اليمن

اليمن/ وماذا لو تصافحوا ؟!

1660 2023-03-17

عبدالملك سام ||

 

لسنا مجبرين أن نؤكد على شيء، وحدهم الحمقى من ظلوا يصدقون أبواق آل سعود فيما تقول وتكذب، وما توجه السعودية الأخير لتحسين العلاقات مع إيران إلا وسيلة لجذب إنتباه أمريكا حتى تخفف ضغط (بايدن) عليها، وقد يذهب (مبس) لأبعد من ذلك ولو بإتجاه موسكو وبكين!

لماذا؟! لأن مشاريع المملكة معطلة وبحاجة للتمويل، والمشروع الضخم المسمى "نيوم" لابد أن يكون جاهزا قبل 2030، وهذا لوحده سيحتاج أكثر من الـ500 مليار دولار التي حددت كموازنة للمشروع، وفيما تتسع المنافسة مع الإمارات فلابد أن تلتفت السعودية لنفسها قليلا، وهو أمر مستحيل طالما وهي مضطرة لإرسال المال إلى أمريكا لحل مشاكل الأمريكيين الإقتصادية المزمنة.

أما هنا في اليمن، وحتى من قبل العدوان، ظل يردد بعض البلداء أكاذيب السعودية عن علاقتنا بإيران، وأستمر الأمر دون كلل، وسيستمر دون ملل طالما وهناك من يصر على الإنصات لما يقوله النظام السعودي بإخلاص عجيب، وحتى لو تكشفت الحقائق فلا يمكن أن تتغير عقول المغفلين مهما فعلنا!

أتذكر عندما قام طيران العدوان بقصف الصالة الكبرى عام 2016، يومها سمعنا وسائل إعلامية سعودية وهي تردد بأن "الحوثيين" هم من قصفوا الصالة الكبرى بصواريخ كاتيوشا، ولدهشتنا من هذا الخبر الأعوج إلا أننا وجدنا في الشارع من يؤكد أنه قد رأى دخان يتصاعد من أحد جبال صنعاء! وفيما بعد وجدنا من ظل يردد هذا الكلام حتى بعد أن أعلنت السعودية "بنفسها" مسؤوليتها عن الجريمة!

أن تعود العلاقات بين أي بلدين في المنطقة هو أمر جيد، ونحن لا نقف ضد أي تقارب إلا مع كيان العدو السافل، ولا توجد لنا أي مصلحة خاصة من وراء تقارب السعودية وإيران؛ فالأمر - إذا كان هناك من لم يفهم - مجرد كذبة، وأكبر دليل على ذلك هو ما يحدث الآن، فالسعودية أعتدت علينا بإدعاء وقف المد الإيراني، ولذلك كان من المنطقي بعد تحسن العلاقات مع إيران أن يرتفع الحصار عن "عملاء إيران" أو يخفف ولو قليلا كأحد نتائج هذا التقارب.. أليس كذلك؟!

عداء السعودية لليمن يعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية، وإلى ما قبل مولد الشهيد القائد، وإلى ما قبل ظهور كيان آل سعود على أرض الحرمين، فنشأة السعودية مرتبط بأهداف ومصالح بريطانية تحتم عليهم حماية النفط للغرب، ودعم الإرهاب في العالم، وإبقاء المنطقة مشتعلة بشكل دائم.

بجانب أن هناك عقدة نقص يشعر بها أعضاء أسرة آل سعود، وخاصة من الدول التي كان فيها حضارات كاليمن ومصر والعراق وسوريا، ولهذا فقد ساهموا في كل مخطط ضد هذه الدول، ولو أن النصيب الأكبر من هذا الحقد قد صب على اليمن واليمنيين.

على العموم.. نتمنى ان تصدق النيات وتتحسن العلاقات بين جميع الدول العربية والإسلامية، وفي ذات الوقت نؤكد أيضا أننا لن نتهاون أمام أي جهة تعتدي على بلدنا، سواء كانت السعودية أو إيران أو حتى جزر الكناري!

فليتصافحوا ويبتهجوا، ولكم تمنينا من السعودية أن تبدأ بمصالحة جيرانها فنحن أحق بأن يصفوا القلوب معهم، ونحن - ونقسم على ذلك - وافقنا على مضض أن نمد يد السلام لهم رغم كل ماضيهم الأسود معنا.

لكن نحب أن نؤكد أن يد السلام لن تظل ممدودة كثيرا، فليغتنموا الفرصة قبل أن تحدث الغصة، فمتى ملت هذه اليد وعادت فإن "العودة جفاء" كما يقول المثل اليمني، وصدقوني لن نكتفي فقط بتعليق صور الشهيد القائد في شوارعهم.. فليتعقلوا قبل أن يعلقوا!

🏷 تذكرت قول أحد المتصوفين، ولعله محيي الدين بن عربي، حين قال: "يأتي باللين ما يأتي بالقهر، ولا يأتي بالقهر ما يأتي باللين"، والمعنى أن آل سعود لن يستطيعوا أن يأخذوا منا شيئا بكل هذا الحقد والإجرام، ولو أنهم تعقلوا وكسبوا ودنا لكانوا على أقل تقدير أحتفظوا لأنفسهم بكل تلك المليارات التي بعثروها على حربنا وعلى شراء المواقف!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك