المقالات

النظام الشمولي وتغييب العلوم الانسانية

2922 20:47:00 2006-05-07

لقد تعمد النظام الصدامي على طرح مثل هذه المناهج لكونها تعطل عملية التعقل والتفكير وتبقى مستغرقة في الماضي ولا تنشغل بهموم المجتمع والتخلص من تراكمات الجهل ومواكبة الالمفاهيم العالمية التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال فما المانع من اخذ تجارب الامم التي سارت عليها من اجل تحقيق التقدم والوعي في المجتمع بما يلائم الواقع الجديد فهذه دعوة ومطالبة المسؤولين بمراجعة المناهج الدراسية والانسانية خصوصا . ( بقلم : ستار عواد )

ان من اولويات أي نظام في العالم هو اهتمامه بالجانب الانساني لابناء بلده فعليه تسخير كل الطاقات والامكانات لخدمة الانساني فيبدا بالاهتمامه بالفرد وضمان كل الجوانب الصحية والمعيشية والتعليمية وضمانها وينتهي بتاسيس منظمات انسانية تراقب عمل الحكومة وتلمح أي تقصير بحق الانسان . الا اننا وجدنا في نظام البعث ما لا يعقل بحق الانسان والانسانية وعلى العكس ابتدا بكبح الحريات ومصادرة الحقوق واللغاء الاخر وانتهى بالقتل والتجويع والمقابر الجماعية .

ما اود الاشارة اليه هنا هو التخطيط للدمار الذي لحق بكل مرافق الحياة ومن ضمنها المناهج الدراسية وجعلها مناهج فارغة المحتوى لاتنمي أي قدرة وتقتل الابداع واخص بالذكر المناهج التي تدرس في الاقسام الانسانية التي كانت لها الحصة الكبرى من التامر لطمس المعالم واندثار مفاهيم انسانية قادرة على ترسيخ المبادى الانسانية والاسباب واضحة في ذلك وهي ان العلوم الانسانية تحث المجتمع على التفكير بالحقوق والواجبات والتثقيف على  حق العيش وضمان السعادة وهذا ما لايتلائم مع مخططات البعث ومن المعلوم ان العلوم الانسانيه تمنح المجتمع العديد من الاهتمامات فهي تجذر في الروح الانسانيه وتجعل المجتمع متحابا  ومتاخيا مبتعدا عن كل انواع الصراع والاضطهاد  ولو مررنا بالمناهج الدراسيه على المستوى الجامعي تحديدا نجد ان هنالك اهمالا متعمدا  للاقسام الانسانيه بوضع مناهج تعمل على موت الجانب الانساني في المجتمع وبالتالي خلق جيل لايشعر بل لايعرف حقوقه فخذ مثلا العلوم الانسانيه التي تدرس في الجامعات العراقيه اليوم كالاجتماع وعلم النفس والفلسفه والتاريخ وغيرها نجدها لا تعطي المعنى الحقيقي لمفهوم العلم نفسه لذا فان الدارس لهذه العلوم يرى ان جميع المراحل الاربعه تدرس تاريخ هذه العلوم فندرس مثلا مدارس علم النفس ومؤ سسي النظريات على مدى القرون الماضيه  وكذلك فقد وجدت على مدى اربعة مراحل من دراسة الفلسفه العنايه الكثيره بدراسة تاريخ الفلسفه ابتداءا من الفلسفه اليونانيه وما قبلها من التفكير الشرقي وحضارات ما قبل التفكير الفلسفي المتمثل بالحضارة الكونفوسيوشية والحضارة الهندية والاستغراق في هذه المواد وكذلك دراسة المذاهب الاوربية في الفترتين الحديثة والمعاصرة . عند ذلك تقف موقف الصمت من التحليل الفلسفي لاغلب المشاكل الفلسفية وتقف عاجزة –هذه المناهج- من حل الاشكالات التي تواجه الفكر العربي المعاصر وما يمر به المثقف العربي من تعدد الثقافات ودخول المذاهب الكثيرة ولذا لم تعطي جوابا للشبهات التي تتلقاها من بقية الايدلوجيات ومذاهب فلسفية اخرى وعند دراسة مادة الفكر العربي المعاصر تجد ما يزال المنهج الكلاسيكي قائم فتجد الوجودية والقومية والمذاهب القديمة التي تلاشت وانتهت كما انها تتناول شخصيات قديمة امثال محمد عبده وفرح انطون وشبلي شميل واخرين متناسين كبار المفكرين العرب التي لها اسهامات واضحة في رفد الفكر العربي باراء معاصرة تنسجم مع متطلبات العصر .

لقد تعمد النظام الصدامي على طرح مثل هذه المناهج لكونها تعطل عملية التعقل والتفكير وتبقى مستغرقة في الماضي ولا تنشغل بهموم المجتمع والتخلص من تراكمات الجهل ومواكبة الالمفاهيم العالمية التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال فما المانع من اخذ تجارب الامم التي سارت عليها من اجل تحقيق التقدم والوعي في المجتمع بما يلائم الواقع الجديد فهذه دعوة ومطالبة المسؤولين بمراجعة المناهج الدراسية والانسانية خصوصا . فتقدم المجتمع مرهون بالتعليم وبث القيم الانسانية التي غيبت بفعل السياسة الهوجاء التي اتبعها النظام البائد . وخصوصا المجتمع العراقي مازال يعاني من انتشار الروح القبلية والبدائية , فعلينا ان نكثف الجهد من خلال العمل على تغيير المناهج ومن اجل النهوض بالواقع الانساني وجعل الانسان في مقدمة اولوياتنا والدفاع عن حقوقة وهذا ما تشير اليه كل النصوص المقدسة والمذاهب الفكرية المتنوعة . ستار عواد • اعلامي في تجمع عراق المستقبل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك