فطبيعة التجاذبات والظروف السياسية التي تمر بها العملية السياسية اثرت عليها المشاكسات الاقليمية والدولية التي افصحت عن نفسها، ولا ضرورة لذكر الاسماء فهي اصبحت معروفة ولا حاجة لاعادتها وتكرارها، فالحوارات بين كل الاطراف الفاعلة في ادارة الفوضى وتحديد مساراتها باطر معينة غايتها خلق الازمات الداخلية للعراق، ودراسة وتفحص الاسباب والعوامل التي ادت الى تعثر تطبيق تعهدات تلك الدول المعلنة في اللقاءات السابقة، فقد ان الاوان لاكتشاف السبل واماطة اللثام عمن يستبيحون الدماء العراقية ايا كانوا عبر مشاريع محاربة الارهاب، والتواصل الاقليمي لتبديد المخاوف لمن يستشعر قوة التجربة الديمقراطية العراقية التي وقفت خلف ظهرانيها ملايين الاصابع البنفسجية، فخطة سيادة القانون هي لامن المواطن مما ينبغي لها ان تنجح الحكومة في فرضها لمحاصرة وتجفيف منابع الارهاب، وتضييق الخناق على الخارجين عن القانون،

اذ لابد على الحكومة المنتخبة وكافة القوى الوطنية والسياسية ان يتحدثوا وعلى الملا عن اسباب ومسببي العنف الطائفي والعابثين بحق العراقيين كافة، وبالتالي فضح جميع مروجي ثقافة العنف والقتل الجماعي دون وجه حق، فخطة فرض القانون لم تستثن الحوارات السياسية بل هي داعمة لها وهذا ما لمسنا اثاره لدى بعض القوى التي انضوت تحت المظلة الوطنية، وفي الوقت عينه على الجميع ان يدرك بعض القوى التي لا زالت تراهن لاعادة عقارب الساعة الى الوراء أي تصفير معطيات العملية السياسية بالعودة للمربع الاول غير معنية بتلك الحوارات، فلابد من ان تاخذ العدالة مجراها كون الحكومة المنتخبة هي الواجهة السياسية،

ولا خيار دون اصلاح المؤسسات التي تضررت اثر تداعيات المراحل السابقة وتصويب مساراتها للبدء بمرحلة الامن والاعمار على كافة الصعد، والسير نحو الانطلاقة الكبرى للعمران وتحقيق العدالة في نظام لا تحكمه الرغبات والاهواء الشعاراتية، بقدر ما تحكمه التجربة الوطنية وفق المبادئ الصالحة لكي يتكيف الاخرون مع التغيير وتصحيح المسارات بدءً من محاربة وتفكيك حاضنات الارهاب وكل ما يعكر صفو العملية السياسية، وانتهاء باحترام ارادة الملايين في تقرير مصيرها لبناء العراق الاتحادي التعددي الفيدرالي المستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك