ثقافة الكراهية والدجل والقتل

منع المنقبات من دخول المحاضرات يثير جدلا فقهيا وانتخابيا في مصر

1463 12:21:44 2015-10-07

أحمد حافظ

القرار يثير انقسامات داخل رموز السلفية
 عادت قضية ارتداء النقاب من جديد إلى واجهة الأحداث في مصر، بعد قرار جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قبل أيام منع أساتذة الجامعة من ارتدائه داخل قاعات المحاضرات.
وأثار القرار جدلا واسعا بين المؤيدين والمعارضين، وصل إلى ساحات المحاكم، حيث أقدمت أستاذة مساعدة بكلية الصيدلة، على إقامة دعوى بطلان للقرار، عقب منعها من دخول قاعات الكلية بالنقاب.
واستندت الدعوى إلى حكم قضائي أصدرته دائرة توحيد المبادئ بمجلس الدولة في وقت سابق، قضى بعدم أحقية أي جهة حكومية في منع ارتداء النقاب، لأنه “ملبس إسلامي غير مخالف لمواد القانون والنظام العام للدولة”.
غير أن شوقي السيد أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، قال لـ”العرب” إن القرار ليست به عيوب دستورية طالما أن الهدف منه المنفعة العامة، وليس تحقيق مصلحة شخصية، خاصة وأن قرار الجامعة يستهدف الحفاظ على العملية التعليمية، وتحقيق خدمة لعموم الطلاب، بالتالي لا يستهدف امرأة بعينها بل يسري على الجميع.
وكانت جامعة القاهرة نفسها قد أصدرت في نوفمبر عام 2010 قرارا بمنع دخول المنقبات وأعضاء هيئات التدريس إلى حرم الجامعة أو إلى قاعات المحاضرات أو الامتحانات أو الإقامة بالمدن الجامعية، ما أثار موجة من الانتقادات والدعاوى القضائية، قبل أن تندلع ثورة يناير ليتم تجميد القرار حتى أعاده رئيس الجامعة الحالي.
ودافع جابر نصار رئيس جامعة القاهرة عن قراره في تصريحات خاصة لـ”العرب” مؤكدا أنه لا يخالف الدين، خاصة أنه لم يمنع ارتداء النقاب في الجامعة بشكل عام، إنما اقتصر على أماكن المحاضرات فقط لصالح العملية التعليمية، ما يعني أنه مرتبط بمكان وزمان.
واستند نصار في قراره بحسب ما كشف لـ”العرب”، إلى شكاوى تقدم بها عدد من طلاب الجامعة، بوجود صعوبة في التواصل بينهم وبين المنقبات من الأساتذة، خاصة في مواد اللغات، لأن نطق الكلمات يحتاج رؤية جيدة من الطالب لأستاذته، خاصة أن هناك بعض المواد يحتاج إلى تواصل مباشر بين الطالب والأستاذ أثناء المحاضرة، ولا يصح أن يكون ذلك التواصل من وراء ستار ممثل في النقاب، وختم تصريحاته بالتأكيد على أن الجدل المثار حول القرار غير مبرر.


شوقي السيد: قرار المنع ليست به عيوب دستورية
والطريف في الأمر أن القرار أثار أزمة عنيفة داخل تيار الدعوة السلفية وحزب النور الذي يستعد للانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ جولتها الأولى في 17 أكتوبر الحالي، بسبب انقسام بعض رموز التيار حول تأييده أو رفضه.
فبينما دعا الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية إلى تأييد قرار الجامعة، الذي وصفه بأنه ينظم العملية التعليمية، قال ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في تصريحات صحفية إن القرار مخالف للدستور والقانون، وهو تمييز ضد فئة معينة من أجل مذهبها الديني.
وتسبب هذا التضارب في انقسام واضح داخل التيار، ودفع قيادات محسوبة على تيار الإسلام السياسي إلى شن هجوم حاد على الدعوة السلفية التي “تساير الموجة” لكسب التأييد لمرشحي حزب النور خلال الانتخابات.
من جهتهم، حاول بعض مرشحي الحزب في الانتخابات، استغلال القضية بشكل فردي لتحقيق مكاسب سياسية، من خلال اللعب على وتر “الخطر على الحريات الدينية”، تحت شعار “صوّت لنا علشان ما يفرضوش خلع النقاب في الشارع”.
ونشر ربيع السلفي، عضو الحزب بالإسكندرية، خبر منع المنقبات من التدريس على صفحته بموقع فيسبوك، وعلق عليه قائلا “حضرتك لسة عاوز تقاطع الانتخابات، وكمان مش عاوز تنزل زوجتك تدلي بصوتها؟ متزعلش لو فرضوا خلع النقاب في الشارع، علشان كده صوتي لحزب النور”، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي التدوينة على نطاق واسع.
ولم يعمم قرار منع ارتداء النقاب على باقي الجامعات، بحكم الاستقلالية التي تتمتع بها كل جامعة في مصر.
وفي تعليقه على الجدل المثار أبدى الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، دهشته من تمسك من وصفهم بـ”المتملقين والمتشددين” بفرضية ارتداء النقاب.
وقال لـ”العرب” إنه لا جدال في أن الشريعة الإسلامية لا ترى النقاب فرضا، وإظهار الوجه والكفين ليس عورة، كما يدّعي بعض المنتسبين إلى الفتوى في مصر.
ولم تكن مصر أول دولة عربية تمنع المعلمات من ارتداء النقاب في المؤسسات التعليمية، بل سبقتها تونس في شهر سبتمبر الماضي.
وحسمت دار الإفتاء المصرية الموقف تقريبا، حيث دخلت على خط الجدل بفتوى صدرت يوم السبت 3 أكتوبر الجاري، تؤكد أن ارتداء النقاب ليس فرضا، وأن الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو الذي لا يصف ولا يشف ويستر الجسم كله ماعدا الوجه والكفين، ولا مانع كذلك أن تلبس المرأة الملابس الملونة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك