المقالات

سوريا ـ العراق: عرض مسرحي منقح جديد..! / قاسم العجرش

1450 13:56:31 2015-09-20

بعد مائة عام بالضبط، من معاهدة «سايكس - بيكو» (1916)، تعاد صياغة مصير جديد للعرب، ولكن ليس بأيديهم، كما جرى في كل مرة! فما أطلق الغرب عليه أسم«الربيع العربي» ألذي شرع به، عشية الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى (1914- 1919)، التي أكان من ثمارها، إنتاج دويلات لا تملك مقومات الحياة، ها هم «العرب» يواجهون مصيرت مجهولا، مرة أخرى.

قي ذلك الوقت رسم الغرب، خريطة المشرق العربي الحالية، بغد خروجه من الأسر العثماني التركي، وبدت الصورة وكأنه يصنع كيانات "لقيطة"، تمهيدا لزرع كيان "لقيط" هو الآخر، فتشكل الكيان الصهيوني، بعد ثلاثين سنة لا أكثر (1947- 1948)، كي يصبح أساس البناء المشترك، عاملا لقبول الكيان الصهيوني، في محيط غريب عن نوعه!.

تلك هي حكاية تشكل دول المشرق العربي، وكانت البداية على يد بريطانيا، التي زينت للشريف الحجازي  حسين بن علي (الهاشمي)، عملية الفكاك من الأسر التركي، بأن العرب أولى بالخلافة من الترك، وهكذا اندفع تحت هوس المُلك، وتشكيل دولة الخلافة، فأعلن «الثورة العربية الكبرى»، مطالباً بتوحيد بلاد المشرق العربي تحت ملكه، متسلحاً بالنسب الشريف والوعد بالدعم البريطاني.

لكن رائحة النفط التي شمتها الولايات المتحدة الأمريكية، هذا القادم القوي الجديد للحياة الدولية، غيرت ما كان قد رسمته بريطانيا، فذهب الدعم إلى عبد العزيز آل سعود، الذي أاجتاح الحجاز بعد سيطرته على نجد، وأقام المملكة العربية السعودية، مدعوما بحاسة الشم الأمريكية القوية!

الوضع الجديد في الجزيرة العربية، والذي صاغته أمريكا، أجبر بريطانيا على ان تغير خطتها، وهكذا عقدت مع حليفتها فرنسا، الخارجة مثلها منتصرة من الحرب العظمى، معاهدة «سايكس ـ بيكو» لتقاسم المشرق (1916).

بعد عام واحد(1917) أعطت بريطانيا، وعد (وعد بلفور)؛ وزير خارجيتها، لقادة الحركة الصهيونية، بإقامة دولة لليهود على ارض فلسطين.

كترضية للشريف المخدوع "حسين" الذي مات كمدا في جزيرة قبرص، بعد أن نفاه البريطانيين اليها، أعطى البريطانيون، مؤقتا لنجله فيصل ملك سوريا، التي قسمها الفرنسيين مع استقرار احتلاله، إلى أربع دويلات على الهوية الطائفية، وسلخ بعضها ليذهب إلى "متصرفية" لبنان، التي صارت "جمهورية"، ثم "منح" بعض شمالها إلى تركيا (لواء اسكندرون وفيه أنطاكية).

في الأردن المنسلخ عن سوريا، لم يجد البريطانيين أكثر إخلاصا لهم، و لحماية المشروع الإسرائيلي العتيد؛ من أحد أنجال الشريف ، فأسسوا له إمارة الأردن، التي تعرف اليوم بالمملكة الأردنية الهاشمية.

لكن ملك فيصل في سوريا لم يستمر طويلاً، إذ طرده الفرنسيون من سوريا بعد اقل من عامين، ليتلقفه البريطانيون مرة أخرى، فيعينوه ملكاً على العراق الحالي، الذي ابتدعوا خريطة سياسية جديدة، وفقا لما أفرزته الحرب العظمى، من تقسيمات فرضت على المشرق العربي، وبفضل بعض التعديلات في الخرائط، وتحت تأثير رائحة النفط النافذة، ضم البريطانيون الموصل إلى العراق.

النتيجة أنه وفي نهاية ثلا ثينات القرن الفائت، كانت أرض المشرق العربي، ممهدة لاستنبات إسرائيل، على ارض فلسطين..

كلام قبل السلام: يجري الآن وبشكل متسارع، وبرعاية الغرب مجتمعا، إستنبات كيان جديد في المنطقة، وها نحن نشهد، عرضاً جديداً منقحاً ومزيداً لما جرى سابقا، حيث شريط التقسيم ومحاولات ابتداع كيانات جديدة..وهذا ما عبر عنه رئيس الأركان الأمريكي مرارا وبوضوح شديد!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك