( بقلم : شوقي العيسى )
كوادر عراقية جاهدة ومتطورة في عملها وعلمها الذي أكتسبته من سني الضيم والإضطهاد الفكري الذي مورس في عراق الدكتاتوريات مما حدا بالكوادر والطاقات العراقية الإختفاء من أمام الأنظار إما هرباً من البطش البعثي وإما قتلاً من البعث أيضاً وعصابات صدام التي كانت تقضي على كل كوادر وطاقات العراق مما أصفى العراق خالياً من تلك الكوادر المبدعة ...لذلك فكان هناك نكسة قد أنتكس العراق بها وهي إفراغ البلد من كوادره وماهي إلا حلقة من حلقات الهجرة والترويع الذي مر به الكوادر والمبدعين حتى آن الأوان أن يختفي السبب والمسبب بمرحلة إنهيار طاغوت العراق ماحدا بعودة كوادر العراق المهجرة قسراً الى أرض البلد لكي تؤدي عملها وتساهم في عملية البناء الفكري والتكنولوجي .
وقد بدأت مرحلة أخرى من مراحل التجوال والمراوغة بين عصابات البعث الفاشي المتسولة على جادات الطرق وبين العصابات التكفيرية الهمجية والإرهابية التي أخمدت عقولها عن الحركة والتفكير وبين المجاميع المسلحة ذات الإندفاع السياسي ومابين هؤلاء وقعت الكوادر العراقية فريسة سهلة المنال تنالها أيدي هؤلاء المجرمين فبدأت بشريحة الأطباء تُهاجم وتقتل وتختطف ثم المهندسين والمترجمين بحجة التعامل مع المحتل ثم الصحفيين الذين طالتهم يد الغدر حتى يومنا الحاضر ثم الكوادر العلمية أمثال أساتذة الجامعات فأصبحوا فريسة للقتل والخطف والتهجير مما أدى إلى إختفاء الكوادر والطاقات العراقية ليبقى العراق مليء بالعصابات والإرهاب وسط عجز الحكومة العراقية مما يجري وتدخلات القوات الأمريكية وسذاجتهم وعنجهيتهم على الإنسان العراقي ...
ورغم كل هذا وذاك يبقى الكادر والعقل العراقي نبراس الحقيقة يغبطه ذوي النفوس المريضة ويحاولون النيل من كوادر وطاقات العراق لأفراغ البلد من هذا العلم المكنون والكنز المدفون لتصبح أرض العراق خاوية جرداء كغيرها من البلدان العربية التي تقبع في الجهل والظلم فمتى تستيقظ الدولة العراقية من وكستها وتحافظ على كوادر العراق بدلاً من المجاميع المسلحة .
مستقبل العراق يبدأ من العلم وشيء من قوة الإرادة وقوة الحكومة وقوة الشعب ومن يقف أمام هذا المد يجب أن يحذف خارج هذه الدائرة المتسعة التي تسمل الجميع في مرحلة البناء .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha