( بقلم : حامد جعفر )
كان للامام علي عليه السلام في زمن النبي ( ص ) اصحاب مخلصون مؤمنون حقا عرفوا بزهدهم وتضحياتهم في سبيل الفكر الجديد وتقواهم وعلى راس هؤلاء كان شهيد الربذة ابو ذر الغفاري وشهيد صفين عمار بن ياسر . وعندما اصبح الامام علي خليفة التفت حوله الجماهير من الفقراء ومن الذين رأوا في عدله وقوة فقهه وزهده ملاذا لهم من جور الجائرين الدنيويين ومستغلي الدين للاثراء والتنعم على حساب الناس من المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون تحت خيمة الدولة الاسلامية .
ولما حدثت المؤامرة الكبرى واستشهد الامام علي واصبح معاوية الاموي خليفة واخذ ينكل باصحاب الامام علي وينتقم من الناس عموما لنصرتهم لعلي فقتل خيرة اصحاب الامام وصحابة النبي مثل حجر بن عدي وميثم التمار ونصب زياد بن ابيه النغل على العراق واليا ليحكم بالحديد والنار ويقطع الرؤوس الشريفة ويعلق اجساد الاخيار على المشانق, وامر بسب الامام على منابر الجوامع التي تحولت من بيوت العبادة الى مكان اعلامي تستخدمه السلطة الاموية الجائرة لبث الرعب والرهبة في قلوب الناس.عندها اخذ اهل العراق وعشائره العربية يتعاضدون فيما بينهم كشيعة للامام الشهيد حيث احسوا بالذل من بعده على يد معاوية السافل واتباعة من الدنيويين المنافقين. ومن ذلك اليوم ظهر التشيع وهو المذهب الذي يدعو الى اتباع الائمة من نسل علي وفاطمة بدلا من السير في ركاب الظلمة ومحرفي الدين.
ولقد ذكر لنا التاريخ ان ابا ذر الغفاري عندما نفاه عثمان بن عفان الى الشام التي كانت تحت حكم معاوية , شاهد معاوية يجلس على العرش ويشرب بكأس من ذهب فقال له ابو ذر محتجا.. يامعاوية اني سمعت رسول الله يقول من شرب فيها يشرب نارا يوم القيامة... فما كان من معاوية الا ان رد مستهزءا .. ولكني لاارى باسا بذلك . فدهش ابو ذر والتفت الى الجالسين وقال.. احدثه عن رسول الله ويحدثني عن رايه .
ثم كانت النكبة الكبرى عندما قتل يزيد بن معاوية شارب الخمر الامام الحسين بعد مطاردته ليجبره على مبايعته. وكان قتل الامام الحسين بطريقة بشعة لم يشهد لها التاريخ الاسلامي في ذلك الوقت مثالا. وحدث ذلك في غفلة من الشيعة العلوية الذين تراكضوا للذود عنه فلما وصلوا وجدوا ان السيف قد سبق العذل وان المعركة قد انتهت وجثث الشهداء تملاْ الارض مقطعة الرؤوس فاسقط في يدهم وخاب رجاءهم باعادة دولة العدالة السماوية ,, وشعروا بعظم النكبة التي حلت بالمسلمين ,,, وجعلوا يلومون انفسهم ويبكون ويلطمون .. ومنذ ذلك الحين اخذ الشيعة في ذكرى مقتل امامهم يقيمون العزاء ولذلك فقد حاربهم الامويون اشد حرب واخذوا يقتلونهم لاتفه الاسباب .. ومن منا لم يقرأ كيف كان ولاة بني امية يخيرون الشيعي اما ان يسب عليا او يقطع راسه.... فاخذ الشيعة يناضلون ضد هذا الحكم الجائر حتى جاء العباسيون الحرامية الذين هزموا الامويين بسواعد الشيعة على اساس انهم يدعون لاهل البيت فلما سيطروا على الحكم نكلوا بالشيعة واهل البيت اضعاف مافعله بنو امية السكيرون .. وكثر القتل والتنكيل بائمة اهل البيت واتباعهم حتى بنوا جدران قصورهم بجماجم الضحايا.. ومع هذه النكبات اصطبغت شعائر الشيعة بالسواد وزاد المهم وبكاءهم . وتطورت الامور حتى اصبحت اليوم هذه الشعائر الحزينة كما نراها من اقامة مواكب عزاء وقراءة المقتل الحسيني بشكل حزين يقطع نياط القلوب في ايام عاشوراء... واللطم والتطبير.. الذين يعبر بهما الشيعة عن استذكار ضرب الامام علي على راسه بسيف الخارجي ابن ملجم واستشهاد الحسين في كربلاء فهي ذكرى الاب والابن في نفس الوقت.
لقد خلد الله في الحج ذكرى هاجر زوجة النبي ابراهيم وهي تركض بين الصفا والمروة .. فأمر الحجاج بالقيام بذلك فلماذا يحرم الشيعة من تذكر مصرع امامهم المظلوم والعزيز على قلب النبي وسيد شباب اهل الجنة .. فهل ان هاجر اعظم شانا من الحسين عليه السلام .. ان هؤلاء الذين يلطمون او يجرحون رؤوسهم بشكل بسيط كي تسيل بعض قطرات الدماء لم يؤذوا احدا ولم يدعوا الى ذبح طوائف المسلمين الاخرى كما يفعل وعاظ سلاطين ال سعود الامويين الوهابيين اليوم... واذا قالوا احيانا يا لثارات الحسين فانهم لايقصدون به احدا انما هذه العبارة قالها الشيعة الاولون في ذلك الزمن القديم عندما علموا بمقتل الامام الحسين داعين للانتقام من الامويين في ذلك الزمن والمذاهب الاسلامية السنية الحالية ليست اموية بل ان شيوخها قتلوااو اضطهدوا بسبب حبهم لال البيت ونصرتهم لهم .
ان على وساءل الاعلام المغرضة ان تترك الشيعة وشانهم وليستحوا من انفسهم ان كان فيهم ذرة من خير ولايكونوا ماجورين عملاء اذلاء لال سعود الفسقة ووعاظ سلاطينيهم الفجرة .
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha