للبعض الحق في شتم من يشاء ويطعن بمن يشاء وله الحق في ان يتحالف مع القاعدة ومع غيرها من اعداء الشعب العراقي دون رادع من قانون او عرف فكيف تمتحن السيادة العراقية التي منحت للحكومة بموجب الدستور والقرارات الدولية مادامت غير قادرة على تطبيق القانون في قلب العاصمة؟!................ ( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
المعضلة الكبرى في القضية العراقية هي الاعلام العربي ومكائده او مراثيه او مديحه او ذمه،وهو ذاته بلا شك في عهد الطاغية المقبور ،لكننا قطعنا تماما عن العالم الخارجي فلا نعلم ما كان يجري خارج محيطنا ،الا بعد ان تحررنا من قيود ذلك النظام لنجد اننا في واد والعرب في واد اخر فهم اسارى اعلامهم واما كان يغدق عليه صدام من اموال قلبت كل الحقائق واوهمت المواطن العربي بما كانت تتعايش به انظمتهم مع النظام البعثي تحت حساب الربح والخسارة ،ما دام ذلك الاعلام لا يتعدى الخطوط الحمراء التي وضعت بكل دقة وحزم وويل لمن تعداها ،وقد اتيحت لشعبنا الفرصة كاملة للاطلاع على سلطوية الاعلام الرسمي والاهلي في معظم تلك الدول حتى الاكثرها ديمقراطية وتحررا ،وكيف بقي المواطن العربي منساقا وراء الاوهام التي يسوّقها إعلاميو النظام البائد وأيتامه ممن وجدوا ان لامناص لهم سوى تكريس كل ما لديهم من اكاذيب وافتراءات وتهم باطلة استبطنوها من قاموس ثقافة البعث المبنية على نظرية المؤامرة وتأليب المشاعر القومية الضيقة والمذهبية المتطرفة ،ليتحول العراقي المقتول في عهد الظلم وفي عهد احتدام الارهاب الذي غذاه الاحتلال ،يتحول هذا الضحية في الذهن العربي الى (رافضي) او(صفوي)لا اصل يربطه بتلك العروبة الزائفة ،فيما يغدو ارهابيو صدام والتكفيريون مجاهدون وان كانوا قتلة يسوقون القتل البشع ليمنحوا المشاهدين فرصة تغنيهم عن مشاهدة افلام الرعب الغير حقيقية بالتمتع برؤية العراقي كيف تزهق روحه رويدا رويدا او كيف يركض مرتعبا والسنة النيران تتطاير من جسده المشوي ،او يرون الارض وقد تحولت الى برك من الدماء او نثار اللحم الذي لايكاد يتميز عن بعضه ،فيما يرون الملثمين وهم يقفون خلف ضحيتهم ليتلون بياناتهم الموشاة باياة من الذكر الحكيم قبل ان يتجمع هؤلاء على الجسد المقيد ليحتزوا راسه ،انه ليس فلم سبارتكوس في العهود الرومانية ،بل هي صور يومية يتعاطاها فتيان امتنا العربية لقتل اناس لاحول لهم ولا قوة سوى كونهم من الطائفة ذاتها التي طالما قدمت من الضحايا ما لم تقدمه امة في الكون دون أي مبرر سياسي سوى رغبة ورعب صدام وساديته التي توحدت ليرى في ابسط انسان عراقي خصما لدودا لنظامه ،وكان قادر على ذبح الف او عشرة آلاف دون ان تهتز لديه شعرة ما دام ذلك يحفظ كرسيه ولا يهدد سلطانه .
العرب وإعلامهم لا يصدقون ان المقابر الجماعية كانت لضحايا الانفال او الانتفاضة الشعبانية او لمعدومين اعدموا دون محاكمة ،فقد أسقطهم وهمهم في متاهة تعظيم الذات الصدامي وهم يرون فيه رمز (الامة العربية) واشرف حكامها ،ولندعهم وحكامهم دون ان نتمنى لهم ان يهنئوا بحاكم كصدام لأننا لا نرجو ان يتعذب إنسان في الأرض ،كوننا مؤمنون بما ربانا عليه ديننا الحق واقتداء بقول أمير المؤمنين (ع) إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق..
مراسلون صحفيون لا يمكن وصفهم في عرف الانظمة العربية الا بالجواسيس وهؤلاء مصانة أرواحهم ماداموا ينقلون الزيف والباطل بعكس الذين وقعوا اسارى بايدي الزمر الارهابية وهم عشرات ومعروفة توجهاتهم في نقل الوقائع بحرفيتها الصادقة،وبرامج معدة لاستضافة مشاهير البعثيين وأيتام النظام والذين تمرغوا في الحرير والديباج في قصور صدام او في فنادقه الفارهة دون ان تطأ أقدامهم مدينة كمدينة الصدر ،ومحطات فضائية لم تجد في الإعلانات التجارية ما يجذب الناظرين اليها سوى بالبرامج المثيرة للنعرات والفتن والمزيفة للحقائق ،ودويلات فتحت مصاريع ابوابها لايتام النظام وافراد عشيرته لتكون منابر للتآمر على الحكومة العراقية الجديدة بعد ان كانت منطلقا لقوات التحالف (لاحتلال) العراق ،وبالقرب من قاعدة السنية تتربع قناة الجزيرة والحليم تكفيه الاشارة !!ليكون اشهر حاضني الارهاب ومشرعنيه وغيرهم ضيوفها المعبأين بالحقد والازدراء للشعب العراقي ولحكومته ولرموزه السياسية والدينية..
صه لاتحكي ان تملك سكينا تملك حقك في قتلي كما يقول الشاعر الراحل بلند الحيدري .. ولاي من هؤلاء الحق في شتم من يشاء ويطعن بمن يشاء وله الحق في ان يتحالف مع القاعدة ومع غيرها من اعداء القضية العراقية والعربية مادامت الغاية تبرر الوسيلة ،والغاية تلك هي طرد (الاكثرية) من العراق كونهم (روافض) و(شعوبيين) او (صفويين) كما ينعتهم مشعان وفضائيته المحلية الجوالة.. فمباح لدى هؤلاء قتل الابرياء من شعبنا مهما كان اصله وعرقه ،في الموصل او في الرمادي اوفي أي مكان من العراق ،ومبرر لديهم هدم العتبات المقدسة اسوة بهدم قبور البقيع ،ويحق للمقاومة ان تقتل كل من ينتمي الى الحكومة العراقية او يواليها او (ابتلي) بانتخابها ،ويجب لدى هؤلاء إيواء المرتزقة في بيوت العراقيين ليكونوا قنابل موقوتة وسط تجمعاتهم لكي يكون كل واحد من هؤلاء سببا لمقتل العشرات بل المئات حتى بلغ عدد ضحايا الإرهاب أكثر من ثلاثمائة ألف قتيل وأضعافهم من الجرحى مقابل اقل من ثلاثة الاف جندي من قوات الاحتلال !!
حرموا الانتخابات والمشاركة بها وبعد ذلك أباحوها وحين وجدوا أنفسهم خارج مركز القيادة رفضوا نتائجها .رفضوا الدستور المصادق عليه من ثلثي الشعب العراقي الذين يحق لهم الانتخاب ،لان فيه مبدأ الفيدرالية بتهمة كونها (تقسم) العراق الذي جاء دستوره معبأ بالوحدة من ديباجته وحتى اخر بند فيه ،ومقابل ذلك قسموا بعض المناطق الى ولايات اسلامية خارجة عن السيادة العراقية وعن علمها وقانونها ،فيما سقط الكرخ اسير تلك القوى ..
فكيف تمتحن السيادة العراقية التي منحت للحكومة بموجب الدستور والقرارات الدولية مادامت غير قادرة على تطبيق القانون الاعتيادي في قلب العاصمة ،او في مداهمة اوكار القتل والتفخيخ لان (الشركاء) اعتبروا ذلك خطوطا حمراء ،حتى ان امر استقدام متهم (بجناية)حسب قانون مكافحة الارهاب النافذ وليس جنحةـ لان الجناية تستوجب القاء القبض وليس الاستقدام ـ غدا جريمة اقترفتها حكومة الائتلاف لا يمكن غفرانها، وهي تنذر بانقلاب دموي بانت بوادره اكثر من السابق وكل ذلك بفضل تصريحات بعض الفرقاء في العملية السياسية أمثال عدنان الدليمي الغير منصفة و الاخوة العرب وإعلامهم الذي اشعل الفتن تلو الفتن ليجاهر أهم إعلامييهم واكثرهم تفهما للحالة العراقية بانتقاد الحكومة العراقية ووصف امر القضاء تصرفا أحمقا وكأنه وصي عليها ، لانها جعلت من حارث الضاري المستقدم بموجب القانون للتحقيق، قضية كبرى لا قدرة لدى الحكومة على مجاراتها بالرغم من انه يعيش في كنف دول لا ترحم من يمس كيانها مهما كان لكي تكون محاكم أمنها الدائمية والاستثنائية المقتص الذي لا تؤثر عليه أي قوة داخلية او خارجية سوى مصدر السيادة الأوحد ،فيما استقبلته مصر ..
https://telegram.me/buratha