واجهة جديدة تحمل طابع القدسية والحضارة والتاريخ إلى العالم اجمع وإدارة طموح مستعدة لبذل المزيد من الجهود لخدمة الملايين من زوار العالم القادمين الى الكوفة المقدسة ..
يجد القادم لزيارة مسجد الكوفة المقدس احد أقدس المساجد الأربعة في الكون ومرقد مسلم بن عقيل عليه السلام وبقية المزارات التابعة لهما .. يجد إن الوضع فيهما يختلف كليا عما رآه قبل سنة أو قبل ستة أشهر بل حتى قبل شهر ، فهناك تغييرا جذريا حصل فيهما وهذا التغيير لم يلمس ما يظفي عليهما رونقا روحانيا اعماريا وهندسيا إسلاميا يذكر بالباري عزوجل وجل أولا وبالأنبياء الكرام الذين وطئت إقدامهم هذه الأرض المقدسة ثم بال البيت الأطهار الذين وضع لهم التاريخ والقدر محراب ومكان استشهاد سيد البلغاء أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب و تلميذه وسفيره سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل عليه السلام - مع أصحابه الكرام -.
يقف شامخا في الدنيا كما سيشمخ في ديوان الآخرة ليفضح أساليب فرقة قذرة دموية بدأت بتهديد بنية الإسلام منذ عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) ولازالت ولم تنتهي بني أمية وأحفادها ومنذ القدم إلى يومنا هذا ، والتي طالما أشهرت عدائها لآل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام ، ومن هنا يقف مسجد الكوفة ومرقد مسلم بن عقيل عليه السلام والمزارات الشريفة شاهدا عليهم من جهة ومركزا مقدسا يفد إليه الملايين من عشاق هذا النسل الطاهر ليقفوا عند عتبته مستلهمين عبق التاريخ والشهادة والسمو من جهة أخرى .
المشهدين المقدسين يديرهما وبنجاح إدارة طموحة تتمثل بالأمانة العامة للمسجد المقدس ومزاراته التي يرأسها السيد موسى تقي الخلخالي - الذي لم نستطع لقائه مع إننا كنا متحمسين لهذا اللقاء وذلك لانشغاله بالعمل مع بقية معاونيه وبقية الكادر العامل بكافة تخصصاتهم - والتي طالما أثبتت قدرتها على تلك الإدارة والنجاح بالعمل وسط تراكم هائل من المعوقات والحواجز إلا أنها تجاوزت كل ما يحيط بها من تلك الحواجز في سبيل تقديم كل ما تستطيع لخدمة الزائرين من كل أرجاء العالم .
الإدارة الكريمة تتضمن المئات من الجنود المجهولين الذين يعملون بالليل والنهار في هذه الخدمة الشريفة متفانين في العمل ومتعاونين ، وقد لمسنا ذلك خلال استقبالهم لنا للتعرف على طبيعة عملهم الإداري والمهني في المشهدين المقدسين .
المهندس حيدر الموسوي مسئول الشعبة الهندسية ومسئول ملف أعمار المرافق الملحقة بمسجد الكوفة ومرقد مسلم بن عقيل عليه السلام ، اصطحبنا بجولة متميزة شرح خلالها التفاصيل الكاملة لمراحل أعمار المحفلين المقدسين فقال ": العمل في مسجد الكوفة والذي تبرعت به طائفة البهرة – الطائفة الهندية - بدا على مرحلتين الأولى بدأت في عام 1998 وانتهت عام 2002 والتي تضمنت جهة القبلة ومحراب ومكان استشهاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام )، والمرحلة الثانية بدأت عام 2003 لغاية الشهر الرابع لهذه السنة والتي تضمنت الجهات الثلاث المتبقية للمسجد المقدس حيث تم التسليم للإدارة الرسمية للمسجد المعظم ، وقد تم العمل في المرحلتين بمواصفات هندسية وبخبرة معمارية ذات طراز عالمي متقدم حيث اشترك فيها مهندسين من طائفة البهرة ولكنهم يحملون جنسيات أجنبية مختلفة ( الجنسية الأمريكية والبريطانية واليمنية إضافة إلى الاستعانة بالخبرة الهندسية والتراثية من الأيدي العاملة من هنود الطائفة السنية ، إضافة إلى الأيدي العاملة العراقية التي تصل بحدود 150 عامل يوميا ... هذه الخبرات العالمية المتخصصة تعرض علينا التصاميم النهائية لإبداء الرأي النهائي فيها لأننا وضعنا شرط الخصوصية المقدسة للمسجد المعظم والتراث المتصل بال البيت الأطهار والأنبياء الكرام فيه ، وعليه كنا نطلع على كافة الخطوات الاعمارية أولا بأول ."
وفيما يتعلق مرقد مسلم عليه السلام قال المهندس الموسوي ": أعمار مرقد مسلم عليه السلام يختلف تماما عن أعمار مسجد الكوفة المعظم باعتبار أن دائرة الإشراف هي بين الوقف الشيعي وإدارة المرقد الشريف والمزارات التابعة له ."
واوضح ": أول أعمال الأعمار بدأت بالتغيير الكامل لسطح المرقد المقدس من خلال رفع الطبقة العليا للسطح باعتبار أن السطح يتكون من طبقتين داخلية وخارجية التي هي عبارة عن أقواس عليا وقد تم رفع الطبقة العليا بالكامل بطريقة علمية حديثة تفاديا فيها أخطاء طريقة العمل السابقة ، كما تم تغيير منظومة التبريد وتجهيزها بمنظومة جديدة متكاملة مدعمة بمنصات جديدة تم وضعها خارج الحضرة المقدسة لتفادي مساوئ الاهتزازات الناتجة عن المنظومة أثناء العمل فإذا وجد هناك أي ضرر فسيكون متوجها إلى خارج الحرم ، كما عملنا على إزالة سلبيات المستويات العالية للمياه الجوفية المنتشرة في أرجاء الحرم المقدس من خلال وضع قناة خاصة لسحب الرطوبة مع تدعيم بعض الأساسات الفاقدة للجدران الداعمة حيث أثناء العمل يتم دعم التربة بالكونكريت والطابوق إلى الارتفاع للتقوية ، اما الصحن الخارجي للحرم فان هيئة الأعمار هي التي أشرفت على أعماره من خلال صب الأرضية بمادة الكونكريت مع تنفيذ أعمال أنابيب الصرف الصحي ومياه الأمطار ، أما عملية أكساء الصحن الخارجي بالمرمر فقد تم تأجيلها بسبب البت بالمشروع الحيوي للصحن الشريف المتمثل باعمال التوسع الشاملة التي ستبدأ بهدم الأماكن الغير صالحة والتي تأخذ مساحات غير نظامية من الصحن المقدس والتي لا تعتبر من الآثار حيث ستبلغ المساحة الكاملة للصحن الشريف بعد إزالة هذه الأبنية ما مقداره 800 متر مربع ، حيث أن الحضرة القديمة لا تبلغ سوى 150 متر مربع وهذه مساحة ضيقة جدا لاتسع التزايد الهائل كل يوم للزوار من شتى أنحاء العالم عموما ومن النجف الاشرف والعراق خصوصا ."
وتابع ": أما داخل حرم مسلم عليه السلام فان شركة أو مجموعة الكوثر الإيرانية – وهي عبارة عن مؤسسة خيرية تجمع التبرعات من العالم اجمع خاصة من الطائفة الشيعية داخل إيران وخارجها – التي تعمل على رفع أرضية المرقد المقدس بالكامل وإبداله بالمرمر الخالص ."
وحول تزايد أعداد زائري العتبات المقدسة الى المشهدين المقدسين في الكوفة وما اعد لهم اليوم ومستقبلا قال الموسوي ": مع سقوط النظام البائد وفتح الحدود العراقية على مصراعيها أمام العالم بدأ توافد الملايين من الزوار المتعطشين لزيارة العتبات المقدسة في النجف الاشرف والكوفة خاصة وفي بقية مدن العراق التي توجد فيها مراقد للائمة الأطهار عموما ، فتوافد الزوار بدء بالتزايد مع بداية التسعينيات خاصة من الزوار الإيرانيين واستمرت بالتزايد المطرد مع سقوط النظام البائد حتى وصلت أرقام للزوار القادمين إلى مسجد الكوفة المقدس وحرم مسلم بن عقيل عليه ما يقارب ال25 ألف زائر يوميا وهذا الرقم يتعدى الزوار العراقيين والعرب و الأجانب من الهند وباكستان وأمريكا ودول الخليج وبقية دول العالم حتى يصل الرقم ال30 ألف زائر ، أما في أيام الذروة مثل أيام الخميس والجمعة أو الزيارات المخصوصة لمرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ) فيصل الرقم إلى 100 ألف ، وهذه الأعداد من الزائرين تستدعي القيام بالخدمة المتكاملة للزائر ومن أهمها مكان استراحته مما استعدى البدء بالتخطيط للتوسع الكبيرة للحرم ."
وعن مراحل الأعمار المستقبلية لحرم مسلم عليه السلام قال السيد الموسوي ": في المستقبل القريب هناك نية توسعة الحرم من الجهة الشرقية بإضافة ما مقداره 120 متر مربع سيتم توزيعها كمصلى للنساء وللرجال من خلال استغلال المساحة الشرقية للحرم ، كما لدينا طموح بانجاز المشروع الأكبر وهو مشروع صحن أبي طالب عليه السلام والذي ستبلغ مساحته بما يقارب ال17 ألف متر مربع والذي سيحتوي على مجمل المراكز الإدارية والتراثية ومتحف الحرم المقدس والمكتبة المركزية ودار للضيافة إضافة إلى مراب للسيارات ."
هذا ويقع قضاء الكوفة نحو 10 كم شمال النجف الاشرف.
https://telegram.me/buratha
