المقالات

بين جيش المهدي وجيوش النخوة والقدس

1629 00:39:00 2008-05-14

( بقلم : كامل الصريفي )

من يسمع كلام مقتدى الصدر عن جيش المهدي سيتذكر حتما تلك اللغة الاعلامية التي كانت تتحدث بها وسائل الاعلام البعثية عن الجيوش الصدامية الكثيرة وعن قدسيتها ودورها المنتظر في تحرير فلسطين المزعوم من جيوش النخوة والقدس والزحف الكبير و هذه الحشود الضخمة كان اعلام النظام يزينها ويصور وجودها بانها رسالة لاعداء النظام بان عليه ان يسحق هذه الجيوش كلها قبل الوصول الى راس النظام .واندلعت الحرب لتنتهي بتبخر هذه الجيوش وزوالها بسرعة رهيبة .

وما ينطبق على اعلام النظام الصدامي البائد ينطبق على مقتدى الصدر وميليشياته المزعومة والتي اطلق عليها تسمية جيش المهدي تيمنا باسم الجيش التاريخي الكبير الذي سيقوده الامام الحجة (ع)لاحقا ,وبالتاكيد هناك فارق كبير بين الحدثين لكن محاولة مقتدى الصدر المكشوفة من اجل توظيف الروايات التاريخية لمنح عناصر ميليشياته من القتلة واللصوص وقاطعي الطريق قدسية ومهابة هي غير موجودة في الواقع سوى في ذهن مقتدى وعقليته الطفولية المراهقة والتي تتصور بان منح من يقتل النساء والاطفال باطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المنازل والدور السكنية الصفات والالقاب المجانية المزيفة كفيلة بحماية هذه العناصر وايهام البسطاء بجدوى فكرته والتي هي في الواقع ممرا لعبور مقتدى نحو عالمه الطفولي في محاولة الهيمنة والاستحواذ على الساحة التي اعتقد هو بان ظروفها باتت اكثر ملائمة لتحقيق هدفه في السيطرة والنفوذ وتجيير العملية السياسية لحسابه .لذا نجد اصرار مقتدى كبيرا في رفض حل هذا الجيش رغم عدم مشروعيته وتضارب وجوده مع العملية السياسية وعدم حاجة البلاد اصلا الى وجود هذا الجيش في ظل وجود مؤسسات الدولة وجيشها الوطني ,والذريعة التي يحاول مقتدى اللجوء اليها لتبرير تمسكه بعدم حل ميليشيات جيش المهدي بان هذا الجيش هو جيش عقائدي وليس جيشا عاديا وان امر حله هوبيد الامام الحجة (ع).

بهذه الحجة والذريعة الكاذبة والمموهة يحاول مقتدى خداع العراقيين بعقائدية جيشه وقدسيته والتي يزعم بانها منحت لجيشه من اللصوص وقطاع الطرق وناهبي اموال الدولة ,من اين علم مقتدى بان الامام الحجة يبارك عناصره ,بالتاكيد من خلال خياله المريض والحالم الذي اخترع لنا هذه الاكذوبة ليحاول ان يمرر عبرها مشروعه الحالم بالسيطرة والاستحواذ على مقدرات العراق وشعبه من خلال اعداد وتعبئة الجيوش المسلحة الضخمة من اجل تحقيق هذا الهدف دونا عن باقي الرموز والتيارات والاحزاب في البلاد التي احترمت الواقع السياسي الجديد في البلاد بعد سقوط النظام البائد ولم تحاول تكوين الجيوش الخاصة بها مع قدرتها على ذلك . في حين انفرد هو عن ذلك ليكرر السيناريو البعثي الصدامي في ابتكار واختراع الجيوش تحت مسميات وشعارات ليس الهدف منها تحقيق الاهداف التي اسست من اجلها ,

بل من اجل تكريس الهيمنة والنفوذ والاستحواذ وهي بالتاكيد سلوكيات تستمد جذورها من اساليب نظام البعث وافكاره .يرفض مقتدى حل جيشه لان ذلك يعني له سقوط وتبخر احلامه التي مازال يجاهد كثيرا لتحقيقها بالرغم من عدم مشروعيتها وعدم واقعيتها وتصادمها مع مشروع بناء الدولة الوطنية الحديثة في العراق وان ميليشيات جيش المهدي التي يصر مقتدى على بقائها والتمسك بها تذكرنا بميليشيات الجيش الشعبي وجيش النخوة وجيش القدس وغيرها من الجيوش الصدامية الكثيرة التي كانت موجودة في زمن النظام البائد والتي يحاول مقتدى تكرار تجربتها واعادتها الى الوجود عبر محاولة عسكرة المجتمع العراقي واستخدام الخطابات الدينية في خداع الجمهور والشارع واقناعه بافكاره المراهقة والصبيانية والانضمام الى ميليشياته التي لاتجيد عناصرها من الفكر والثقافة اي شيء باستثناء حمل السلاح واستخدامه في قطع الطرقات والاعتداء على المواطنين ونهب مؤسسات الدولة وتعطيل عمل الحكومة ومؤسساتها الخدمية والاستحواذ على الاموال المخصصة لاقامة المشاريع الخدمية ونهبها بطريقة علنية ومكشوفة ومنع باقي الاحزاب والكتل السياسية من العمل في داخل المناطق المغلقة لحساب تياره وقتل كل من يفكر في الدخول الى هذه المناطق والعمل فيها واحراق مقر اي حزب يحاول فتح مكاتب له في داخل هذه المناطق .

ميليشيات جيش المهدي التي حاول مقتدى الصدر ان يبرهن وجوده في الساحة من خلالها ليست سوى مشروع سياسي وعسكري يهدف الى تجسيد زعامة مقتدى في تحقيق مشروعه للهيمنة والاستحواذ واقصاء الاخرين .فيما بقي شيء واحد لم يفعله مقتدى وهو ان يقيم استعراضا عسكريا ضخما لميليشياته ويطلق الرصاص من بندقية برنو ويهتف (يا محلى النصر بعون الله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد الدراجي
2008-05-14
بسم الله الرحمن ارحيم (كل ما يلفظ من قول علية رقيب عتيد))
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك