ربما الخيانة طبع في الحكام العرب..فهم قبل أن يصلوا الى سدة الحكم يتمشدقون بأحلى كلمات الوطنية، وبعضهم يحفظ أشعارا وقصصا عن بطولات أسلافه..في اسبانيا حكم العرب المسلمين لسبة قرون، لكنهم خرجوا منها بعد مزقتهم الخيانات والأنا..وفي أواخر دولتهم باتوا دويلات، حتى سمي عهدهم الأخير بعهد الدويلات والطوائف..ولم ينشغلوا بنشر الدين الأسلامي أو تقديم قيمه السمحاء الى أهلها، بل كان همهمه إزجاء الوقت بين الغواني والقيان وحفلات الشراب والمجون..وتركوا لنا تراثا سيئا من أشعارهم وتشببهم بالجواري والغلمان وكؤوس الشراب..كما حفلت هذه القرون بالظلم والإستبداد الذي نفر أهل الأرض منهم ، وكانوا كل يوم يكسبون أعداءا جدد بدلا من أن يكسبوا الى صفوف الدين الحنيف أتباعا جدد.. في المقابل كان غرمائهم الأسبان يعبأون صفوفهم وحينما حانت ساعة الخلاص بكى آخر ملوك غرناطة كما تبكي النساء..فقالت له أمه أبك مثل النساء ملكا مضاعا..ومنذ خروج العرب من الأندلس الى اليوم يحتفل الأسبان بهذا الخروج..وهنا بعض مظاهر هذا ألأحتفال نقدمه لقرائنا كي يتعرفوا على ما جرى،والى حكام هذا الزمان "عسى" أن يتعض أحدهم، ولا يأتي يوم تحتفل به شعوبهم بخروجهم وهزيمتهم كما نحتفل اليوم بخلاصنا من صدام...
هل تعرف ما هذه الراية التي يحملها قادة الجيش الاسباني ؟
إنها راية جيش المسلمين في الأندلس التي يحتفل بها الاسبان في كل عام بتاريخ 20 يوليو وهي أول خسارة كبيرة للدولة الاسلامية في الأندلس التي تغير تاريخ المنطقة من بعدها هي معركة العُقاب ( بضم العين ) أو Batalla de Las Navas de Tolosa حيث خسرها السلطان محمد الناصر قائد جيش الموحدين كانت في 16 يوليو 1212 م كانت بالقرب من حصن العُقاب بالقرب من وادي نافاس دي تولوسا
وكانت المعركة بين جيش المسلمين ( عددهم 300 ألف) ضد مجموعة جيوش الصليبين من مملكة قشتالة واراغون وبرتغال ومملكة نافارا وعددهم كان 300 ألف المسلمون خسروا المعركة بـ 20 الف شهيد وجريح وفر السلطان محمد الناصر بعد أن رأى هزيمة جيشه ومقتل ابنه على أرض المعركة ويقال انه جلس في خيمته منتظرا الموت أو الأسر إلا أن جموع جنوده المنسحبة أجبرته على الفرار معها فانطلق حتى وصل إلى إشبيلية ومنها إلى مراكش حيث توفي بعد فترة قصيرة في عام 1213 م بعد انتهاء المعركة مباشرة تقدم المسيحيون تجاه حصن مدينة أوبيداواستردوا الحصن والمدينة وقتلوا 60 ألفا من أهلها
راية المسلمين قياسها 3.30 في 2 متر منسوجة من الحرير والذهب والفضة وكتب عليها : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صور لراية المسلمين في احتفالاتهم في حصن العُقاب الذي استولوه من المسلمين
يقول الشاعر ابن الدباغ الإشبيلي عن هذا الحدث :
وقائلة أراك تطيل فكرا ** كأنك قد وقفت لدى الحساب
فقلت لها أفكر في عقاب ** غدا سببا لمعركة العقاب
فما في أرض أندلس مقام ** وقد دخل البلاَ من كل باب
https://telegram.me/buratha