المقالات

يوم عاشوراء ثورة الإسلام ضد الكفر والإلحاد

454 09:18:00 2012-11-24

خضير العواد

بعد أن توفى رسول الله (ص) وأنحرف المسلمون عن طريق الإسلام الحق وقاد الأمة من هو ليس أهل لهذه القيادة ، وبسبب الأعمال التي عملها هولاء القادة من أجل تثبيت ملكهم وسلطانهم كمعاقبة كل من يتحدث بالسنة النبوية أو رفض أفعالهم التي تخالف تعاليم الإسلام ، وقد أستمرت الإمة في هذه الظروف لعشرات السنين حتى كبر الصغير وشاب عليها الكبير ، فقد ظهرت أجيال تعتبر المخالف للإسلام سنة نبوية والسنة الحقيقية أصبحت بدعة يعاقب من يعمل أو يتحدث بها ، كزواج المتعة أو الزواج المؤقت السنة النبوية الصحيحة والمدعومة بالأيات القرأنية أصبحت بدعة ويرجم من يفعلها ويُرفض من ينقل أحاديثها وكذلك سب الإمام علي (ع) الذي أصبح سنة معتبرة عند بني أمية لعشرات السنين ويتقرب المسلم الى الله ؟؟؟ بعد كل صلاة بسب أبي تراب والثابت عن رسول الله (ص) (من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله وسب نبيه فقد كفر ويجب قتله) أي بسب الإمام علي (ع) فقد خرجت الأمة من دائرة الإسلام التي تدور حول نبوة النبي محمد (ص) ، وبذلك فألأمة قد أبتعدت عن تعاليم الدين وأقتربت من تعاليم وعاظ السلاطين التي تتمحور حول مصلحة السلطان وما يحتاجه حكمه ، فكثرت البدع وأنتشرت الإنحرافات وعادت التقاليد الجاهلية والنزعات القبلية حتى قرب الإسلام من الإضمحلال والإندراس ، ولخطورة الأمر وعظمته ثارَ الإسلام المحمدي المتمثل بالإمام الحسين (ع) على هذا الواقع المرير ليهز هذه الأمة ويوقظها من غفوتها وسباتها ، فخرج الإمام الحسين (ع) بكل ما يملك في هذه الحياة ولم يترك خلفه إلا من عذره الله سبحانه وتعالى عن القيام كأخيه محمد بن الحنفية (رض) وكذلك إبن عمه وزوج أخته زينب (ع) عبد الله بن جعفر (رض) ، ولكنه أخذ معه كل فئات المجتمع من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال ولم يترك فئة معينة إلا وجعل لها نصيب في واقعة كربلاء المخلدة ، كأنه يقول كل الأعمار بأمكانها أن تخدم قضاياها المصيرية فكان عبد الله الرضيع (ع) وعبد الله بن الإمام الحسن (ع) وأخيه القاسم (ع) وكذلك علي الأكبر(ع) والعباس (ع) وحبيب بن مظاهر الاسدي (ع) وكان العبد جون (ع) وكذلك أم وهب (ع) ، فأشترك الجميع تحت قيادة سيد شباب أهل الجنة (ع) في خلق الزلزال الكاسح الذي هز هذه الأمة وجعلها تستيقظ فزعة مرتبكة من نومها العميق ، وبقية كلمات أبا عبد الله (ع) كالرياح العاصفة التي تحطم كل عروش الظلمة والطغات ، وكانت مواقف أبطال كربلاء وأخلاقهم قد رسمت الطريق الحقيقي لكل الأحرار في العالم ، فقد تجلت المواقف المشرفة التي يفتخر بها كل إنسان حر كمواقف الأنصار وفدائهم لأبي عبد الله (ع) على الرغم من علمهم بأن نتيجتهم الشهادة لا محال وهكذا قد أثبتوا أن الحياة الحقيقية هي القيام بالمواقف النبيلة ،وكذلك مواقف بني هاشم الذين لم يتركوا إمامهم وزعيمهم وحيدا في رمضاء كربلاء بل ركضوا مسرعين يحثون الخطى على الشهادة واحداً بعد أخر ، أما العباس (ع) فكان أمة في رجل وتاريخ في لحظات وتكامل في الصفات فقد حفرة في أرض كربلاء قصص لن يمحوها كل الطغات ولو أجتمعوا فكان القائد والأخ والخادم والمنقذ والمحامي والوفي حتى لقب بأبي الفضل ، ولم يترك سيد الشهداء (ع) أي فرصة للباطل بأن ينتصرفبعد تضحيته العظيمة التي لا يعرف قدرها إلا المعصوم عليه السلام فهو الذي واجهة جيوش بني أمية وحيداً بعد أستشهاد جميع أصحابه وأهل بيته وجعل جمعهم يتشرذم ويفر كفرار الطيورعندما ينقض عليها الصقر الجائع وهو يبكي على هذه الجموع التي ستدخل جهنم بسبب مقاتلته ولكن الحر الشديد والعطش القاتل والجراح الكثيرة هي التي جعلت المولى أبا عبد الله (ع) يستسلم للموت ، وقد أكمل هذه الثورة وجعلها تمتد لكل شارع من شوارع المسلمين بكلمات الإمام السجاد (ع) وعقيلة بني هاشم (ع) التي أستلمت الدور المهم في الوقوف ضد سلطان بني أمية بسبب الخوف على حياة الإمام زين العابدين (ع) فقد أفزعت هذه الطاهرة النقية بني أمية وعبيدهم من الأذلال الخانعين ، فقد نقلت هذه اللبوة الحيدرية الشجاعة تفاصيل الجريمة الى كل أذن فهزت الضمائر وشحنت القلوب فدفعتها دفعاً للثورة والتصدي لكل إنحرافات بني أمية فتساقطت العروش وتهاوت العقول الجاهلية وقوى طريق الحق وأصبح أكثر وضوحاً وتجلياً حتى وصلنا الإسلام المحمدي بسبب تلك الثورة العظيمة التي نعيش مأساتها كل عام في يوم العاشر من محرم الحرام فحقاً لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ولا أرضاً كأرض كربلاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك