المقالات

الدولة العصرية.. سبيلنا لإنهاء الطائفية

506 16:08:00 2013-10-07

بقلم : أثير الشرع

للأسف شهدنا خلال سنوات ما بعد التغيير حدوث فِتن طائفية أدت إلى إقتتالاً وقتلاً على الهوية, وكان يجب على من تسنم زمام الأمور مسك العصا من الوسط والابتعاد عن الخطاب المؤجج للفتن الطائفية, فلم أجد بين السياسيين الذين تسنموا المناصب القيادية في العراق الجديد, من لديه جدية في تشكيل (دولة عراقية) موحدة تجتمع فيها كل مكونات الشعب, من شيعة, سنة, مسيح, صابئة, أكراد, إيزيديين .....الخ.إن الدولة التي تعاني من أمراض الطائفيـة بكل أنواعها هي دولة ناقصة, والطائفيـة بكل أشكالها تعكس فشلا ذريعاً في بناء الدولة المدنيـة العصريـة التي ترتكزعلى مفهوم الشراكة الوطنية والتعددية.إن الدول التي تراجعت فيها الطائفيـة هي الدول التي تمكنت من نشر ثقافة وطنية، وأقامت نسق وطني متماسك رغم تعدد الأعراق والديانات والطوائف والمذاهب فيها, تبنى الدولة الحديثة على مؤسسات وليس على أفراد معينين أو أحزاب متعددة, وهذا ما يحدث للأسف في عراق ما قبل التغيير وما بعده, فلا وجود لمؤسسات أمنية, خدمية, أقتصادية تُدار من قِبَل متخصصين في هذه المجالات, وعندما ستتكون هذه المؤسسات فستكون هي الباقية مع زوال الأحزاب والأفراد ولأجيال كثيرة.إستناداً لما يحدث على الساحة العربية عموماً والعراقية بصورة خاصة استقرأت إن الذي حكم ويحكم العراق وسائر الدول العربية (ديكتاتوريات) تتفنن في إدارة البلد وحسب إستراتيجية وضعت لصالح الحزب الحاكم أو رئيس الجمهورية, وبمباركة دول داعمة وساندة, قانون الإنتخابات مثلاً: يقضي بأنتهاء الدورة التشريعية والتنفيذية كل 4 سنوات, مما يعني إنتهاء الحكم الفعلي لمن كان يحكم, فأن كان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء قد أفلحا في إدارة البلد فسيعاد انتخابهما من لدن الشعب وما لمسته العكس,! إن الأمتناع عن الذهاب الى صناديق الإقتراع لتغيير الحكومة الفاشلة لمؤسف حقاً وينذر ببقاء العراق تحت رحمة الإرهاب والفساد الإداري .وهذا ما يحدث للأسف في العراق وما أسمعه من خلال التواجد في الأماكن العامة, إذ أصبح المواطن مقتنعاً بأن الذي يحدث في العراق مؤامرة يساهم فيها كل الأحزاب والأشخاص الذين جاءوا بعد دخول القوات الأمريكية للعراق وما أسموه (حرب تحرير العراق) أسماه الشعب (حرب تدمير العراق), والحل هنا هو محاولة الشخصيات المتنفذة والأحزاب التي تستطيع نيل رضا وقبول الشعب الى مدّ جسور التفاهم مع الشعب وأعاده الثقة وبناء مؤسسات دولة حقيقية تستطيع إنهاء معاناة المواطن بشرط التعددية والشراكة في الحكم وإدارة الملفات والتنازل عن جميع ما ترتب من مشكلات بعد الإحتلال الامريكي للعراق .بما إن الإنتخابات التشريعية تقترب بسرعة, فعلى جميع السياسيين لعب الدور الوطني ومحاولة كسب رضا الشعب تأتي من خلال التفاهم فيما بين السياسيين وإشراك الجميع في العملية السياسية وسيفضي هذا الأمر بالطبع إنهاء الفتن الطائفية والبدء بتأسيس دولة عصرية, دولة مؤسسات تستطيع الصمود بوجه جميع التحديات مهما كانت ومن أي مصدر جاءت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصح امين
2013-10-09
التعددية الحزبية والشراكة الكتلية، هي التي دمرت العراق والعراقيين واقعا وباعتراف الكل عشر سنين، فالصحيح هو قلع جذور الفتنة والصراع والاقتتال من اصلها، وذلك بالغاء الاحزاب كافة ومنع القوائم الانتخابية والتكتلات داخل المجلس النيابي مطلقا، وانما تمارس الديمقراطية بصورة الترشيح الفردي والتصويت الفرد الالكتروني الحر، وبذلك نخلص من رؤساء الاحزاب والكتل، الذين هم السبب الوحيد للفساد والافساد والاقتتال بين الشعب بعد تمزيقه بالانتماء الحزبي والكتلي بدلا من انتمائه الوطني المستقل
مراقب
2013-10-07
نعم دولة تطبق القانون بشكل لاغبار علية وبنزاهة وشفافية والاعتماد على الكفاءات الوطنية وسن القوانين التي تخدم الوطن والمواطن وبعيدا عن المصالح الحزبية والانانية والطائفية وليكن النظام السابق عبرة لمن اعتبر سقط لانة كان د كتاوريا وطائفيا ومتخلفا سقط وقبل سقوط بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك