المقالات

الاستعدادات لمعركة الموصل.. اختراق تركيبة "داعش" عامل لتعجيل النصر

2491 01:14:58 2016-06-23


اذا تجاوزنا بعض الاخطاء والخروقات، فان معركة الفلوجة كانت من المعارك الناجحة والمتطورة. فوفرت للقوات المسلحة والحشد والعشائر تجربة فريدة، وغيرت الكثير من الموازين الداخلية والخارجية. فكثيرون راهنوا على تفكك الهجوم، واستغراقه وقتاً طويلاً، وخسائر كبيرة في القوات والمدنيين. لذلك نستطيع اليوم الكلام "ما قبل الفلوجة" و"ما بعد الفلوجة".

صحيح ان عملاً كبيراً ما زال ينتظر القوات الامنية والادارات المدنية. فستحتاج القوى الامنية وقتاً ليس قصيراً، او سهلاً لتطهير البؤر والمناطق غير القليلة في الفلوجة والانبار من تواجدات "داعش". كما ان عودة الادارات والسكان والبدء باعمار المنطقة وتوفير مستلزمات العيش الطبيعي فيها ستتطلب جهوداً جبارة سياسية وادارية واعمارية. الاهم في ذلك كله هو ان شؤون المنطقة يجب ان يديرها، ويتولى امنها، من برهن انه يقف فعلاً ضد "داعش"، ويعتبر ذلك اولوية اولياته.. وان لا نعود الى لعبة الولاءات المزدوجة. فمرة مع "داعش"، ومرة ضدها، او نصف الموقف مع "داعش" والنصف الاخر خارجها. والا ستذهب دماء الضحايا والشهداء هباء منثوراً، ولن يمثل النصر في الفلوجة والانبار سوى نشوة مؤقتة، لتعود الاوضاع السابقة من فوضى وعنف وارهاب.

"ما بعد الفلوجة" هو التمهيد الطبيعي لمعركة الموصل.. فكل الشروط تجتمع اليوم للانقضاض على "داعش" وتحرير ارضنا واهلنا هناك.. ولعل من اهم عوامل التفاؤل هي تركيبة "داعش" نفسها، التي ساعدت في الفلوجة، وقد تساعد في الحويجة والقيارة والشرقاط وتلعفر والموصل، وباقي الاراضي العراقية. فلقد انهارت دفاعات "داعش" في الفلوجة اسرع من المتوقع، بسبب الروح المعنوية العالية للمهاجمين، وحسن الاستعدادات الوطنية وفاعلية دعم القوى الصديقة الاقليمية والدولية.. ولكن ايضاً -كما يقول بعض الخبراء العسكريين-لان معظم المدافعين كانوا من بقايا النظام القديم والدواعش العراقيين الجدد، خصوصاً المجندين بعد حزيران 2014. فالعنصر الاجنبي في "داعش" هو الاكثر قتالية وعناداً واستعداداً وقدرة على الصمود.. اما العنصر العراقي فقتاليته اضعف بكثير، ومقاومته اقل عناداً عموماً، وفرص هربه داخل العراق او مع النازحين اكثر من الاجنبي، ومعركته الاساسية سياسية ضد النظام، اكثر منها معركة عقائدية، كما هو الحال بالنسبة للدواعش المغسول دماغهم تماماً. لذلك كثرت اعدامات "داعش" للمتخاذلين والهاربين ومعظمهم من العراقيين، ان لم نقل جميعهم. علماً ان العراقيين باتوا يشكلون القاعدة الاساسية لـ"داعش"..

هذه الحقيقة يجب ان لا تخفي حقيقة مقابلة، وهي ان بعض الدواعش العراقيين، خصوصاً المتنفذين في التنظيم، والذين اوغلوا في جرائمهم او تكرست لديهم العقيدة الداعشية، وتحولوا الى غلاة الغلاة، فلسان حالهم يقول، ان الاجنبي سيجد لنفسه مهرباً في بلدان اخرى، ونحن بين المطرقة والسندان ولا مجال سوى القتال.

هذه الحقائق قد تكون مفاتيح النصر القادمة ان احسنا فهمها واستخدامها. فلقد ضعفت "داعش" كثيراً.. وفقدت الكثير من عناصرها وقدراتها وخطوط مواصلاتها وباتت تتحرك بصعوبة اكبر، وتلقى دعماً سكانياً ولوجستيكياً اقل، داخلياً وخارجياً. فكلما استخدمنا مزيجاً من الحزم لضرب "داعش" بدون تردد، واغواء قاعدة "داعش" على التمرد على قياداتها، اوالاستسلام، كلما قللنا الخسائر في صفوف شعبنا وانتزعنا لواء النصر.
وبدون اغفال بعض السلبيات في صفوفنا، والعقبات التي ما زلنا نعاني منها، خصوصاً تنظيم جبهتنا الخلفية، لكن يمكننا القول ان المعنويات اليوم افضل مما كانت عليه سابقاً، وكذلك الخبرات والقدرات، والتعاون بين القوات المسلحة وجميع القوى والفصائل والجهات التي يهمها فعلاً الانتصار على "داعش".

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك