المقالات

كي ينجح الانقلاب في العراق "يجب ان يكون شيعيا"!

1914 19:57:00 2006-10-28

( بقلم : اسعد راشد )

تراهن اطراف عديدة في العراق وخارج العراق على حدوث انقلاب عسكري يقوده ضباط سنة وبدعم من القوات الامريكية لبسط الامن والاستقرار ‘ تلك المراهنة الخاسرة التي تحاول بعض الانظمة العربية وخاصة السعودية والاردن اقناع واشنطن بها لاعادة الحكم الى السنة بعد ان خسروه في 9ابريل من عام 2003 تثير العديد من الشكوك حول فرص نجاحها وامكانية تمريرمها في ظل المعادلة القائمة في العراق والتي هي في الاساس لا تفتقد الى مثل ذلك الانقلاب الذي هو تحصيل حاصل مع وجود اكثر من 14خ الف جندي امريكي والمئات الالاف من قوات الشرطة والجيش وقوات متعدة الجنسيات حيث لم تستطع تلك القوات من تحقيق اي امن في العراق ولا ايجاد ارضية مناسبة تساعد على استقراره في غياب واضح لسلطة المالكي التي تشكوا من قلة الصلاحيات الامنية والعسكرية واليت لم يخفي السيد المالكي في تصريحه يوم امس عندما شكى حاله واعتبر نفسه طرطورا لن يستطيع تحريك "كتيبة" دون اذن واوامر من التحالف !

فالحديث عن وجود خطة امريكية لقيام بانقلاب عسكري في العراق ضد حكومة المالكي امر غير مفهموم خاصة وان العراق لن يفتقد الى مثل ذلك الانقلاب الذي يمكن مشاهدته في كل شارع وزقاق في بغداد في ظل انتشار السيطرات الامنية في كل مكان الا اذا كان المقصود من الانقلاب هو اقناع جماعات الارهاب والقتل المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وميليشيات الاحزاب والجماعات السنية بالانضمام الى مساعي ضباط كبار من السنة وبدعم من القوات الامريكية بهجوم شامل على كل مناطق العراق الحساسة والرئيسية وخاصة بغداد لانهاء العملية السياسية ولتحقيق امر كان الجميع يحذر منه وهو الحرب الاهلية ولكن هذه المرة مكشوفة وعلنية !

الانقلاب العسكري الذي يأمل عدد من الدول العربية المجاورة حدوثه وهي تدفع واشنطن من خلال السفير البشتوني للتسريع فيه ليس فقط سيكون فاشلا بل سيعود باالضد على مصالح ولايات المتحدة الامريكية التي هي في الاساس قد تعرضت لاكبر تحدي بعد احداث 11 سبتمبر واليوم وبعد تحرير العراق من نير صدام تلك الدول هي التي وضعت مصالح ولايات المتحدة في خطر وعرضتها للتهديد من خلال دعمها للجماعات السنية المسلحة والتي تقاتل بكل الوسائل غير المشروعة لاعادة الوضع السابق الى العراق ‘ واساسا غير مفهوم لماذا يروج الاعلام بل ويسعى البعض لاقناع واشنطن بتقديم الدعم لضباط من الطائفة السنية في العراق للقيام بانقلاب عسكري وسط مجتمع شيعي قد تم عسكرته منذ سقوط صدام وخاصة بعد تصاعد تحدي الجماعات الارهابية القاعدية والسلفية وحلفاءها البعثيين ؟!

ولو افترضنا جدلا ان الانقلاب المزعوم والمزعم قيامه من قبل ضباط كبار سنة لاعادة الاوضاع الى الاستقرار فهل ذلك الانقلاب يكفل بتجريد الجماعات السنية المسلحة وميليشياتها من السلاح وهل لها القدرة على الوقوف في وجه الخطر المتصاعد لتنظيم القاعدة في المناطق السنية ذلك التنظيم وتلك الجماعات المسلحة التي هي السبب في الانهيار الامني في العراق هل سيستهدفهم الانقلاب ام فقط سوف يوجه ضد الشيعة ؟ فاذا كان ضد الشيعة فما المبرر اذن من قيام واشنطن بغزوه للعراق لاسقاط صدام و خلع الحكم من الطائفة السنية كيف تعاود غزوه مجددا ولكن هذه المرة من خلال انقلاب عسكري يقوم به ضباط سنة ؟! ثم هل تضمن واشنطن او لنقل الدول والاطراف التي اقنعت امريكا بفكرة الانقلاب ان لا يؤدي هذا الامر الى حرب اهلية واسعة خاصة وان الشيعة في مثل هذا الوضع يجدون انفسهم امام استحقاقات طائفية سوف تفرض عليهم لتعيدهم الى المربع الاول وقد استهدفوا وهو ما يدفع بقادتهم لاعلان عصيان عام قد يعقد الاوضاع اكثر ويضع واشنطن ومصالحها هذه المرة امام خطر اكبر وفي مواجهة مع الاغلبية السكانية اي الشيعة ومن يضمن ان لا تتحرك ايران لاغراق العراق وجنوبه باالسلاح وتكرار التجربة اللبنانية ولكن هذه المرة من خلال التجييش المذهبي الذي لا ينكر احد في ان العراق مبتلى به بفعل تدخل دول الجوار العربية وعملاءها من الطائفيين والوهابيين السلفيين؟

كلنا نعلم ان الامن المفقود في العراق سببه ليس الشيعة ولا حكومة مالكي المنتخبة التي لا تملك صلاحية قمع المتمردين والارهابيين بل سببه هو رفض السنة للعملية السياسية وللتغييرات الديمقراطية التي اجرتها امريكا في العراق ‘ فاالشيعة لم يقوموا باي عرقلة لجهود واشنطن ولا مساعي حكومات العراق بعد 9 ابريل ‘ فاالطرف الذي قام باالعرقلة هو الطرف السني الذي وجد في اسقاط صدام الدكتاتور انهاءا لحكمهم الطائفي وهو ما دفعهم وبدعم من الدول العربية المجاورة لاعلان الحرب على اغلبية العراقيين ونشر الارهاب من اوسع ابوابه في العراق ‘ فماذا اذا يجب ان يكافئوا على ارهابهم بتكليف الضباط منهم للقيام بانقلاب عسكري ضد من مورس الارهاب عليهم ؟ اليس ذلك غريبا ومن المبكيات المضحكات؟!

نعم لو كلف ضباط شيعة وبتنسيق مع حكومة المالكي للقيام باتقلاب عسكري واسع يتم من خلاله اجتياح كافة المناطق المتوترة والمتورطة في الارهاب والقتل ونشر ثقافة القاعدة والعنف لكان الامر اهون واكثر قبولا خاصة وان تهديدات القاعدة قائمة في كل مكان وبالتحديد بعد اعلان تنظيمهم قيام "الامارة الاسلامية في الانبار وغرب العراق" اما ان يتم تجنيد كبار ضباط سنة منبوذين من قبل الاغلبية للقيام بدور عسكري انقلابي فهو ما لا يكتب له النجاح ‘ ولكي ينجح اي انقلاب في الوضع الحالي في العراق نعتقد على واشنطن القيام بالخطوات التالية :

اولا: دراسة جيدة للطرف الاكثر تأثيرا على الوضع في العراق

ثانيا: الاستفادة من الدول الاكثر نفوذا في العراق وقدرة على المساعدة في اعادة الامن والاستقرار في العراق .

ثالثا: الاعتماد على عدة اطراف رئيسية وغير متورطة في اعمال الارهاب والقتل وجرائم المقابر الجماعية .

والاعتقاد السائد ان الشيعة ورموزهم وضباطهم هم الاكثر قدرة على التأثير في الوضع العراقي وباستطاعتهم انجاح اي عمل انقلابي وبعد ان يتم طبعا لجم الفضائيات العربية والاعلام العربي الذي يحاول تحويل اي عمل اصلاحي الى عمل "عدواني" .

كما اننا نعتقد ان وصول واشنطن وطهران الى توافق لتقاسم المصالح وتنازل الاولى للثانية حول الملف النووي في مقابل المساعدة على انجاح مشروع الانقلاب ـ باالطبع انقلاب شيعي ــ سوف ينجح العملية ويوجه ضربة قاصمة للارهاب العربي الهمجي الذي ينتظر لحظة الانقلاب من النوع السني كي يفرض نفسه على العراق وينشر رعبه في العالم .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك