اليمن

ليعرفوا قيمة اليمني..!

1588 2021-06-05

 

👤 عبدالملك سام ||

 

المبعوثون الدوليين والأمميين ليسو مرتاحين لمهمتهم هذه المرة ، فهم يعلمون يقينا أن ما يطلبونه اليوم لا يصح أن يطلب ، وهم يمارسون هذه الأيام دورهم على قاعدة "جعلوه فجعل" ! بينما المتابع لما يفعلونه لا يجد حرجا من أن يطلق على تصرفاتهم صفة "القوادة" ، وأعذروني على أستخدام هذا المصطلح ، ولكني فعلا لا أجد كلمة تصف ما هم عليه اليوم !

من بين الأمم أختص العرب بالأخلاق ، ومن بين العرب أختص الشعب اليمني بأعلى القيم والأخلاق ، وكان تتويج هذا كله بأن كان اليمنيون شعب النصرة والحمية ، ورغم المحاولات التي بذلها الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لمسخ الهوية الإيمانية والأخلاقية للشعب اليمني على مدار عقود من الزمن ، إلا أن هذا الشعب رغم كل ما مر ظل محافظا على مستوى أفضل من بقية الدول والشعوب ، ولهذا كانت ثورته مختلفة ، ومواجهته للباطل شرسة ، وبفضل الله سيظل هذا الشعب عصي على التركيع مهما فعلوا ، وكيد الأعداء إلى زوال بإذن الله .

موقفنا من القضية الفلسطينية والعداء للظلم موقف مشرف لا غبار عليه ، وموقف الأنظمة العميلة في المنطقة هو موقف مخزي ومنحط ، ورغم المواقف المتخاذلة إلا أن الموقف اليمني كان بارزا لدرجة اغاضت الصهاينة وعملائهم ، وهذا ما دفعهم لممارسة أشد أنواع الضغوط علينا في محاولة تركيعنا لتستمر سيطرتهم السابقة علينا ، ولعل أشد انواع هذه الضغوط هو محاولة تجويعنا لنرنضخ ، وهو ذات المبرر الذي يستخدمه خونة الداخل في محاولة تبريرهم لعدائهم مع أحرار هذا البلد العزيز الكريم .

اليوم حين يأتي لنا مبعوث من الخارج ليساومنا أن نترك مأرب والحدود للعملاء مقابل أن يطلقوا سراح سفن النفط والغذاء - التي أشتريناها بحر مالنا - فهذا ليس بغريب ! فهم عندما يأتون يتوقعون أننا نحمل ذات الصفات المنحطة التي يحملها العملاء والجبناء الذين يتآمرون معهم ، لكنهم يرحلون بخفي حنين في كل مرة يأتون فيها إلينا بصفقات خاسرة لا قيمة لها .. هم يعادوننا بالتأكيد ، ولكنهم في داخلهم يرحلون وهم يحملون مشاعر أحترام لنا ، وبإمكان أي شخص منا ان يرى صورتين ويلاحظ كيف يكون هؤلاء عندما يجلسون معنا ، وكيف هم عندما يجلسون مع المرتزقة والعملاء !

يجب أن نفهم أن أي قيادة ترضى بما يعرضه هؤلاء لن تجلب لنفسها ولشعبها سوى العار والخراب ، وان اللقمة المغمسة بالذل والتي تكون على حساب الحرية والكرامة لن تكون سوى بداية لهزيمة مدوية ، وتخلينا عن الموقف الصحيح لا يمكن بحال أن يكون فيه الخير مطلقا .. لقد سكتنا كثيرا في الماضي ، فماذا كانت نتيجة هذا السكوت المخزي سوى الأزمات والمشاكل والأحتقار حتى بتنا شعبا مقهورا أينما ذهب ؟! كما أننا نرى اليوم نتائج السكوت والتماهي والخيانة ماثلة امامنا فيما وصل إليه الخونة والساكتين في المناطق المحتلة من ذل وهوان وفقر وأزمات وخراب .

الأحمق من يظن أنه أذا سكتنا أو خطبنا ود أعدائنا على حساب ديننا وقيمنا بأننا سننجو من هذا كله ! فتعسا لهم ولعروضهم وليذهبوا للجحيم ، فهذا هو الشعب اليمني العظيم الذي لا يجوع فيعوي مستنجدا ، ونحن غير قابلين للترويض ولو حاصرونا وعانينا وقدمنا التضحيات ، بل نحن شعب يموت واقفا ، والصغير منا يمكن أن يتحدى الموت في أي موقف فيه نيل من كرامته وعزته ، ولا يمكن بحال ان نرضى بأن نقول بأن الباطل حق ليرموا لنا خبزا كالبهائم .. الكرامة والعزة تجري في دمائنا ، وهيهات أن نستذل أو نهون مهما كان الثمن ، وسنأتيهم بأنفسنا لننتزع حقوقنا عاجلا أم أجلا ، وليعرفوا قيمة اليمني .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك