المقالات

هل حكومة الاغلبية هي الحل ؟

555 11:42:00 2011-12-26

بقلم : اشرف العراقي

تتصاعد وتيرة الازمات السياسية العراقية هذه الايام وعلى نحوا كبير جدا تجاوزت كل حدود اللياقة السياسية وتتصدر تلك الاحداث منذ انطلاقها , وسائل الاعلام كافة لانها تنحدر من واقع مرير عاشه الشعب العراقي , متمثل بالقتل والسلب والتهجير والاضطهاد طوال فترة التسع سنوات الماضية بعد سقوط النظام البعثي ودخول القوات الامريكية الى البلاد . وياتي هذا التصعيد عندما اعلن القضاء العراقي المستقل!!! اصدار مذكرة اعتقال الى نائب رئيس الجمهورية ( طارق الهاشمي ) لارتكابه جرائم بحق الشعب العراقي وجاء ذلك على خلفية اعتراف بعض من حمايته عند التحقيق معهم من قبل الجهات المختصة , قد يكون هذا الامر يبدوا طبيعيا جدا لاننا ندرك جيدا ان الاحداث الارهابية المستمرة في البلد لم تكن هناك جهة واحدة مسؤولة عن تاجيجها كما كان يصرح الجانب الامريكي بهذا الخصوص , بل ان الامر تجاوز هذا الحد بسبب التهم التي وجهت الى بعض النواب وساسة العراق الجدد مما ادى الى توجيه الادانة المباشرة الى بعضهم كــ ( الدايني والسوادني ) وغيرهم من الاسماء الرنانة في عالم السياسة المترنح وتورطهم بعمليات فساد اداري ومالي وجرائم ارهابية كبرى لم يكشف عنها الستار لحد الان .وقد سويت المسألة وكالمعتاد بالتراضي والتنازلات لان الحكومة مكبلة بالشراكة اللاوطنية , واستمرت العملية السياسية على هذا النحو منذ السقوط ولحد الان تحكمنا المصالح الحزبية والشخصية الضيقة تحت مسمى القانون والدستور . اما قضية الهاشمي فقد اخذت مساحة كبيرة ومنحى مختلف عن سابقاتها , بسبب الوضع السياسي الحرج في العراق تزامنا مع خروج القوات الامريكة من العراق وتسليم كل مقاليد الحكم الى الحكومة العراقية الحالية , ومع وجود خلافات كبيرة بين الكتل السياسية وعلى وجه الخصوص دولة القانون - العراقية . وياتي هذا الخلاف على خلفية انتهاء الانتخابات الاخيرة وتصدر القائمة العرقية بعدد المقاعد النيابية والفقرة الموجودة في الدستور تفسر على ان الكتلة الكبيرة داخل البرلمان هي من تشكل الحكومة وليس القائمة الفائزة مما زاد الاحتقان السياسي بشكل كبير بين الطرفين وشكلت الحكومة على هذا الاساس المشئوم ( التقسيم والتراضي ) وان تداعيات تلك الحادثة مختلفة بين الاطراف السياسية حيث ان ساسة (العراقية) يصرحون ليل نهار ان المذكرة التي اطلقت بحق الهاشمي تقف وراءها اجندات سياسية ويتهمون الحكومة ايضا بالتلاعب بالقضاء العراقي وجعله مؤسسة مسخرة لهم للقضاء على خصومهم السياسيين , بينما ساسة (دولة القانون) يقولون ان القضاء مستقل بذاته ولا احد يستطيع التدخل به او التاثير عليه وان اطلاق المذكرة جاء وفق الاعترافات التي أدلى بها حماية الهاشمي مبررة على ان نائب رئيس الجمهورية كان يستخدم منصبه ونفوذه لتنفيذ عمليات قتل وتهجير بحق الشعب العراقي . عند عقده مؤتمر صحفي رئيس الوزراء العراقي يقول ان هناك ملفات كثيرة محفوضة تدين بعض السياسيين بارتكابهم اعمال ارهابية بحق الشعب العراقي , والجدير بالذكر ان السيد المالكي يؤكد من خلال كلامه ان كل اعمال الهاشمي الارهابية كانت الحكومة على اطلاع تام بها قبل ثلاثة سنوات من الان , وقد قدم هذا الملف الى جلال الطالباني والسيد عبد العزيزالحكيم , ولكنهما رفضاء الافصاح عن هذا الملف الاجرامي في ذاك الوقت خوفا على انهيار العملية السياسية المشؤومة . والأن يقول السيد المالكي , ان في حال استمرار مقاطعة القائمة العراقية للحكومة والبرلمان سوف نكون امام خيار تشكيل حكومة اغلبية تلبية لحاجة الشعب وللقضاء على المحاصصة السياسية التي وضعت العراق في تناحرات وتقاطعات سياسية مستمرة الى يومنا هذا . وهنا ياتي السؤال هل بأمكان ساسة العراق الحاليين الذين لم يعرفوا في سياستهم سوى القتل والارهاب والفساد المالي والاداري من تشكيل حكومة اغلبية تلتزم بشكل كامل بالدستور والقانون وتصحيح مسارات العمل السياسي الذي بدء منذ 2003 ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك