المقالات

تجارة الموت في العراق....يصنعها المجرمون ويستثمرها الفاسدون

404 21:03:00 2013-06-08

صالح المحنّه

ماأسوءها من تجارة بخسة وما اقبح المتاجرين بها ؟ تجارة الموت... تلك التجارة التي أسس لها المنحرفون الأوائل فأتبعهم المجرمون الأواخر...من ذا الذي يفرح بموت إنسان بريء ؟ إلا الذي نزع الله منه صفة الإنسانية وألبسه عار الدنيا وخزي الآخرة ، لايكاد يمر يوم على العراق إلا والدماء تسيل هنا وهناك ..ومناطق الاستهداف الإجرامي...مناطق الموت والألم.. أمّا أن تكون مدرسة أطفال او مسطر عمال أو سوق شعبي يزدحم فيه الباحثون عما يحتاجونه أو زائر لايملك إلا جواز سفره...أو جميعها في آن واحد.... تتكرر المأساة وتتعدد الجرائم وتتمدد لتطال كلَّ ما حرّم الله في وطننا ... قتلٌ للأبرياء وهتكٌ للحرمات وبعناوين طائفية مقصودة من خلال إستهداف مناطقٍ دون أخرى... وهي صناعة بعثية تكفيرية معروفة لايختلف عليها إثنان ...إلاّ إنَّ المستفيدين من هذه الصناعةِ الإجرامية والمستغلين لظروفها والمستثمرين لنتائجها... هم الفاسدون والفاشلون في البلد الذين تعددت مشاربهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم وسقطت نفوسهم أسيرةَ نهمهم وحبهم اللامشروع للمال والسلطة...فلكل منهم هدفه الذي يستبطنه والذي يتناسب مع مصلحته الشخصية.. فترى السياسي الذي فشل في تقديم الخدمات وإصلاح ماأوكل إليه من مهامٍ ..يسعده أن لاتسلّط عليه الأضواء وان تنصرف عن فشله ...وخير ماتنصرف إليه هوالشارع المضمّخ بالدماء البريئة ولايعنيه أي دماء..دماء أهله أو فصيلته المهم في الأمر أن يبقى في منأى عن المتابعة وقابض على مابين يديه من حطام أختلسه من بطونٍ غرثى... اما المتهم بالسرقات والأختلاس فلا يختلف عن سابقه فيسرّه أيضاً هذا الصخب الدموي فيسارع في إطلاق التصريحات ويعمل على التصعيد والبكاء على القتلى والدعاء الى الجرحى وإلقاء اللوم على مثيري الطائفية لتنشغل عنه الأجهزة الرقابية بعد أن يعم الإفلات في البلد..أما السياسي الذي يدّعي المعارضة للحكومة وللعملية السياسية يستبشر بالعمليات الإجرامية ليسارع بكيل التهم وإلقاء اللوم على غريمه السياسي الآخر ! ولكم الحكم على مثل هكذا سياسي معارض يفرح بموت الأبرياء إرضاءاً لأنانيته وبغضا لخصمه السياسي الآخر....أما الذين تطاردهم ملفات الفساد بمختلف أشكالها وهم كُثر والحمد لله...كل أولئك يخدمهم التصعيد الطائفي ليزداد منسوب الموت في الفقراء وينخفض معدل الملاحقة القانونية ضدهم ولو الى حين ! فأي نماذج وأي أشكال تلك التي تتاجر بدماء الأطفال واطراف العمال والكسبة التي تتناثر على قارعة الطرق والساحات العامة...أي إبتلاء وأي زمنٍ رديء هذا الذي يعيشه أبناء الرافدين ؟ وحدهم الفقراء يلاقون الموت بصدور عارية وبجيوب فارغة ...يموتون لتمتليء بطون الفاسدين والفاشلين ... ممنْ آلت إليهم إمور الإمة أولئك السياسيون الذين يختلفون مع بعضهم ويقتتلون ثم يتصالحون ! لأنَّ خلافاتهم وإختلافاتهم ليس على خدمة ابناء وطنهم وحفظ أرواحهم ولكن من أجل مناصبهم ومصالح أحزابهم وكتلهم ...يلتقون على تحقيقها ويفترقون ويختلفون إذا ما فقدوها ..أمّا مشاهد الدم وأوصال الجثث المقطّعة والمنتشرة في كل مكان فقد صارت مألوفة لديهم ... ومايعنيهم مايجري من إبادة حقيقية وقتل ممنهج مع تواطيء واضح ومفضوح من جهات داخلية ترقص على جراح الشعب وتقتاة على الفتن من أجل مصالحها الضيقة والمحدودة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك