المقالات

شعارات المواكــــــــب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها

637 19:13:00 2012-11-24

قاسم السيد

الظاهرة الملفتة لنظر المراقبين هذا العام والتي بدأت ملامحها تبرز من خلال الشعارات التي تتدوالها المواكب الحسينية التي تحيي ذكرى استشهاد الحسين بن علي في عموم الساحة العراقية وليس حصرا في مدينية كربلاء وحدها بإعتبارهذه المدينة مكان هذا الواقعة وذلك حينما تجاهلت المواكب الحسينية كل التحذيرات والتحريمات التي كانت السلطات تلزم بها ادارات هذه المواكب وألجمتها بعدم رفع اي شعارات مطلبية او سياسية حيث وجدنا لأول مرة شعارات تندد بالفساد والمفسدين وتردي الخدمات والفشل في ادارة الدولة والتخبط في مشاريع التنمية حيث كان وقع رفع مثل هذه الشعارات أن اعاد لأحياء ذكرى عاشوراء بهاءها وألقها وأعادها الى شواطئها الطبيعية التي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي بإعتبار هذه المناسبة هي احياء لذكرى واحدة من اعظم الثورات المطالبة بتحقيق العدل الأجتماعي بعد ان عملت الأنظمة السياسية القمعية على تعاقبها على مر الدهور على أخذ هذه الممارسة بعيدا عن شواطئها الطبيعية وتغريبها عن اهدافها الثورية والتي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي الذي ينوء بالظلم الأجتماعي بكل صوره والذي هو ذات الظلم الذي تسبب في حصول ثورة الحسين رغم البعد التاريخي الذي يفصلنا عن هذه الواقعة الأليمة سواء أكان ذلك التغريب من خلال القمع الصدامي الذي حجم هذا الأحياء الى الدرجة التي ظن فيها صدام انه قد اقترب كثيرا من انهائها تماما لتصبح من اخبار التاريخ حيث كان هذا القمع هو اعتى وأقسى قمع تعرضت له قضية احياء ذكرى ثورة الحسين والذي ما ان سقط نظامه حتى عادت الظاهرة العاشورائية بشكل اقوى بكثير حتى من تلك الفترة التي سبقت قمع البعث الصدامي لها وكأنها كانت في فترة القمع تلك تمد بجذورها تحت سطح الوجدان الشعبي لتعاود انباتها ونموها بشكل اقوى وأوسع بعد ان استبشرت الجماهير بالتغيير خيرا بعد زوال النظام المقبور لكن استبشارها هذا لم يدم طويلا حيث سرعان مافوجئت بقرارات من قبل السلطات الجديدة بإجراءات لاتبتعد كثيرا في اهدافها من تلك التي كان النظام السابق يستهتدفها مع الظاهرة العاشورائية رغم الهوية الدينية الشيعية للسلطات الجديده وبدلا عن القمع المباشر بالنار والحديد جاءت هذه الأجراءات القمعية الجديده هذه المرة بقفازات ناعمة حيث تم تحجيم هذه الممارسة الشعبية العفوية من قبل السلطات الجديدة بقرارات تكاد تقترب بشكل وبأخر من الذي تفعله السلطات الوهابية بموسم الحج عندما سلبته حيويته وحولته الى ممارسة طقوسية لاحياة فيها وذلك حين عمدت السلطة لدينا بدهاء وخبث لكي تحجم تأثير احياء الذكرى العاشورائيه وحصرها في اجوائها التاريخية والدينية الى الحد الذي يبقى هذه الظاهرة في حدود الأستذكار لواقعة الطف ولايتعداها الى ابعد من ذلك متذرعة بعدم منح الفرصة امام اعداء التحول الديمقراطي لأستغلال هذه المناسبة حينما منعت رفع اي شعارات مطلبية او سياسية .ولعل الذي سرع في مثل بروز هذه الظاهرة هو الطلاق الذي حصل بين المرجعية الدينية وقوى الأسلام السياسي التي تتصدر المشهد السلطوي حيث كان للدور النقدي لمنبر الجمعة في مدينة كربلاء والذي يعتبر ناطقا بإسم هذه المرجعية دوره في سلب المباركة التي يدعي رجال الدولة ان المرجعية قد حصنتهم بها مما ضيق فرصتهم كثيرا في اللعب بالورقة الطائفية التي طالما اجادوا اللعب بها قبل هذا الطلاق حينما مكنتهم هذه الورقة في البقاء في السلطة لدورتين انتخابيتين متتاليتين دون اي تهديد من اي قوى انتخابية منافسة .يشكل الأحياء الشعبي للقضية الحسينية اكبر حضور جماهيري في الشارع ليس على مستوى العراق وحده بل وعلى مستوى العالم قاطبة فلا توجد اي مناسبة في العالم تملك مثل هذا الحضور الشعبي سواء كانت هذه الظاهرة دينية كموسم الحج او شعبيه كأحتفالات الريو البرازيلية وبالتالي ترك مثل هذه الحشود لنهازي الفرص وطالبي المكاسب الذين هم في تقاطع تام مع قضية الحسين ومع قضايا هذه الجماهير التي تحيي ذكرى استشهاده رغم انتمائهم المذهبي يرتب مسؤولية ادبية وأخلاقية وتاريخية على القوى التي ترى في قضية العدل الأجتماعية احدى اهم متبنياتها العقائدية حيث كانت هذه المسألة هي قضية الحسين التي ضحى من اجلها وبالتالي هم يشتركون مع الحسين ومع الجماهير التي تحيي ذكرى ثورته اكثر من اولئك الذي تسلقوا على جدار هذه القضية وأعادوا ذبح الحسين وقضيته من جديد من خلال ذبح طموح وآمال هذه الجماهير بدم بارد رغم انه لم تمر بالعراق فرصة للأنطلاق في دروب التقدم والتحضر كما هي متوفرة الآن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك