( بقلم : ولاء الصفار )
يوما بعد أخر نكتشف أن بعض الساسة والحكام العرب قد بدأوا يكشرون عن أنيابهم المسمومة التي تريد أن تنهش في جسد العراق الذي طالما تنعموا من خيراته بعد أن حرم منها أصحابها الشرعيون من أبناء هذا البلد، حيث ارتفع مؤخرا عويل تلك الشرذمة وأخذت تذرف دموع التماسيح على إعدام جبروت من جبابرة العصر بذريعة انتهاك الأشهر الحرم!، والمضحك المبكي أن صدام علماني النهج والسلوك لا يعترف بدين فضلا عن مناسباته، وأخذت تندب مؤسسات حقوق الإنسان في العالم مطالبة إياها بأخذ القصاص من الشعب العراقي المظلوم، وكأنها تناست الأعمال الشنيعة التي قام بها ذلك الطاغوت المجرم بحق شعبه.
لكن الغريب في الأمر هو أين كان موقف أولئك الساسة حينما اعدم صدام الآلاف المؤلفة في الأشهر الحرم؟!، وأين ضمائرهم حينما غزى دولة الكويت وروع أبنائها وسفك دماؤهم واستباح حرماتهم في العاشر من شهر محرم الحرام؟!، وأين تصريحاتهم النارية حينما أجرى الطاغية حملات تصفية جماعية في كربلاء والنجف والمدن الجنوبية في شهر الله رمضان المبارك بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة؟!،
وأين جمعياتهم الإنسانية من وسائل التعذيب التي كان يستخدمها بحق معارضيه وفي مقدمتها الثرامات البشرية وأحواض التيزاب؟!، فيا أعراب الأمة كفاكم عويلا على صدام، بل عليكم بالبكاء على أنفسكم التي ستلاقي ما لاقاه أعتى ديكتاتور على وجه البسيطة، كونكم نهجتم نفس المنهج، وسلكتم نفس الطريق، وسلبتم حقوق الرعية، وحكمتم بالحديد والنار، فاحذروا إذ إن الساعة آتية ولات حين مندم.
https://telegram.me/buratha