المقالات

إستراتيجية العلاقة بين الأكراد والمجلس الأعلى....

476 14:02:00 2012-05-02

كاظم الموسوي

لا تزال العلاقة بين المجلس الأعلى والأكراد موضع جدل المحللين السياسيين في الشأن العراقي ومن يريد معرفة عمق هذه العلاقة يقرؤها من خلال قراءة السيد شهيد المحراب (قدس) لها حيث يقول شهيد المحراب (قدس) (( إنّ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ينظر إلى علاقته مع الأكراد من عدة زوايا أهمها ان وجود تحالف استراتيجي معهم يجعل الأغلبية الشيعية أغلبية كبيرة وعدم وجود هذا التحالف يجعل الأغلبية الشيعية بسيطة لأن نسبة (15%) من سكان العراق هم أكراد سنة يقابلها نسبة (55% ) عرب شيعة والجمع بين هاتين النسبتين يصبح الأغلبية الشيعية أغلبية كبيرة مقابل نسبة السنة العرب (25% ) ونسبة الأقليات ( 5% ) التي عادة تذهب أصواتها الى الأقوى.وإستراتيجية علاقة المجلس الأعلى بالكرد عامل مساعد على حاكمية الشيعة في العراق وهذا أثبتته نتائج تشكيل الحكومة في الانتخابات التي أجريت بعد سقوط النظام حيث كانت الأغلبية المريحة التي تحققت في الجمعية الوطنية ومجلس النواب هي التي منحت الشيعة فرصة بقاء منصب رئيس الوزراء بيدها مقابل المنافس السني المدعوم دولياً وإقليمياً.ولعلّ من أهم مميزات هذه العلاقة أنّ المجلس الأعلى استطاع أنّ يجذب الأكراد إلى الصف الوطني بما يخدم مصلحة الوطن أوّلاً ومن ثم مصلحة الطائفة ثانياً رغم الدعم الذي تقدمه الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا ورغم تأثير هذه الدول وتدخلها في قرار القيادات الكردية إلاّ ان المجلس الأعلى حافظ على ضبط إيقاع القرارات الكردية بما يخدم مصلحة العراق ومصلحتة ومستثمراً تأثيره على الأكراد لتمرير المشاريع التي كانت تحتاج إلى الأغلبية البرلمانية.إنّ المجلس الأعلى ينظر الى القضية الكردية على أنها قضية وطنية ومواطن الخلاف فيها يمكن حلها بالرجوع الى القانون والدستور وهذا كان جواب السيد عبد العزيز الحكيم(رض) عندما زارَ كردستان في 2006، والتقى شرائح مختلفة من المجتمع الكردي حيث استقبله الشعب الكردي استقبال الفاتحين وفي كلّ محطة توقف عندها السيّد الحكيم كان يوجه له سؤال ( ماهو موقفكم من القضايا الكردية العالقة مع حكومة المركز وعلى رأسها المادة 58 في وقتها والتي تسمى اليوم المادة 140 ؟؟)، وقد استوعب السيد الحكيم مشاعر ومخاوف الشعب الكردي من خلال جوابه الواضح والذي لا يترك لأحد سبيل النقد او الاعتراض وهو (( ان حل كل القضايا العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية من خلال الرجوع الى القانون وتطبيق الدستور). لقد أثبتت الوقائع ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حفظ وحدة الصف الوطني وساهم في تخفيف حدة التوتر الذي تفرضه ظروف العراق وتكويناته الاجتماعية وتعدد الأديان والطوائف والقوميات لمكوناته الشعبية, ولو كان الأكراد قد ذهبوا باتجاه السنة العرب لأصبحت موازين القوى مختلّة في العراق ولأصبح الموقف الشيعي ضعيفاً ولما استطاع النظام الجديد تغير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق أكثر من ثمانين عاماً.إنّ الشعب العراقي وبسبب ما تعرض له من هجمة إعلامية حاولت حرف الحقيقة وتضليل الرأي العام وتصوير علاقة المجلس الأعلى بالكرد على أنها علاقة مصالح تصب في أطار فئوي وحزبي وهذا خلاف الواقع لان هذه العلاقة كانت سبباً في توازن العلاقة بين مكونات الشعب العراقي مما ساهم في أيجاد مناخات ايجابية للتفاهم وإطلاق رسائل اطمئنان الى الفرقاء السياسيين وبالخصوص الى السنة العرب والأكراد.ان احتواء الأكراد وترطيب العلاقة معهم وإحالة كل قضاياهم العالقة الى التوافق الوطني والى الدستور العراقي الذي كفل حقوق الجميع لكي لا يكون لأحد حجة ودليل على أثارة المشاكل التي تعكر صفو الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي هو السبيل الأمثل للخروج من أزمة الاختلافات التي عصفت بالوضع السياسي العراقي في الآونة الأخيرة.والغريب ان تقف الأحزاب الشيعية لا الأحزاب الأخرى المنافسة موقف الضد من هذه العلاقة رغم ما جنته من فائدة كبيرة وهي وجود الحاكم الشيعي على رأس السلطة وكذلك حيدت الشريك السني رغم ما تربطه بالأكراد من أواصر طائفية كان بإمكانها ان تتجه باتجاه الضد النوعي مع الحالة الشيعية ولأصبح الوضع في العراق مربكا وغير مستقر.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك