المقالات

الى اين يسير العراق

1443 20:59:00 2006-12-04

( بقلم : سعد البغدادي )

في ظل الوضع الامني المتدهور جاء لقاء الرئيس الامريكي بوش بدولة رئيس الوزراء السيد المالكي في عمان ليكون علامة بارزة في طل هذا الوضع الحالي فقد جدد الرئيس الامريكي دعمه للحكومة العراقية ومعتبرا رئيس وزرائها هو الرجل المناسب في العراق كما تم توسيع الصلاحيات الامنية في الوقت الذي طالبت الادارة الامريكية من الدول العربية الوقوف مع الحكومة العراقية ودعمها والتخلي عن الافكار الطائفية التي تحدد سياساتها اتجاه هذا البلد. وفي عمان كان زعيم الائتلاف العراقي الموحد السيد الحكيم ليلتقي بالعاهل الاردني وكبار المسؤولين الاردنيين ولتجدد الاردن دعمها للحكومة العراقية وفي الوقت نفسه يعقد صالح المطلك مؤتمرا صحافيا يعلن من خلاله عن تشكيل جبهة مناهضة للحكومة العراقية

ويكتب مستشار الامن السعودي الامن الوطني مقالا في الواشنطن بوست يؤكد فيه ان السعودية دولة سنية وهي تدخل طرفا في الحرب الا هلية القادمة في العراق

صورة معتمة في العراق يحاول ان يرسمها اعداء العراق فكوفي عنان ما فتأ يتحدث عن الحرب الاهلية في هذا البلد واصبح العراق يؤرقه كثيرا ففي كل يوم يرى ان العراق هو اسوء بكثير مما يتوقعه كل يوم ويحار المرء لماذا يدعو عنان باتجاه مؤتمر دولي ومن هي الجهات الدولية التي تقف وراءه

من الواضح ان العراق في مفترق طرق فالدول الاقليمية باتت اكثر وضوحا في تشكيل محاور للافشال التجربة العراقية فالمحور العربي الذي تقوده السعودية والاردن ومصر والامارات مقابل المحور الايراني السوري بدء يستخدم اللغة الطائفية من اجل تجيش الجانب العربي ضد المحور الثاني

نجحت السعودية في اغراق العراق في عمليات ارهابية استهدفت لابرياء من الشيعة منذ 2003 ولم تستطيع هذه القوى ان توقف جماح هذا العنف المتعمد الامر الذي جعل الامور تفلت من زمامها وليصبح العنف المتبادل سمة بارزة في الوضع العراقي ويصبح مفهوم جثث مجهولة الهوية اشارة الى عمليات الثار الطائفي

سياسة التوريط التي استخدمتها السعودية مع السنة والويلات التي جلبتها لهم من هذا الدعم كانت خاطئة فهي تريد جعلهم حطبا لحربها بالوكالة مع ايران لكن الى اي مدى تستمر السعودية في لعب هذا الدور مع وجود حكومة عراقية تسعى جاهدة لفك هذا الارتباط الاقليمي والحد من نشاط هذه المحاور على الاراضي العراقية

يرى توماس فريدمان ان العراق اصبح جرة خزف وحينما تهشمت بفعل الاحتلال لايمكن اصلاحها وعودتها الى وضعها السابق كانه يشير الى ان التقسيم هو احد الحلول الناجحة للمستقبل العراقي قبل ان يكون فريسة للتدخلات الاقليمية السنية والشيعة . جعل العراق ساحة للصراع المذهبي امر خطير جدا سيحرق المنطقة برمتها فالسعودية تدرك مقدار الخطر المحيق بها من وجود اكثر من 20 % من سكانها الشيعة والمتواجدين في اغنى منطقة نفطية في الشرقية و سيشكلون خطرا على السعودية في حال اندلاع الحرب الاهلية في العراق كما انها تدرك خطورة المازق الذي وضعت نفسها فيه من ولوغها في الدم العراقي الى الحد الذي عبر فيه مستشارها الامني ان السعودية قد ساهمت فعلا في تاجيج الوضع الطائفي في العراق

الى اين نسير البعض يعتقد اننا في حرب اهلية هو يعمل جاهدا على تغذيتها من خلال المزيد من التصريحات النارية والاخر يقلل من اهمية الصراع الطائفي محاولا انقاذ البلد من التقسيم  في هذه الاجواء المشحونة هل يصبح خيار تقسيم العراق هو الحل الامثل لتجنب التاثيرات الاقليمية التي تصب الزيت على نار الحرب الاهلية وهل نشهد في الفترة المقبلة حزمة من المشاريع التي تمهد لهذا التقسيم و هل حقا نحن في طريق اللاعودة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك