المقالات

واقع الاقتصادي العراقي بعد التغيير ..

2513 03:00:00 2006-12-07

ورث النظام العراقي الجديد وضعا اقتصاديا مأساويا مثقل باقتصاديات الحروب وما اكثرها على الوطن المبتلى, لم يكن هناك اهتمام سوى بالتصنيع العسكري الذي اثقل الدولة بمشاريعها الفارغة والتي دمر اغلبها من قبل مفتشي الامم المتحدة اثناء فترة الحصار الاقتصادي , وما شهدته الصناعة من جمود وتدهور نتيجة تسرب وهجرة الخبرات العلمية والفنية التي كانت تمسك بالحركة الصناعية لانخفاض الرواتب والاجور و تراجع مستوى الاداريين والعمال لخبراتهم المحدودة وسط التطور الذي يشهده العالم والاهمال والفساد الذي بدا يدب في مفاصل الدولة منذ ذلك الحين والذي تنامى في فترة تسعينيات القرن الماضي واستمراره الى اليوم ببقاء نفس الرموز واتباع نفس اساليب الرشاوي والمحسوبيات اوالفساد المالي والاداري . اضافة الى اربع ملايين عاطل عن العمل كون عبئا ثقيلا بكل ما في هذا الاقتصاد من تدهور وفساد اثر على الوضع العام الحالي للبلد كما ان تدخل قوى داخلية وخارجية تحاول ايقاف عجلة التغيير الحاصل على كافة الاصعدة سبب العجز الواضح في الاقتصاد العراقي . ويدخل تردي الوضع الامني الان في مقدمة اي تدهور يحصل وبمختلف المجالات والمجال الاقتصادي احداها والذي ادى الى تعطيل او الغاء اكثر المشاريع الحيوية , لم يطرأ تغيير كبير سوى زيادة الرواتب لشريحة معينة من الموظفين اما اهمال المشاريع الانتاجية وعدم تشغيلها واغراق الاسواق بالمواد المستوردة اربك الوضع الاقتصادي وادى الى نتائج عكسية.  والانفلات الامني اثر تأثير مباشر باستهداف العمال في مناطق تواجدهم والخطف الجماعي الذي يحصل في بعض المناطق والعجز في تقديم والحماية اللازمة لهم , كما واخذت عمليات التخريب والسلب والنهب حيزا كبيرا من التدهور الذي اصاب هذا القطاع  ولا يمكن ان يتحسن الوضع الاقتصادي الا بتحسن الوضع الامني الذي يجعل من الشركات الاجنبية او حتى شركات القطاع الخاص التي ترغب المشاركة في اعادة اعمار البلد تتردد للقدوم اليه لاقامة مشاريع خدمية او صناعية او لاجل الاستثمار فيه والنهوض بواقعه . فلو استغلت الحكومة الحالة الامنية المستقرة في المحافظات الجنوبية في تنفيذ المشاريع الخدمية بها وخاصة وهي تعيش وضع مأساوي في مجالاته المختلفة لتمكنت من حل الكثير من المشاكل التي تعيشها تلك المحافظات ولاستقطبت عشرات الالاف من الايدي العاملة التي تعيش حالة البطالة ولانصفت سكانها المحرومين والمظلومين في هذه الظروف التي تؤثر عليهم بشكل مباشر . وفي بداية السنة الجديدة سيتسلم مجلس الوزراء مشروع ميزانية 2007 التي يبلغ حجمها نحو 39 مليار دولار لمراجعتها قبل رفعها للبرلمان العراقي والتي تعتبر اكبر ميزانية تطلق للبلد على مدى تاريخه . فاذا ما استلمت هذه الاموال ايادي امينة وحريصة عليها في التخطيط والتوزيع سوف يتمتع الشعب بثرواته التي كان محرما منها على مدى عقود حكم البعث الفاسد الذي ملئ بها الافواه العفنة وبطون المرتزقة من الاعاربة وغيرهم من عديمي الضمير الذين يبذلون جهود حميمة للدفاع عنه الان . يجب ان تسعى الحكومة الى وضع الخطط العلمية المدروسة لاستغلال هذه الاموال للبناء والاعمار وتحسين الوضع الاقتصادي للفرد العراقي والنهوض به . استقرار الوضع الاقتصادي معناه مقدمه لاستقرار للوضع الامني بتوفير الحياة الكريمة للمواطن وانتشاله من البطالة المتفشية التي تعتبر السبب في انخراط الشباب الى مجموعات ومنظمات مسلحة تسعى الى التخريب والتدمير والتهريب وتوجيههم نحو الاعمال الاجرامية وتعاطي المخدرات التي تعتبر افة خطيرة يجب على المسؤولين والمختصين ان يتابعوا ويعالجوا هذا الموضوع للحد من انتشاره بين الشباب والمراهقيين . ان عجز الدولة بخلق فرص العمل للعاطليين عنه يترتب عليه اثار ومواقف سلبية تؤثر على مسئلة انتماء الفرد للوطن  ومن ثم السخط على المجتمع يدفعه الى تحليل اي جرم يقوم به تجاه الاخرين . فاذا ما استوعبت الدولة شبابها وزجهم في عجلة البناء والاعمار خلال السنة القادمة فانها ستحقق تقدما كبيرا على المستويين الامني والاقتصادي وستكتب الحكومة صفحة جديدة من النجاح لانها ستنقل البلد من مرحلة ركود الى مرحلة اخرى من الرفاه الاجتماعي والخدمي وبتشجيع الاستثمار الاجنبي الذي يساعد في التنمية الصناعية وتوسع القواعد الانتاجية وتنوعها وبتشجيع القطاع الخاص وما فيه من تنافس شريف واسناده, وتقدم كافة التسهيلات لتنشيط الحركة التجارية وعدم الاعتماد على تصدير النفط الذي يهرب في نسبة كبيرة منه والنسبة الاخرى بين عمليات الحرق والتخريب وهذا يعني ضرورة تنشيط مجال الزراعة والصناعة والسياحة ((( بعد تحسن الوضع الامني طبعا ))) فهذه المجالات هي التي ترفع مستوى الاقتصاد العراقي وهي السبيل لحل الكثيير من المشاكل العالقة ....

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك