المقالات

المجلس السياسي للأمن الوطني والمسؤولية التضامنية

1421 18:30:00 2006-12-09

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

تميزت العملية السياسية العراقية بمميزات عديدة تمنحها لوناً خاصاً عن مثيلاتها في المنطقة العربية والاقليمية. فالمعروف في كل التجارب السياسية القديمة والحديثة التي تعيشها المنطقة انها جعلت من الملف الامني ملفاً محتكراً داخل اقفاص السلطة التنفيذية دون ان يعطى الحق للاطراف الاخرى بالاطلاع عليه او المشاركة فيه، لكن الامر بدا مختلفاً تماماً في العراق بعد تأسيس المجلس المذكور والذي بات يعرف بالمرجعية الامنية للحكومة العراقية بالرغم من ان الحكومة العراقية لديها مرجعيات امنية متخصصة اخرى عدا وزارتي الدفاع والداخلية وملحقاتهما الاستخبارية كوزارة الامن الوطني او مستشارية الامن القومي.من الطبيعي ان دولة تريد ان تتخلص من ارثها السيء ان تعمل بكل الاتجاهات التضامنية لكن ايضاً يجب ان يكون عملها خاضعاً لقياسات وضوابط ادارية وسياسية ورسمية، والدولة العراقية الحديثة عندما انتهت من صياغة او تشكيل سلطاتها الاساسية الثلاث وبدأت تتجه بكثافة نحو الملف الامني انما ارادت ايضاً ان تسحب البساط من تحت اولئك الذين كانوا يرون بأن العملية الامنية تسير بقدم عرجاء - أي انها حاضرة هنا وغائبة هناك - وهذا بالطبع ليس صحيحاً.

المفارقة ان هنالك بعض الاطراف المنضوية داخل اطار المجلس السياسي للأمن الوطني قد تكون هي دون غيرها مسؤولة بشكل او بآخر عن الكثير من الخروقات الامنية والعمليات الارهابية التي تقوم تحت عنوان المقاومة، وعندما نشير الى تلك الجهات فنحن بالتأكيد لا نعني بأنها طرف فيها، لكنها الاكثر تأثيراً ومعرفةً بهذه المجاميع التي عادة ما تجعل من الاسواق الشعبية والمدارس ومحطات الوقود وغيرها من المؤسسات الخدمية اهدافاً سهلة لها، هؤلاء ينبغي عليهم ان يمارسوا ضغوطاً استثنائية على تلك المجاميع ان لم نقل بأن مسؤوليتهم ينبغي ان تكون مضاعفة في كشف اولئك بعناوينهم واسمائهم، لكن ان ينبري بعض هؤلاء ويصرح للوسائل الاعلامية بأننا منحنا رئيس الحكومة سقفاً زمنياً لتحسين الاوضاع الامنية في البلاد وهو يعتبر ثلاثة ارباع ما يحصل ضرباً من ضروب المقاومة، فهذا امر يحتمل الكثير من الغرابة والدهشة.

العملية الامنية في العراق لا تخضع لسقوف زمنية فيما اذا اصبح العراق قاعدة للقاعدة وفيما اذا تحولت تخوم بغداد الى امارات طالبانية والبعض منَّا يصفق لهذه الظاهرة والآخر الاقليمي يمدها بما يمتلك من صواريخ وعبوات وألغام ويستضيف قنواتها التلفازية السخيفة.

السقوف الزمنية التي يتحدث عنها البعض ينبغي ان يعطى لكل شريك ما زال حتى اللحظة الراهنة لا يستطيع تحديد موقفه ان كان مع من يريد لهذا البلد ان يستقر ويصل الى بر الامان ام انه جزء او شريك "للمقاومين" الذين تطور عملهم وباتت لهم فضائية تذكرنا بأمجاد "صدام وقادسيته"!! فضلاً عن محاولاتها العاثرة باعادة نفس انتاج الخطاب الذي يشابهه سوءاً الا الذين يرددون ويهزون اكتافهم على ايقاعات يستحي ممن كتب نوتاتها في يوم ما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك