ورويداً رويداً تسلق الجعفري اكتاف قائمة 169 وبعد ذلك يحصل على منصب رئاسة الوزراء بعد تهديده لشق الائتلاف ان لم يحصل على المنصب بالرغم من ان غالبية اعضاء الائتلاف كانوا ضد ترشيح الاستاذ جعفري . ( بقلم : المهندس بهاء صبيح الفيلي )
ان الحقيقة التي يجب ان نعترف به هي الاستاذ جعفري فشل في وقف نزيف الدم الذي يتعرض له العراقيين بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة . واصرار الاستاذ جعفري على موقفه في تسلم رئاسة الوزراء بالرغم من الرفض الواسع لتوليه هذه المهمة سبب رئيسي. واستاذنا جعفري يرفض التخلي عن منصبه بحجة ان الشعب يريده وانه ينفذ رغبات الشعب , ونسأل من هو الشعب الذي يريد تولي جعفري لرئاسة الوزراء ياترى !! وهذا السؤال من حقنا ان نسأله للأستاذ الجعفري .
وهل الشعب عند الجعفري هم الذين يذبحون يومياً بيد الارهابيين ام هؤلاء الذين اصبحوا من اصحاب الملايين بعد عملهم تحت قيادة استاذنا الفاضل جعفري , وعلى كلٍِ ننتظر من الاستاذ جعفري الاجابة , ولكن نحن سنطرح موضوعاً اخر عن حقيقة موقف استاذنا الفاضل واصراره كل هذا الاصرار على توليه منصب رئاسة الوزراء , بالرغم من اننا وضحنا سابقاً هذه الامور وبمقالات كثيرة .
ان الاستاذ الفاضل جعفري كان من اشد المعارضين لأسقاط النظام العفلقي الصدامي , واعتراضه لم يكن ضد التدخل الامريكي في المنطقة ولكن اعتراضه كان بسبب فقدانه لأي نوع من انواع الوجود الحقيقي في الشارع العراقي قبل سقوط الطاغية , وبما ان الاستاذ جعفري لايملك اي رصيد شعبي في داخل العراق ولا تاريخ سياسي واضح المعالم فلذلك فضل استاذنا الفاضل ان يبقى الشعب العراقي وخصوصاً الشيعة تحت سلطة الطاغوت لعلمه بأنه سوف لايحصل هو وحزبه على اي مكسب , وبسقوط الطاغية ظهر علينا جعفري لكي يكون عضواً في مجلس الحكم , ورويداً رويداً تسلق الجعفري اكتاف قائمة 169 وبعد ذلك يحصل على منصب رئاسة الوزراء بعد تهديده لشق الائتلاف ان لم يحصل على المنصب بالرغم من ان غالبية اعضاء الائتلاف كانوا ضد ترشيح الاستاذ جعفري , واتسمت فترة حكمه بقلة الخدمات وزيادة وتيرة الارهاب وتضاعف وبشكل مخيف الفساد بكل انواعه واشكاله , والمحسوبية والمنسوبية كان عاملاً اساسياً في شغل الوظائف , كل هذه كانت في كفة وما كان يقوم به استاذنا الفاضل جعفري في كفة , استاذنا بدء بتوزيع الخيرات والانعام والمكرمات بدون حسيب ولا رقيب وبأسمه , وكما كانت تكتب عنه الصحف الرسمية وتبثه قناة استاذنا والتي تسمى بالعراقية , مكرمة الدكتور الجعفري بمناسبة العيد , وتكرم الاستاذ الجعفري بمنح عوائل ..... , وكأن الدولة ومافيها صار ملك للأستاذ الفاضل جعفري وحزبه .
واما الحاشية من صغار الموظفين وكبارهم فكان لهم حصة الاسد من اموال العراق المنهوب والمهدور , واما الفقير والمعدم والذي يعاني قساوة الحياة وقساوة الارهاب كان له نصيب ولكن هذا النصيب كان كماً هائلاً من الكلام المعسول بحياة افضل تحت ظل قائدنا الجديد الذي لا يشق له غبار وبذلك , كون الاستاذ جعفري ومن خلال الاعلام الذي سيطر عليه وخصوصاً التي تسمى قناة العراقية شخصية المنقذ من المعاناة بالرغم من كل المصاعب الذي مر به هذا الشعب المغلوب على امره . وقبيل الانتخابات بدء جعفري بمحاولات عديدة لكي يبعد اغلب الذين كانوا مناوئين له في فترته الاولى لتوليه الوزارة , وبدء البحث عن تحالفات جديدة وهذه المرة التجأ الى التيار الصدري , ونجح جعفري في ادخال هذا التيار الى داخل الائتلاف وابعاد الاخرين الذين قد يشكلون عائقاً في وجه تطلعاته , ولكن التيار الصدري دخل بقائمة اخرى وتحت اسم قائمة الرساليون وبذلك حصل التيار الصدري على اصوات مجانية من الائتلاف وكذلك حصل على وزنه الحقيقي من خلال قائمة الرساليون .
وبالرغم من كل ذلك احس جعفري بأنه غير قادر على زحزحة الموقف الرافض له داخل الائتلاف بالرغم من انه دس الكثيرون داخل كتلة المستقلون والذين ينتمون له ولحزبة ولا نود ان نذكرهم بالاسماء لأنهم معروفين , وبعدها دخل قائمة الرساليون للأئتلاف وبذلك زادت نسبة الاصوات داخل الائتلاف لترشيحه , وعلى كل نتيجة التصويت كانت معروفة وجعفري كان متأكداً منه والا كان لا يدخل فيه !!! واصبح جعفري مرشح الائتلاف الوحيد ولكن ماذا حدث ؟ رفض (بضم الراء) جعفري من بقية القوائم , وكان المفروض من الاستاذ جعفري ان يدخل الى تحكيم البرلمان ويلجأ الى التصويت على رئاسته ليحسم الجدل القائم على توليه المنصب ولم يفعل الجعفري ذلك , وقدم وحاول تقديم تنازلات عديدة ولكن دون جدوى , الرفض قائم ضده , فماهو الحل بنظر استاذنا جعفري ؟ استاذنا الفاضل يماطل وسيستمر بالمماطلة مادام هو لحد الان يصرف اعمال الدولة , ولا يهم استاذنا الفاضل مايعانيه الشعب ان مات جوعاً او مات تحت سيف الارهاب , فالاهم عنده كرسي الحكم , وهو الذي وقف ضد سقوط الطاغية ولم يعير اهميه لما عاناه العراقيين فهل ياترى سيهمه امر العراق والعراقيين الان . ولكن ماذا سيحصل وماهي السيناريوهات التي ممكن ان نشهدها ان لم يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة , وسأترك هذا الجواب لمقالات اخرى واسأل استاذنا الفاضل وماذا بعد كل هذا الاصرار على الكرسي فهل له نهاية !!!!! المهندس بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha