( بقلم : هلال آل فخر الدين )
ملا قرضاوى انك لست بدعا عن اسلافك ممن زيفواالدين وطمسواالحق وابتدعوا الطامات وتطاولوا على الشيعة بمفريات ما انزل الله بها من سلطان الا الافساد وشق العصالاجل التقرب الى الحكام الظلمة ونيل دراهمهم يذكر العلامة بن عابدين في (رسائله) ج1ص368-369 نص فتاوى الامام (ابو السعود) حبر السطنة من وجوب قتل الشيعةوابادتهم لكونهم خارجين على السلطان ولايقرون الجور ولايبررون الباطل ومن هذا المنطلق يصفهم (بالبغاة)وانفاذحكم البغاة بحقهم من دون ادنى تورع من دين او مسحة من ضمير فيا ملاقرضاوى فلم يختل تأويلكم ولا هداء حقدكم وما تغيرت وظيفتكم وما دعاوى (وسطيتكم ) الا برقعا للخبال....
فعندما شحذتسيف (الفتنة)ورميت به الشيعة من(سب الصحابة)او (قتل السنة)ما اردة الا ما اراد اسلافك من قبل من جعل الشيعة مكورا للرماح والسيوف والنصال..!!!
اسباب ظهور الفتن وحصول الاختلاف
وكان من نتائج التطرف والتعصب في مسألة (عدالة الصحابة)وما جاء به القران حول الصحابة وما شجر بينهم ان ظهرت في المجتمع الاسلامي موجات متلاحقة من الفتن التي حصدت رؤوس الملايين وباعدت الشقة بين المسلمين وجعلتهم طرائق قددا كما يشخص ذلك الامام علي من خلال نظرته الثاقبة واستقرائه لما وقع في الامة بعد رحيل المصطفى (ص) من اختلاف ظاهر شامل وفتتان شامل سرى في الامة سريان النار في الهشيم. في دواعي وقوع الفتن قال الامام علي:
( انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله ...فلو أن الباطل خلص من مزج الحق لم يخف على المرتادين ولو أن الحق خلص من لبس الباطل لانقطعت عنه ألسن المعاندين ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان !فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه).
ان السنة النبوية الشريفة طرأ عليها من الطمس والتحريف والتشويه والكذب مالم يطرأ على اي مصدر اخر ولعظيم ما طالتها يد التزوير بحيث لم تجاريها فيه اي سنة واحاديث لاي نبي من الانبياء مهما حصل فيها من تزييف او تاويل او تبديل !!!!وكان وراء كل تلك الحملات الظالمة حيالها السياسة وما رافقها من التعصب والهوى والطمع حيث كانت السنة الشريفة متراس يتمترس به كل طامع وفاقد للصلاحية ومجانب للشرعية للوصول الى مأربه وتبريرها وجعلها مستساغا سواء الحكام او الائمة او الامراء او تتلفع بها جماعة او فئة او طائفة لتزيين عملها وصحيح منهجها او صحة عملها واصبحت هدفا لكل من يريد الالتصاق بالمقدس والاحتماء بالمطلق والفوز بالنيابة الالهية من البشر...الخ
واذا كان البحث له صله وثيقه بما حدث في ماضي الامه من احداث جسام غيرت ومسارها وبدلت منهاجها وحرفت مباداها وخصوصياتها هذا ما ينبه اليه د. هيكل ويؤكد على ضروره تمحيص الاحاديث وتنقيتها بسبب ما لحق من تحريف متعمد للسنه حسب وجهات نظر الخلفاء السياسيه لذلك يجب اخضاع الروايات للضوابط واعمال العقل خاصة وان ( المسلمين قد بلغ اختلافهم بعد وفاه النبي حدا دعا الدعات فيهم الى اختلاق الالاف المؤلفه من الاحاديث والروايات )د. محمد حسين هيكل حياه محمد ص 56 وفي هذا السياق يؤكد احمد امين قائلا :ان في كل حزب كـَذبة فسقة يضعون الحديث بما يوافق غاياتهم ومقاصدهم لتبرير شرعيتهم في سفك الدماء.
وكان سببه الاساسي مجانبة السنة واختلاق الاباطيل يقول الدار قطني ان الحديث لم يجمع الا في عهد المامون ( بعد ان اصبح الحديث الصحيح من الحديث الكاذب كالشعره البيضاء في جلد الثور الاسود ) وهذاه الافه المبيره والطامه الكبيرة كان سببها الخليفه عمر الذي منع تدوين الحديث بدعوى اختلاطه بالقران لانه هو صاحب المقولة المشهوره عندما اراد رسول الله (ص) ان يكتب للامه كتابا لاتضل بعده ابد فقال ابن الخطاب ( ان الرجل ليهجر -اي خرف -يكفينا كتاب الله )
ونتيجة لذلك افسد الاسلام وبعدة الشقة ولاز م هذا المسار رموزا استدارت الى الوراء وشخصيات انقلبت على الاعقاب وهو كما يلخصه احد الباحثين لافكار السيد الافغاني كما جائت في العروه الوثقى
( لقد فسد الاسلام بالجهل بتعاليمه الصحيحه عبر الاجيال ولابد من ثورة لاصلاحها والا واجه المسلمون الهلاك وان اخطاء القرون الماضيه من عمر الاسلام ومساوئها انما حصلت نتيجه لسوء فهم جوهر العقيده كما احتواها القران والسنه )د.محمد كامل ظاهر التباين بين التيارين الديني والعلماني ص154
ويوئكد احمد امين بان المسلمون لم يلتزموا بالدستور القراني( الا في العهد الرساله واما ما بعدا هذه الفتره فقد عاش المسلمون عيشه منحرفه عن الدين ) احمد امين فيض الخاطر ج3 ص 175 والملفت للنظر والجدير بالملاحظه ان الا نشقاق عن جادة الصواب تكون مساحته صغيره وحيزه ضيق ولكن كيف اضحى وصار الاستثناء اساسا وقاعدة خلافا لكل السنن ووالقواعد والاعراف ..!!!!
ويحسن ان اشير الى ابعادا خطيرة مرت بها السنة النبوية قبل البحث في (الصحابة) الذي اجبرنا- تهافت ملا قرضاوي في اباطيل واكاذيب مفضوحة ما انزل الله بها من سلطان -الخوض فيه لاجل تبيان الحقائق وكشف الواقع حول ما اثاره من فتنة هوجاء بفرية( سب الشيعة للصحابة) وهي فرية زائفة من اساسها وكانت ولازالت سبيلا للمتاجرة السياسية والاعلامية لشق صفوف المسلمين واشغال الامة والهائها عما يحاك لها من مؤامرات تنفذ على ايدي المتأسلمين والتكفيريين (الوهابيين) وتدفع من قبل الحكام الطغاة لكي يبقوا مستأثرين بمقدرات شعوبهم ودرء طوفان قيم التحرر والديمقراطية وحقوق الانسان من فتح ابواب الفتن الطائفية على مصراعيها من (سب الشيعة للصحابة )ومن (قتل الشيعة للسنة) ووو الخ وكلها تهم زائفة باطلة للطعن بالشيعة لاجل اولا:اقامة سدود رملية امام اكتساح الفكر الشيعي المتوازن المتمسك بالنصوص من جهة والاجتهادي والعقلي من جهة اخرى في الفقه المتسامح لمعاقل التقليد وحصون التحجر وبئر السلفية في العالم اجمع مما اغاض ملا قرضاوي وزمرته.وثانيا:من اشعال فتيل حرب طائفية لاتبقى ولاتذر
وهنا نشير الى بعض الابعاد الخطيرة التي تلقي الاضواء على ما طراء على السنة من تحريف وتبديل لاجل ليس فقط تلميع صورة بعض الصحابة بل واضفاء القدسية عليهم لاهداف سياسية بحته :
البعد الاول: ان ما ارتكبه وجناه من موبقات ومفاسد بعض اصحاب واحبار وحواري الانبياء السابقين للرسالة المحمدية الخاتمة وبالخصوص الرسالة الموسوية او العيسوية هو ان بينها كتاب منزل من الله هو(القران) الكريم الذي تكفل بفضح شنائع ماارتكبه اولئك الاصحاب واماط الثام عن المواقف المفصلية الخطيرة التي مثلا مرق بها اصحاب واحبار النبي موسى (ع) اوحواري واصحاب عيسى على ثوابت العقيدة ونصوص الدين ومجانبتها والعبور عليها او طمسها او تحويرها وتأويلها تبعا لما مردوا عليه من تغلغل الموروث الذي تشربوا به فالفوه على حساب عظيم ماجائهم من الحق بكل معاجزه الخارقة الملموسة ومنظومة التشريع والمبادىء...فلو كان هناك رسالة بعد الرسالة المحمدية فستلاحظ كتابها طافح بعجائب مابعده عجاب ولشاب الرأس ولمُلئت خوفا ورعبا لعظيم فضائع وخطير فضائح مارتكبه اصحاب محمد ليس بعد التحاقه (ص) بالرفيق الاعلى بل وحتى في حياته(ص) وما لاقاه منهم من لدد وهو بين اظهر اصحابه.علما بان الذكر الحكيم طافح بايات كثيرة تذم وتقدح بالصحابة وكذلك الحديث النبوي الشريف الى جنب ايات كثيرة تمدح وتمجد صحابة ومواقفهم الرسالية والبطولية في نصرة الاسلام وتبني حمل رايته
البعد الثاني: لعل كثيرا من احاديث الرسول (ص)التي تنتقد وتستنكر الكثير من تعديات الصحابة قد حجبت عنا ولم تدون لتعارضها وسياسة الحكام من مدرسة (السقيفه) والذي وصلنا هو القليل منها وان جاء فهو مبتور وهذا الذي وصل الينا نلاحظه طافح بالكثير من المرارة والالم من ممارسات الصحابة وفي هذا الصدد يقول راوية الحديث الصحابي (ابو هريرة)
لو ابحث ببعض احاديث الرسول وسنته لقطع مني الوتين وكان يشير باصبعه على رقبته بعلامة (الذبح). عن السائب بن يزيد انه سمع عمر ابن الخطاب يقول لابي هريرة: (لتتركن الحديث عن رسول الله او لالحقنك بارض دوس )أي لانفينك الى ارض قبيلتك دوس!!
البعدالثالث: ان تدوين الفترة الرسالية العظيمة والسيرة النبوية العطرة وتاريخ الاسلام كتبت في القرن الثاني الهجري وفي ظل حكومات قمعية تسلطية زورت الكثير وحرفت الكثير وحجبت الكثير فيجب تمحيص الاخبار والروايات وان ظهر ما يخالف سياسة التسلط وهي على ندرتها لكنها تميط الثمام وتفتح الابواب امامنا لنشاهد الكثير من الوقائع والاحداث المستنكرت وبل والاجرامية التي ارتكبها الصحابة وحتى من العشرة المبشرة او السابقون الاولون.
النصوص المقدسةوالعشرة المبشرة
جاء في عيون التواريخ لابن شاكر السفر الاول 159يقول ابن مسعود: ما علمت إن أحدا من اصحاب النبي (ص) يريد الدنيا حتى نزلت هذه الايه (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخره) ال عمران 152
وجاء في تفسير ابن كثير ج2 ص488و 489 عن احد العشرة المبشرة (الزبير ابن العوام ) في تفسير قوله تعالى ( واتقو فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه واعلمو ان الله شديد العقاب ) الانفال 25 يقول الصحابي حواري رسول الله الزبير :ونحن مع رسول الله (ص) ما ظننا إنا خصصنا بها خاصه . وعنه ايضا قال :(لقد قرانا هذه الايه زمانا وما أرانا من اهلها فاذا نحن المعنيون بها...!!!!
يعد بعض العلماء ان اصحاب بدر (البدريون) كلهم مغفور لهم وانهم ابرارومنزهون مهما ارتكبوا بعد ذلك من جنايات وعملوا من موبقات . وهذا يتنافى مع عدالة الله وعدله وهذا مما لايقره الشرع ويأباه العقل ويرفضه الضمير
وقال السدي بخصوص هذه الاية انها نزلت في اهل( بدر) خاصه فاصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا ..!!! ابن كثير ج2 ص 488-489
البعد الرابع: الكابوس الرهيب الذي هيمن على المصدر الثاني للتشريع (السنة) والحديث من خلال منع تدوين الحديث بحجج اختلاطه بالقران وقلة الحفظ وفي هذا الصدد يعلل ابن عبد البر منع عمر لتدوين الحديث كما جاء في جامع بيان العلم ج1ص292374 :(مَنْ كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهن :احدهما أن يتخذ مع القران كتابا يضاهى به ولئلا يتكل الكاتب على ما يكتب فلا يحفظ فيقل الحفظ) حيث لم يدون الا في القرن الثاني الهجري وان عمر بن عبد العزيز امر بجمع السنن وانه امر ابن شهاب الزهري بالتدوين واخرج ابونعيم في تاريخ اصفهان عن عمر بن عبد العزيز انه كتب الى الافاق :(انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه ) تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ص9-10 وقد نجم عنها طمس سنن وضياع كثيرا من الحديث وبالخصوص المتعارض وفكر مدرسة (السقيفة)والذي ساعد كثيرا في فتح باب الكذب في الحديث.
البعد الخامس: كثرة الكذب على النبي(ص)
ان ظاهرة الكذب في الحديث على رسول الله (ص) حدثت في حياته وقد حذر الصحابة من الكذب عليه في الحديث او الرواية فقال (ص)
(من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار) صحيح البخاري ج1ص38 صحيح مسلم ج1ص10
(لاتكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار) صحيح البخاري ج1 ص38
(من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) صحيح البخاري ج1ص38
ان ظاهرة تفشي الكذب في الحديث قد انتشرت بشكل واسع وفتحت الابواب على مصراعيه امام الوضاعين والكذبة وتعد افة الكذب على النبي (ص) كارثة حقيقية على الرسالة الذي انتشر بفعل الجهود المضنية للحكومات الظالمة بما يتناسب ومنهاجها بحيث اصبح من الصعوبة بمكان ان تحصل على الحديث الصحيح كما مثل بالشعرة البيضاء في جلد البقرة السوداء كما يقول الامام الدار قطني ان الحديث لم يجمع الا في عهد المامون ( بعد ان اصبح الحديث الصحيح من الحديث الكاذب كالشعره البيضاء في جلد الثور الاسود ) وهذاه الافه المبيره والطامه.
البعد السادس: وقد كثر الكذب في الحديث والتزويرفي الروايات وطمس الصحيح وهذا حدث على طورين اساسيين في (خلافة الامويين )و(خلافة العباسين)املته سياسة التسلط والموقف من قمع المعارضة
الطور الاول: زمن بني امية المعروفين بعدائهم للنبي وبني هاشم ومحاربتهم للرسالة حتى بعد ان نزوا على سدة الخلافة الاسلامية، وبعد ان استوسقت الامور للطلقاء وتمكنوا من السلطة فقاموا
اولا :بدؤا فورا بالثأر والانتقام من الرسالة وصاحبها بدفن ذكر النبي (ص)الذي يؤرقهم كثيرا سماع اسمه في الاذان لانهم لم يؤمنوا طرفة عين بل اسلموا خوفا وطمعا حيث صارعو الرسول الاكرم بكل شده وحاربوه من دون هواده حتى جاء نصر الله وهم كارهون وكانت حربا ذات اوجه متعدده واساليب متنوعه فكانو يخططون بكل خبث ومكر لطمس الهدى النبوي لعمق روحيه الكراهيه المتخفيه تحت الضلوع والحقد المعشعش في قلوب الامويين المنهزمين . وتظهر علانيه بعد فوزهم بالسلطه .يقول المغيره بن شعبه والي معاويه على العراق كنت عند معاويه في قصره بالشام . فارتفع الاذان فقال معاويه لقد حكم اخو تيم ومضى -يعني ابو بكر - وحكم اخو عدي - يعني عمر - وذهب فقال لي الا تسمع الى ابن ابي كبشه - اصطلاح يطلقه المشركون من اهل مكه على النبي الكريم استخفافا- يذكر في كل يوم اسمه خمسه مرات لا يستقيم لنا امر الا دفنا دفنا - اي لايستقيم تسلطنا واستمرار تفرعننا لابدفن هذا الاسم وقبر رسالته ومطاردة اهل بيته وهذا ماسعى اليه كل فراعنه الامويين . تاريخ مروج الذهب للمسعودي ج2 في كلام معاويه مع المغيرة
ثانيا . فكيف ينتقم من الرسول (ص)ومن الرساله بشكل صريح ومباشر ليشفى غليله ويطفئ نار غيضه ولهيب حقده الجاهلي الاسود .؟! فهو لا يستطيع ان يعلن حربه على الرسول اويتناوله بشكل علني وصريح وهو المدعي زورا انه خليفته ووراثه والمبلغ عنه . فجاشت هواجسه بالافكار الشيطانيه وقدح في ذهنه الماكر خطه خبيثه تنم عن اللؤم بلعن عليا وسبه على منابر المسلمين لان سبه وحربه هي سب للنبي وحرب عليه كما جاء في الحديث النبوي:( ياعلي حربك حربي ) .مظهرا لخبث نيته التي ابتدعها وسار عليها من بعده أئمة الجور بقولته المشهوره :( حتى يشب عليها الصغير ويهرم عليها الكبير)
ويقول الدكتور طه حسين في الفتنه الكبرى ان حرب علي ومعاويه هي امتداد لحروب رسول الله (ص) مع الحزب الجاهلي الاموي تحت زعامه ابو سفيان في بدر واحد والاحزاب . ويؤكده حديث رسول الله (ص) للامام علي (اني قاتلتهم على التنزيل وانت يا علي تقاتلهم على التأويل ).
ثالثا:فقد جعل النظام الاموي من أول أولوياته قمع الحق وشن الحرب على الرسالة وأهل البيت فاصدر معاوية أرادة جاهلية بسب الامام علي عممها على كل ولاته بسب الامام علي من على منابر المسلمين وجعلها سنة متبعة مختصر تاريخ دمشق ج18 ص10 وشواهد التنزيل 351 والدر المنثور للسيوطي ج4ص316 فقد وصى معاوية المغيرة بن شعبة :(لاتترك شتم علي وذمه )فكان المغيرة (لايدع علي والوقوع فيه ) الكامل ج3ص472 ووضع معاوية قوما من الصحابة على رواية أخبار قبيحة في الامام علي تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ويجعل لهم العطايا والهدايا من بيت مال المسلمين مقابل ذلك شرح النهج للمعتزلي ج4ص63 فأين الدعاء بالمغفرة والدعاء برفع الغل والبغض والحقد والعداوة ؟! وهل يصح الاجتهاد في سب المهاجرين الاوائل المنزهة قلوبهم من أي مرض ؟!
ولماذا يبرر العلماء ما كان يبرره الفسقة والظالمون من بقائهم على سدة السلطة من خلال شتمهم للامام علي ؟! فقد قال الامام علي بن الحسين لمروان بن الحكم :(لِمَ تشتمونه –الامام علي –على المنابر ؟) قال مروان :(لايستقيم لنا الامر إلا بذلك ) انساب الاشراف ج2ص184
رابعا:ان معاوية أول من ابتدع بؤرة الكذب في الحديث:
تؤكد مصادرالتاريخ ومعاجم الحديث وكتب الضعفاء ان معاوية أول من اسس بئر الوضع والكذب في الحديث على لسان من كان يشتريهم بالدراهم امثال (شيخ المضيرة) وسمرة بن جندب انظر كتاب شيخ المضيرة ابو هريرة للعلامة الشيخ ابورية المصري.
فقد ثبت ان المصطفى ليس فقط ذم وقدح باركان البيت الاموي بل ولعنهم فابدلت تلك الاحاديث النبوية بذم وقدح الصحابة باحاديث مكذوبة وفي صيغ معكوسة سعت السلطة الى وضعها ونشرها تشيد بمنزلة اولئك وتضفي عليهم التقديس ووضع الحديث فيهم لتلميع صورهم في زمن بني امية وبالخصوص زمن (معاوية) بحاديث موضوعة منها: (اللهم علم معاوية الكتاب وقه العذاب) رواه احمد-4127-وعده ابن عدي في (الكامل في الضعفاء)-62402- بانه حديث باطل منكر وفي سنده (الحارث بن زياد) وهو مجهول كما في (تهذيب التهذيب )-2123- والميزان -1433-ونقل الحافظ (ابن عبد البر) انه قال فيه:( مجهول وحديثه منكر)
كما نسبوا زورا وباطلا الى بن عباس قوله: ( اتى جبريل الى رسول الله فقال يا محمد اقريء معاويه السلام واستوصي به خيرا فانه امين الله على كتابه ووحيه ونعم الامين )..حيث جعلوا لمعاوية فضيلة لكتابته للنبي اشهر معدودة فضيلة لايدانيها فيه احدا على كثرة من كتب للنبي المصطفى منذ قدومه المدينة.
قال ابن عرفة المعروف (بنفطويه) :(إن أكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بني امية تقربا اليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم) انظر شرح النهج ج11 ص46
وقال أبو الحسن المدائني:( كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله ..أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ) ثم كتب :(ولاتتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في ابي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة ابي تراب وشيعته وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله فرويت اخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ..فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة..حتى أنتقلت تلك الاخبار والاحاديث إلى أيدي الديانين الذين لايستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا انها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها ) انظر نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص44- 46
خامسا:ملا قرضاوي على سر اسلافه
ان ما يطرحه قرضاوي من بدع ومفتريات ويزعق به من بواطل لطمس الحق وتزوير الواقع لم يكن بدعا عن اسلافه امثال (ابن تيمية) الذي يلقبه بعض اتباعه (بشيخ الاسلام)! مع كون هذا التلقيب حراما شرعا وخصوصا لهذا الرجل الذي صحح حديث (الشاب الامرد) في تجسيم (لله )..في كتابه المخطوط (التاسيس في الرد على اساس التقديس) 3241 واعتقد بظاهره وقال إنها رؤيا عين أي ليست رؤيا منام ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا و(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)!
علما بان نهج ابن تيمية هو نهج التعصب السلفي الجاهلي على دين سيده امام الطلقاء (معاوية) ..قال ابن تيمية في حق الامام على في (منهاج السنة )-4500- من الطبعة المحققة (ثم يقال لهؤلاء الرافضة :لو قالت لكم النواصب :علي قد استحل دماء المسلمين وقاتلهم بغير امر الله ورسوله على رياسته ) هذا كلام من مرد على النفاق وملءقلبه ذحل وكفر صراح وقد قال :النبي (ص) (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقال: (لاترجعوا بعدى كفار يضرب بعضكم رقاب بعض) (فيكون علي كافرا لذلك لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم لان الاحاديث التي احتجوا بها صحيحة )!..ويقول :(قتل النفوس فساد فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الارض والفساد وهذا حال فرعون ...)!!
أ وتناسى ابن تيمية أم طمس عليه أم على القلوب اقفالها ..ان معاوية هو من قتل الانفس واباد العباد بغير حق وظلما وعلو وعدوانا واستخفافا في غاراته على اليمن وبيت الله والمدينة والمدائن وهيت والانبار وما يقاسيه الشعب العراقي الان على ايدي المجرمين المفجريين وهو امتداد للاسلاف الارجاس القوم ابناء القوم !!
ولم يطبق ابن تيمية عليه هذه القواعد بل تمادى وشبه نفس رسول الله والذي هومنه (ص) بمنزلة هارون من موسى امام المتقين الامام على بفرعون ولم يشبه معاويه بذلك !!
فتأمل كيف أيد قول النواصب بان الدليل على كون الامام (علي) كان كافرا هو الاقوى والاصح من ناحية الدليل !! والنواصب الذين يوالون هذا هم هو لاغير !! وهو يخترع الاقوال وينسبها الى اناس مجهولين وهي اقواله وعقيدته !! عن ابي سعيد الخدري قال: (إنا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن ابي طالب ) وذلك لقول النبي (ص) للامام علي (لايحبك الامؤمن ولايبغضك الامنافق) سنن الترمذي -56353717 -تاريخ دمشق لابن عساكر -2220718 -فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل -26391086
ويرى هؤلاء النواصب المعتدون على خيار الصحابة والمرهبين لاتباع اهل البيت إن تكفير الامام (علي) امر سهل هين وكذلك تكفير المسلمين .. ولكن مجرد التفكير او التلفظ اليسير بحقائق النصوص وثوابت التاريخ في حق الظلمة كمعاوية واضرابه من الفراعنة ضلال مبين يفزعون منه وينطون ويدعون إن فيه هدما للدين من اساسه ..!!
أي دين هذا الذي يدعونه لابد انه دين مدرسة الغي والبغي والضلال ..!الذي ابتدع من قبل الواثبين على مقام الامامة والمتقمصين للخلافة ..!!
وتناسى بن تيمية قول النبي (ص) :(إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ) قال ابو بكر :انا يارسول الله ؟ قال: (لا) قال: عمر:انا هو يارسول الله ؟ قال :لا ) (ولكن خاصف النعل) قال:وكان أعطى عليا نعله يخصفه ..رواه ابن حبان في صحيحه -15385- وابو يعلى -2341- وقال الهيثمى في المجمع -5186- ورجاله رجال الصحيح
ولهذا ندم النفر من الصحابة الذين اعتزلوا القتال ولم يقاتلوا مع الامام علي وطائفته التي تدعو الى الجنة !! فهذا (عبدالله بن عمر ) يقول :ما وجدت في نفسي شىء في امر هذه الاية ما وجدت في نفسى اني لم أقاتل هذه الفئة (الباغية) كما امرني الله عزوجل رواه الحافظ الحاكم الحسكاني في المستدرك على الصحيحين -3115- وهو صحيح وقال الذهبي في (سير اعلام النبلاء) -2177- ولاريب إن عائشة ندمت كلية على مسيرها الى البصرة وحظورها يوم الجمل ) ..!!
فلم يرعوى (بن تيمية) الحق طرفة عين فهو يقول مكابرا في (منهاج السنة)-7453-:(ولم يتول أحد من الملوك خيرا من معاوية فهو خير ملوك الاسلام وسيرته خير من سيرة الملوك بعده )!
تحذير العلامة ابن حجر من هرطقات ابن تيمية
قال ابن حجر في (الفتاوى الحديثة) ص203 مانصه (واياك إن تصغي إلى مافي كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك ..) الى اخر كلامه
اعتراف ائمة اهل السنة بكفر معاوية
يقول الزمخشري في ربيع الابرار قال :(قال معاويه : اما ابو بكر فقد سلم من الدنيا وسلمت منه واما عمر فقد عالجها وعالجته واما عثمان فقد نال منها ونالت منه واما انا فقد ضاجعتها ظهر لبطن وانقطعت اليها وانقطعت الي )وهو القائل للامة :(ماقاتلتكم لتصوموا وتصلوا بل لاتأمر عليكم )
وكان بنو اميه كلما ظلمو ا واستبدوا واستاثروا وقتلوا اهل البيت كذلك كل ما شددوا الضغوط على شيعتهم ومواليهم بشن حروب الابادة والمطاردة والاضطهاد واعلنو ا على منابرهم سب علي وكتمان فضائله وعكسها الى مثالب فان الامرانقلب عليهم وصار رد فعله عليهم بفضل الله وفي هذا يقول الشعبي لولده:( يا بني ما بني الدين شيئا الا وهدمته الدنيا وما بنت الدنيا شيئا الا وهدمه الدين انظر الى علي واولاده فان بني اميه لم يزالوا يجهدون في كتم فضائلهم واخفاء امرهم وكانما ياخذون بضبعهم الى السماء وما زالوا يبذلون مساعيهم في نشر فضائل اسلافهم وكانما ينشرون منهم جيفه ) هذا مع كون الشعبي ممن يتهم ببغض علي
وهذا مصداق قوله سبحانه (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ) رغم انف جاحديهم وركام بواطل شانئيهم (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) الانفال :8
جاء في المنية والامل لاحمد بن علي اليماني ص172 عن عالم المعتزلة ابوعلي الجبائي يقول قال النبي (ص):(لعلي والحسن والحسين وفاطمة انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) ويردف الجبائي قائلا :العجب من هؤلاء النواصب يوردوا هذا الحديث ثم يقولون بشرعية معاوية
سادسا:و بعد ان نزى معاوية على السلطة بالمكر وقوة السلاح وكان تسلطه بمثابة انقلاب سياسي على النظام الاسلامي (اغتصاب السلطة بالقهر) حتى قال المؤرخ ابن خلدون رغم نصبه لاهل البيت ومحاباته لبني امية مؤكدا :( ان الوازع الذي كان دينا ثم صار عصبية وسيفا وهكذا كان الامر لمعاوية ...ثم ذهبت معاني الخلافة ولم يبقى الا اسمها وصار الامر ملكا بحتا) مقدمة ابن خلدون ص159 والى الحلقة القادمة عن خلافة بني العباس
او الطور الثاني الذي طمست فيه الاصول واستبدل السياسي بكل ماهو فكري وعقائدي على ايدي مرتزقة المعممين اشباه ملاقرضاوى
هلال آل فخرالدين
https://telegram.me/buratha
