إيران وان اختلف البعض في تقييم سياستها فأنها وفي تقييم نفسها تتصدر مشهد الدفاع عن الإسلام والقضية المركزية بالنسبة لها فلسطين بعد أن تخلى العرب عن هوية الدفاع عن هذه القضية وتبنتها بكل ذكاء إيران منذ قيام نظامها في عام 1979 لتستغل كل ميزاتها وتدعمها في ظل التخلي المخزي العربي عنها ( بقلم : رائد محمد )
يعرف الجميع أن الصراعات التي دارت بين كل القوى الخيرة والشريرة تكمن في صراع الإرادات والمصالح الغريزية التي يحاول كل منها السيطرة على الأخر منذ قابيل وهابيل إلى يومنا هذا وفق المنظور الطبيعي للحالة الإنسانية التي برزت منذ بدء الخليقة.
الصراع الدائر ألان في الشرق الأوسط الذي استجد بعد انفراط عقد القوة العالمية الثانية وبدء عهد الإمبراطورية الأميركية وعملية الوهم الديمقراطي الأميركي الذي ابتداء في عملية الاطاحه بصنم بغداد يبدو قد انفرد في صراع قطبين جديدين يمكن تسميتهم في الصراع الأميركي الإيراني الذي استند على أحداث وبدايات ليست بالبعيدة وتغيير سياسات أيدلوجية وأفكار تطرح بين الاونه والأخرى على طاولة الصراع المستديم بين هذين الدولتين.
الولايات المتحدة التي تمكنت من فرض أدائها على كل بقاع العالم واستطاعت أن تبني منهجا غير متوازن في أدارة الأحداث وتبني مواقف متناقضة جلبت لها العداء التاريخي الذي تناوله الاميركان قبل الآخرين في التوغل في السؤال التقليدي ((لماذا يكرهوننا)) والذي برز بشكل واضح بعد أحداث البرجين في سبتمبر 2002 وإحساسها بان السيطرة الأميركية قد أفلتت من زمام أمورها إلى غير رجعه والإحساس بان تنظيم القاعدة الذي صنعته أميركا نفسها وبأموال خليجية عربية في أفغانستان لمواجهة الخطر السوفيتي قد تخطى الخط الأحمر وكشر أنيابه لذلك فان السياسة الأميركية قد انقلبت وتحولت إلى 180 درجه لتجعل هذا التنظيم عدوها الأول ولتخلق نتيجة تصرفاتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط تيارا يحمل الكراهية لها بدون أن يحسبوا في كيفية معاداتها ولوجود دول استطاعت أن تربي هذه الأجيال على الانقلاب على الذات فيما أذا أرادت الانقلاب , لذا فان من المنطقي أن تجد أميركا عدواً أخر بين ركام فشلها في أدارة ملف هذا الصراع فكان العدو الأول الذي استحدثته هو إيران , فإيران دولة قد تكون هي النموذج الأمثل ليكون العدو رقم واحد لسياسة الامريكان لأسباب عديدة أهمها وأبرزها أن الإيرانيين انتهجوا سياسة تقترب من حافة الاستعداء لأهم رمز يمثل أميركا في المنطقة ألا وهي إسرائيل فمن المنطقي والمعقول أن تجد أميركا نفسها مضطرة وهذا من ضمن الأخطاء التي تمارسها أميركا أن تضع إيران في مقام العدو الأول في منطقة تعج بالمتناقضات الغريبة,
إيران وان اختلف البعض في تقييم سياستها فأنها وفي تقييم نفسها تتصدر مشهد الدفاع عن الإسلام والقضية المركزية بالنسبة لها فلسطين بعد أن تخلى العرب عن هوية الدفاع عن هذه القضية وتبنتها بكل ذكاء إيران منذ قيام نظامها في عام 1979 لتستغل كل ميزاتها وتدعمها في ظل التخلي المخزي العربي عنها وكذلك قيامها بخطوات هادئة ومدروسة لرسم سياستها للوصول إلى تصدر الوضع العام لبقائها في صدارة الدول وقوتها وإعادة نهجها في قيادة المنطقة مع تراجع واضح للعرب فيها مما جعل كل القضايا التي استجدت في المنطقة تكون هي اللاعب الرسمي الأقوى التي تقرر مالذي يجب و مالذي لايجب من الاحتلال الأميركي لأفغانستان والطلب الأميركي منها بعدم التدخل وإحراج أميركا وكان من الواضح للعيان النجاح الكبير الذي أحرزه الامريكان فيها إلى الغزو الأميركي للعراق المتعثر لحد ألان كمشروع نتيجة التضارب ألمصلحي للطرفين فيه وهذا يدلل وبعمق أن إيران عادت من جديد إلى لعب دور الراعي الكبير للمنطقة وسياساتها وهذا لايخفي اثأر قيام إيران في تخصيب اليورانيوم وشكل أدارة إيران للازمه التي صاحبت ذلك ونجاحها في الآفلات من قبضة الولايات المتحدة ووضع قدمها في سلم التطور التكنولوجي بمناءى عن التسلط والقبضة الأميركية .
أذن وسط كل هذا الكم من صراع الإرادات أين تكمن مشكلة إيران وأميركا؟هل تكمن في نظرة إيران للأمور بطبيعة نظامها الديني أو في طبيعة نظامها السياسي؟أنا في تصوري أن المشكلة تكمن في أمور عديدة تكاد تكون مركزية وغير قابلة للتغيير ألا في حالة حدوث المواجهة العسكرية وهذا لايمكن أن تخوضه أميركا في الوقت الحاضر على الأقل نتيجة التعثر الواضح لها في العراق ,المشكلة الأولى هي اختلاف المسار الذي تسير به كل منهما في النظر إلى الأمور داخل المتغيرات الجارية, فأميركا لايمكن لها تجاهل التوجه الإيراني لدعم كل من يعادي سياساتها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس في الأراضي المحتلة وعرقلة مسيرتها في ترتيب البيت العراقي من خلال عدم دعمها وظهور التفوق الإيراني في هذه القضية بالذات من خلال سببين أولهما فوز الشيعة ب130 مقعد في البرلمان العراقي والذي افرغ نتيجة الشعور الأميركي بان هذا يرجح كفة إيران باعتبار أن الترابط العقائدي بين شيعة البلدين هو قديم وعميق ولكون إيران صاحبة الفضل في احتضان جل العراقيين بعد أن استشرى ظلم صدام عليهم والرفض الإيراني لإجراء المحادثات بينهما حول العراق الذي رفضه نجاد مؤخرا مما أدى ذلك إلى توسط الرئيس العراقي جلال الطالباني الوثيق العلاقة بإيران للطلب من إيران باستئناف المحادثات في شمال العراق ولو حتى على أدنى المستويات فمن يريد أن يوقف نزيف الدم الأميركي في العراق علية أن يقبل خسارته للجولة تلو الجولة أمام إيران مما قد يوحي لي أن السياسة الأميركية قد خسرت الكثير من هيبتها أمام إيران .
المشكلة الثانية هي عدم الاعتراف الايرانى بإسرائيل التي تشكل العصب الرئيس بسياسة الأميركية في المنطقة ونتيجة لذلك وجد الاميركان أنفسهم أمام دولة متماسكة اقتصاديا نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار النفط وغنية بشريا لوجود 80 مليون وجلهم من الشباب الذين لاتتجاوز أعمارهم 25 سنة تربو كلهم ضمن أفكار ثورة الأمام الخميني وموقع إستراتيجي لايمكن السيطرة علية في حالة قيام الحرب أو الضربة العسكرية نتيجة لقربها من موارد النفط العالمي في الخليج مع امتداد شيعي وتعاطف كبير لها ولنظامها السياسي في كل هذه المنطقة وأضف إلى ذلك وصول الرئيس احمدي نجاد إلى رأس الحكم الايرانى بطريقة ديمقراطية وهذا الرجل قد يكون محور مالاميركا من مشاكل نتيجة نشاته الثورية التي تأثر بها الكثير ويقف خلفه العقائدية الشيعية الإيرانية التي لاتقبل أن يمس ترابها أي أجنبي وهذا مالمسناه في الحرب العراقية الإيرانية وكيف كان الإيرانيين يقاتلون ضمن مجاميع مليونية انتحارية للوصول إلى الهدف.
من خلال هذا اعتقد أن المشكلة تكمن في أن هناك توجهين لهذه القضية أولهم أن هناك إمبراطورية تريد ان تفرض إيقاع ماتؤمن به على الآخرين وان بداء مهللا وليس على مقاسهم وتفرض سياسة الأمر الواقع المهين والطرف الأخر الرافض لهذا المنطق المتهالك وفق نظريات الاستعمار واستحمار الأخر فالذين يطلبون لأميركا على حساب إيران هم واهمون وحساباتهم خاطئة لان ببساطة قد ظهر الإعياء والوهن الأميركي في العراق الذي لايمكن أن يستمر في توجيه الضربات للأخر وفق هذا المنظور... رائد محمد *كاتب عراقي مستقل
https://telegram.me/buratha