المقالات

الارادة الوطنية وصناعة القرار الاستراتيجي

1485 15:31:00 2006-12-04

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

بعد ان شهدت دول الجوار الاقليمية للعراق زيارات مكوكية وجولات نقاشية واسعة لغلق الملفات العالقة في اطار استتباب الاوضاع بمساندته سياسيا وامنيا، وتحشيد المواقف لبلورة قراءة واضحة وصريحة للدور الاقليمي واثره على العراق، فقد كان جدول الاعمال حافلا للقوى الوطنية الفاعلة لمناقشة التنسيق المحوري لرسم السياسة المستقبلية من خلال التقارب العراق – دولي - لتدعيم عودته للصف الوطني بعد قطعية امتدت لسنين، اذ لا يمكن اعتبار تدويل القضية العراقية وعقد المؤتمرات الخارجية اضعافا لحكومة صوت لها اكثر من(12) مليون عراقي،

فالحوار مع دول المحيط الاقليمي بحضور اللاعبين الاساسيين هي المقدمة الحقيقية لبناء البنية الامنية والسيطرة عليها، ومن هنا فزيارة السيد الحكيم كانت بمثابة الضربة القاضية لمخطط طائفي كان يستهدف المشروع السياسي الذي خط بدماء الملايين من الوطنيين العراقيين، فضلا عن سحبها البساط من تحت اقدام التحالف (الصدامتكفيري) ضمن الاستراتيجيات الوطنية، فالفوضى غير المنضبطة لتلك الاوساط العابثة بامن العراق والمنحازة نحو جبهة القاعدة على حساب ابناء الوطن الجريح وقراءتها هذه هو دليل قصورها السياسي، فالاعمال الاجرامية المصرح بها لابادة وتهجير اتباع اهل البيت(ع) لجر البلاد الى اتون حرب لا رابح فيها غير اعداء التغيير، فالارادات المنحرفة والقتل الراديكالي العنيف هو صراع تاريخي اقصائي فلا مجال لتبنيه، وما يتهامس به البعض عن النمطية الديكتاتورية لكبح جماح الصحوة الوطنية بشعارات فارغة وصراخ ممجوج من اجل تسليط الاضواء على ارث زائل بتقادم الزمن..

وهذه الاطراف قد حسمت امرها في رفضها المطلق للعملية السياسية برمتها، والرسالة التي يجب ان توصلها الحكومة لتلك المجاميع هي قانون مكافحة الارهاب بعد ان حددت معالمه ضمن الاطر الدستورية اذ لا يمكن ايقافه وتحت اي مسوغ كونه مقرا من قبل البرلمان، فالخطاب التحريضي من قبل بعض الساسة وما لها من انعكاسات عنفية وما آلت اليه من خراب وعلى كافة الصعد، فيجب استشعار الاخرين بخطورة مواقفهم التصعيدية لتحقيق اجندات غير عراقية، فقد سعوا ليكونوا في الخط الاول المناهض لمشروع المصالحة الوطنية،

فالخيارات الاستراتيجية التي تبنتها قوانا الوطنية والسياسية هو السير بتعزيز المواطنة كونها الضمان لوحدة العراق ارضا وشعبا من خلال تبني الفيدرالية التي تعد عملية تنموية ومنظومة حضارية متكاملة، فهي ارادة جماهيرية والقراءة المتانية لجوهرها ستبين مرونة لتوزيعها للثروات الوطنية على اسس متوازنة كفلت كافة المناطق والاقاليم، والحواجز تتآتى من خلفية سياسية لا مبرر واقعيا لها كونها نظاما ديناميكيا ذا منظومة مرنة لادارة البلد وذلك بتقليل حركات اتخاذ القرار وهذا ما اثبتته معطيات التجارب العالمية، اننا نسعى لبناء وتدعيم دولة المؤسسات الدستورية التي تكفل كافة العراقيين وبمختلف اعراقهم بعد ان اختاروا حكومتهم في وضح النهار وسيبقون حريصين على حفظ تجربتهم الديمقراطية فهم الاجدر على مواجهة التحديات التي تحاول العصف بالوحدة الوطنية والتمسك بوشائج المحبة بين المكونات العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك