المقالات

الى اين يسير العراق

1557 20:59:00 2006-12-04

( بقلم : سعد البغدادي )

في ظل الوضع الامني المتدهور جاء لقاء الرئيس الامريكي بوش بدولة رئيس الوزراء السيد المالكي في عمان ليكون علامة بارزة في طل هذا الوضع الحالي فقد جدد الرئيس الامريكي دعمه للحكومة العراقية ومعتبرا رئيس وزرائها هو الرجل المناسب في العراق كما تم توسيع الصلاحيات الامنية في الوقت الذي طالبت الادارة الامريكية من الدول العربية الوقوف مع الحكومة العراقية ودعمها والتخلي عن الافكار الطائفية التي تحدد سياساتها اتجاه هذا البلد. وفي عمان كان زعيم الائتلاف العراقي الموحد السيد الحكيم ليلتقي بالعاهل الاردني وكبار المسؤولين الاردنيين ولتجدد الاردن دعمها للحكومة العراقية وفي الوقت نفسه يعقد صالح المطلك مؤتمرا صحافيا يعلن من خلاله عن تشكيل جبهة مناهضة للحكومة العراقية

ويكتب مستشار الامن السعودي الامن الوطني مقالا في الواشنطن بوست يؤكد فيه ان السعودية دولة سنية وهي تدخل طرفا في الحرب الا هلية القادمة في العراق

صورة معتمة في العراق يحاول ان يرسمها اعداء العراق فكوفي عنان ما فتأ يتحدث عن الحرب الاهلية في هذا البلد واصبح العراق يؤرقه كثيرا ففي كل يوم يرى ان العراق هو اسوء بكثير مما يتوقعه كل يوم ويحار المرء لماذا يدعو عنان باتجاه مؤتمر دولي ومن هي الجهات الدولية التي تقف وراءه

من الواضح ان العراق في مفترق طرق فالدول الاقليمية باتت اكثر وضوحا في تشكيل محاور للافشال التجربة العراقية فالمحور العربي الذي تقوده السعودية والاردن ومصر والامارات مقابل المحور الايراني السوري بدء يستخدم اللغة الطائفية من اجل تجيش الجانب العربي ضد المحور الثاني

نجحت السعودية في اغراق العراق في عمليات ارهابية استهدفت لابرياء من الشيعة منذ 2003 ولم تستطيع هذه القوى ان توقف جماح هذا العنف المتعمد الامر الذي جعل الامور تفلت من زمامها وليصبح العنف المتبادل سمة بارزة في الوضع العراقي ويصبح مفهوم جثث مجهولة الهوية اشارة الى عمليات الثار الطائفي

سياسة التوريط التي استخدمتها السعودية مع السنة والويلات التي جلبتها لهم من هذا الدعم كانت خاطئة فهي تريد جعلهم حطبا لحربها بالوكالة مع ايران لكن الى اي مدى تستمر السعودية في لعب هذا الدور مع وجود حكومة عراقية تسعى جاهدة لفك هذا الارتباط الاقليمي والحد من نشاط هذه المحاور على الاراضي العراقية

يرى توماس فريدمان ان العراق اصبح جرة خزف وحينما تهشمت بفعل الاحتلال لايمكن اصلاحها وعودتها الى وضعها السابق كانه يشير الى ان التقسيم هو احد الحلول الناجحة للمستقبل العراقي قبل ان يكون فريسة للتدخلات الاقليمية السنية والشيعة . جعل العراق ساحة للصراع المذهبي امر خطير جدا سيحرق المنطقة برمتها فالسعودية تدرك مقدار الخطر المحيق بها من وجود اكثر من 20 % من سكانها الشيعة والمتواجدين في اغنى منطقة نفطية في الشرقية و سيشكلون خطرا على السعودية في حال اندلاع الحرب الاهلية في العراق كما انها تدرك خطورة المازق الذي وضعت نفسها فيه من ولوغها في الدم العراقي الى الحد الذي عبر فيه مستشارها الامني ان السعودية قد ساهمت فعلا في تاجيج الوضع الطائفي في العراق

الى اين نسير البعض يعتقد اننا في حرب اهلية هو يعمل جاهدا على تغذيتها من خلال المزيد من التصريحات النارية والاخر يقلل من اهمية الصراع الطائفي محاولا انقاذ البلد من التقسيم  في هذه الاجواء المشحونة هل يصبح خيار تقسيم العراق هو الحل الامثل لتجنب التاثيرات الاقليمية التي تصب الزيت على نار الحرب الاهلية وهل نشهد في الفترة المقبلة حزمة من المشاريع التي تمهد لهذا التقسيم و هل حقا نحن في طريق اللاعودة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك