المقالات

ماذا بعد لقاء أبو مسرور وأبو إسراء !!

463 17:18:00 2013-06-10

عباس المرياني

تغيرت الأجواء السياسية تغيرا ملحوظا باتجاه الأفضل بعد الاجتماع الرمزي الذي عقد بدعوة من صاحب الضيافة زعيم المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم قبل ايام واثر بشكل مباشر على طبيعة الأوضاع الأمنية والسياسية حيث تراجع مستوى العنف الدموي بشكل كبير وهدأت نفسيات القادة السياسيين ممن كانوا على قطيعة فيما بينهم ومن قبل كانوا يطلقون التصريحات النارية كأنهم صبية يتلاعبون بالكرة دون هدف حتى كادت هذه التصريحات ان ترسل العراق الى حافات الهاوية والى منزلقات خطيرة ووصلت درجات الخوف من الحرب الأهلية الى معدلات تفوق درجات زلزال اليابان وتفجيرات هيروشيما.ألا ان هذه الأوضاع تغيرت وبدا الإعلام يكتب عن زوال الغمة عن هذه الامة وهذا الامل الذي بزغ نوره جاء كله بجلسة رمزية واحدة وبكلمات معبرة وصادقة ونفوس صافية لديها الرغبة في التفاهم والتلاقح والتعاون.ويبدوا ان حمى القبلات واللقاءات لم تتوقف في محطات بغداد بل تجاوزتها الى اقليم كردستان فما ان حط رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رحاله في اربيل والتقى زعيم اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وبأقل من ساعتين حتى تغيرت العبارات التي كانت تهدد بالانفصال والحرب والتنابز والتعاير الى كلمات محبة وإخوة وتعايش ووحدة مصير ونظام فيدرالي وديمقراطي وتأكيدات على ثوابت الالتزام بالدستور والاتفاقات الموقعة بل ان كلمات الود والترحيب والإخوة تجاوزت حدود التعامل الدبلوماسي الى جمل ودودة واخوية تبعث في النفس الاطمئنان وتزيل غوائل الحقد والكراهية التي زرعتها التصريحات النارية والحاقدة من هذا الطرف او ذلك فجاءت الابتسامات العريضة باروع ما تكون بعد صفاء النية ليكون ابو مسرور هو من بدا أبواب إعادة الثقة والتقدير وليبادله أبو إسراء بما هو حق الإخوة والأبوة.وبقدر الفرح والسرور الذي انبعث في النفوس بعد لقاء ابو مسرور وابو إسراء الا ان الغصة والألم تكاد تقطع الأنفاس لان حدوث القطيعة والتناحر وغلق الأبواب والتهديد والتهديد المباشر يمثل اخر مراحل الإنسانية بل ان هذه المفردات هي اقرب الى الهمجية وحكم الغاب ومثل هذه التصرفات يفترض ان لا تحدث ابدا بين الإخوة الأشقاء لان المشتركات كثيرة ولا يمكن ان تنتهي او تزول بقطيعة او بتصريح من هنا وهناك وما يحز في النفس هو ان الحل بسيط جدا الا ان العزة بالإثم والتمسك بالخطيئة والجهل يتغلبان في كثير من الاحيان على الصفات الإنسانية ،هل ان السيد المالكي كان سيخسر شيئا لو انه ركب طائرته ولا اقول دابته "اجلكم الله" وتوجه الى اقليم كردستان منذ الساعات الأولى للخلاف وكذلك يفعل السيد ابو مسرور ...الجواب بكل تأكيد ان هذه الزيارات كانت ستعالج المشاكل وتحل العقد وتمضي بالبلاد الى الامام.لقد جرب قادة البلد كل وصفات التقاطع والتنابز والاختلاف حتى كادوا يدخلون العراق في اتون حرب طائفية تقود البلاد الى تقسيم وتقطيع أوصاله وتشتيت شمل العائلة الواحدة وجربوا بعد ذلك اللقاء والتواصل والتحابب ووجدوا أنها أفضل وصفة لعلاج كل العلل والأمراض التي تصيب الجسد العراقي.سؤال بريء جدا ..لماذا يسعى السياسيين الى الخلاف وهم يعلمون جيدا انه سبب كل الاثام التي تصيب البلد ويبذلون من اجل هذه الآثام الكثير من الجهد والمال بينما لا يحتاج حل هذه الخلافات الا الى ابتسامة وكلمة صادقة وقبلة حقيقية لكن هذا الحل يأتي متأخر دائما.حقيقة..ان جميع أطروحات السيد عمار الحكيم أطروحات واقعية وتكمن فيها الحلول لكن المؤسف ان رجال الدولة وأصحاب الشأن لا يعترفون بهذه الواقعية الا بعد فوات الأوان والأمثلة كثيرة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك