المقالات

الشيعة وقشرة الموز

3354 17:40:00 2006-04-19

نقول الأمة التي تبرر لقتل الأبرياء هي أمة لا تستحق أن تعيش بين باقي الأمم لأنها خطر على البشرية ، ولكن نقول ليس أمتنا كذلك بل الأعلام يريد أن يجعلها كذلك ومن وراء هذا الإعلام ( بقلم: فيصل عبد الله عبد النبي )

هكذا هي الأخبار في بعض القنوات العربية مع بعض التغييرات أو لنقل هكذا تصاغ أو هكذا يريدون أن يفهموا التلقي ، وإليك نماذج أسلوب صياغة وإخراج الخبر :

انتحاري يفجر نفسه بمسجد للشيعة ويقتل العشرات ، وعلى صعيد ذلك يذكر أن سنيا بعثيا مات في الرمادي بسبب قشر موز تسبب في انزلاقه وسقط أرضا وأرتطم رأسه بحجر أدى لوفاته ، ويذكر أن قشر الموز رماه شيعي مر من هنا قبل أسبوع بعد أن أكله للموزة ، مما يؤكد وجود صراع طائفي وقتل متبادل من كلا الطرفين نرجوا أن يتوقف عنه الجميع !

**************

مجموعة مسلحة من جيش السنة تهجر وتقتل عشرات العوائل الشيعية في أبو غريب ، وبالمقابل مات سني عند مروره قرب حائط مستشفى قديم إذ سقطت على رأسه طوبة من إحدى الحوائط فأدت إلى مصرعه على الفور ، ويذكر أن حائط هذا المستشفى بناه عامل شيعي قبل 20 سنة مما يؤكد لوجود صراع طائفي بين الطرفين راح ضحيته الأبرياء من الطرفين على حد سواء ، ونرجوا من عقلاء الطائفتين التدخل لوقف هذا التقاتل !

***************

مجموعة مسلحة من تنظيم القاعدة في العراق بمساندة من بعض العشائر السنية المساندة للزرقاوي يخطفون عشرات الشباب الشيعة ويحزوا رؤوسهم بعد تعذيبهم ببشاعة وألقيت جثثهم في نهر دجلة ، وبالمقابل مات قط يملكه شخص سني من سكان الأعظمية عن طريق بلعه لفأر توقف في بلعومه مما أدى لخنق القط وموته ، ويقول مراسلنا أن الفأر خرج شق في حائط بيت شيعي في منطقة الكاظمية مما يؤكد على وجود صراع طائفي بين الطرفين راح ضحيته العشرات من الأبرياء من الطرفين على حد سواء ، نرجوا من العقلاء التدخل لوقف هذا النزيف !

****************

هذا هو لسان حال الفضائيات وبيانات الاستنكار حيال ما يتعرض له أغلبية الشعب العراقي كل يوم من تفجير لمساجدهم وأسواقهم وتهجير عائلاتهم ، وهذا التبرير عن طريق المقارنات الغير منصفة والتي تهدف لتمييع ما يحدث ومحاولة خلط الأوراق وضياع الحقيقة بين تقارير المراسلين هي أساليب ليست جديدة بل لها خلفية ثقافية تجد تاريخها في سوريا عندما تذهب لقبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ( رضي الله عنه ) الذي نقرأ على قبره العبارة التالي :

قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ( رضي الله عنه ) الذي قتله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ( رضي الله عنه ) .

فهذه هي ثقافة التبرير وتمييع الحقائق وخلط الأوراق وتضيع مظلومية المقتول من خلال اللعب بالألفاظ .

نقول الأمة التي تبرر لقتل الأبرياء هي أمة لا تستحق أن تعيش بين باقي الأمم لأنها خطر على البشرية ، ولكن نقول ليس أمتنا كذلك بل الأعلام يريد أن يجعلها كذلك ومن وراء هذا الإعلام ، والسبب هو أن القاتل الحقيقي هو المستفيد الأول من هذا التمييع والتشويش لأن مثل هذه الأحداث تحدث بالبلاد العربية كل يوم بحق شعوبها بشكل أو بأخر تارة بالموت السريع كما تفعله العناصر الإرهابية في العراق اتجاه أبناء الأغلبية من الشعب العراقي ، وتارة بالموت البطيء الذي نرى كثير من دكتاتوريات العالم الثالث تمارسه اتجاه شعبها وتبرره وتميعه بأن هناك مؤامرة ضدنا وأن إسرائيل والإمبريالية العالمية هي السبب لمعاناتكم .

مسكين أنت أيها المظلوم في العالم الثالث ، فحقك مهضوم وظلامتك تميع ، ومثقفين التجهيل والتبرير محترفون بسياسة خلط الأوراق وجعل الظالم مظلوما والمظلوم ظالما ، فبينما يحاكم رئيس دولة عظمى مثل بيل كلنتون أمام أعين العالم لتحرشه بموظفة في البيت الأبيض ، نرى وزراء عدل في بعض الدول يهرعون ليكون محامين عن الطاغية صدام التكريتي الذي أباد الآلاف من أبرياء الشعب العراقي ، يجب علينا أن نحاول أن نرى ما يحدث لنا اليوم من خلال ربطه بجذور وتاريخ الثقافة السائدة لدينا التي إن لم نحاكمها فسوف نرى هذه النماذج تتكرر وتبرر وتضيع دماء الأبرياء وحقوق المظلومين مثل شربت ماء بين تقارير المراسلين .

فيصل عبد الله عبد النبي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك