المقالات

تقرير لجنة بيكر – هاملتون ما له وما عليه

1442 18:32:00 2006-12-10

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

الممارسات او السياسات الخاطئة للقوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الامريكية افقدتها الكثير من عوامل الاتزان في منطقة تعتبر هي الاهم في العالم وفي بلدٍ يعتبر نقطة الارتكاز الاولى لاي مشروع سياسي او امني او اقتصادي على المستويين الاقليمي والدولي.

الذرائع التي دخلت الولايات المتحدة وفقها للمنطقة، كانت ذرائع حساسة للغاية، ونعتقد بأن مؤشر حساسيتها قد ازداد ارتفاعاً مع عجز الولايات المتحدة عن اكتشاف اسلحة الدمار الشامل في العراق، لكن عدول الولايات المتحدة عن السبب الاساس وتمسكها بالسبب القائل بأن بقاء نظام صدام سيشكل في المستقبل القريب او البعيد خطراً حقيقياً على امن المنطقة او انه نظام خارج عن اللياقات والسياقات الدولية من خلال تمرده وشغبه وانتهاكاته الخطيرة ولقوانين حقوق الانسان وشرعة الامم المتحدة، نقول مثل هكذا ادعاءات او اسباب بديلة كانت تفرض على الولايات المتحدة ان تقدم هي اولاً او بمعنى ادق ان ادعاءاتها كانت تلزمها ان تبدأ هي بكسب ود الشارع العراقي بمختلف اتجاهاته او ان تشرع فوراً الى بناء علاقات ثنائية طبيعية بينها وبين العراقيين جميعاً.

لكن ان تتحول القوات الامريكية الى قوات محتلة او ان تنصب حاكماً مدنياً امريكياً على العراق فهذا ربما الخطأ الاول الذي ارتكبته هذه الدولة في منطقة هي الاعقد.الخطأ الاخر الذي انزلقت اليه القدم الامريكية انها ابتعدت عن الحساسية الشديدة التي تتركب على قوائمها المنطقة برمتها بل ان الولايات المتحدة راحت تبعث من الاشارات ما هو كافٍ لاثارة مخاوف الدول المجاورة للعراق، وهذه مسألة فيها حديث طويل وخطير لا يسع المقام لتناوله هنا، لكننا لا نستطيع مغادرة نتائجه التي ادت الى الارباك الواضح في ادارة الملف العراقي امريكياً، بعد ان دخلت لهذا الملف عناصر لم تكن موضوعة لافي الاجندة الامريكية ولا في غيرها.

الاسباب الواردة اعلاه وان لم تكن تمثل مجمل ما يراد قوله هي التي دفعت ادارة البيت الابيض الامريكي للبحث عن مخارج في ازمتها التي تتعرض لها في العراق وكذلك هي التي اطاحت بالحزب الجمهوري الامريكي امام غريمه الديمقراطي وبهذه الكيفية التي شاهدها العالم قبل ايام. لكن ما هو اهم من ذلك، التقرير الذي اعدته لجنة بيكر – هاملتون والذي احتوى على اكثر من سبعين نقطة جميعها تؤشر على الاخفاق الكبير الذي تعرضت له الادارة الامريكية في العراق نحن لسنا معنيين باخطاء هذه الادارة بقدر علاقة هذه الاخطاء والتصاقها او ارتباطها العضوي بمنجزنا الوطني، فالتقرير وان كنا نعتبره شأناً داخلياً امريكياً الا انه كان يحتوي نقاطاً ايجابية اهمها انه كان يوصي بدعم الحكومة الشرعية المنتخبة ويؤكد على حتمية الوحدة الوطنية وكذلك ضرورة فتح حوار جدي مع دول الجوار بما يخدم تأمين الامن والاستقرار في العراق والمنطقة، لكن هذا التقرير اغفل بشكل غير مبرر المنجزات التأريخية العظيمة التي حققها الشعب العراقي خلال السنوات الثلاث الماضية خصوصاً تحقيق الانتخابات الاولى والثانية وتشكيل اول حكومة وحدة وطنية في تأريخ العراق وكذلك كتابة اول دستور دائم للبلاد حيث كان على لجنة بيكر – هاملتون وهي لجنة من طراز سياسي ثقيل الا تفوتها منعطفات تأريخية سياسية كهذه التي حققها الشعب العراقي وما عدا ذلك فنحن نرى ان فيه حديثاً آخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك