الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص/ "زيارة الاربعين وما قدمته للامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف" محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

3598 2016-11-29

زيارة الاربعين وما قدمته للامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف 24 صفر 1438 هـ الموافق 25 / تشرين الثاني - نوفمبر / 2016 م

ملخص ملتقى براثا الفكري - زيارة الاربعين وما قدمته للامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف 

* بفضل الله سبحانه وتعالى زيارة الاربعين هذه السنة وبافضل من السنوات التي مرت حققت انجازاً تاريخياً وعقائدياً فذاً، اذ من الواضح تجمعاً بهذه الطريقة لا يمكن العثور عليه في اي صوبٍ وفي اي صقعٍ من اصقاع العالم، ناهيك عن ان هذا التجمع الهائل اتسم بمناقبيات والتزم بمعايير وانتهج مناهج سلوكية اتسمت بروحية عالية من الالتزام وبجدية كبيرة في التواصل مع المسؤولية التي دفعت القائمين على هذه الزيارة المباركة لبذل كل ما يستطيعون من اجل تحقيق هذه الزيارة ولا نريد هنا ان نسجل مدحاً فالزيارة اعظم بكثير وما تحقق اعظم بكثير من كلمات المدح والثناء قياساً الى ما يمكننا ان نلاحظه من اثر عظيم قدمته هذه الزيارة للقضية المهدوية وما يعنينا هو ما قدمته هذه الزيارة للامام المنتظر ص، سنسلط النظر على شذرات وملاحظات من مشاهد هذه الزيارة ونحاول الوقوف عندها، ومن هذه الملاحظات ظاهرة صباغوا الاحذية على الرغم من ان المسير مترب وعند سؤال احدهم عن سبب فعله ذلك يقول وجدت عزة نفسي اغلى شيء عندي فاحببت ان اقدمها هدية للامام الحسين ص، كذلك وجدنا من باع بيته من اجل ان ينفق على الزوار، ووجدنا الكثير من الرجال والنساء والاطفال يتسابقون ما بين زائر وخادم للزوار، وجدنا المسؤولين يتواضعون وينزلون من جبروتهم ومن كِبرهم الى ادنى مستويات الفقراء، وجدنا اناس اختلطوا مع المجتمع وهم مترفون للغاية ولكن لم نحس بترفهم لان الجمع كله كان مترباً اشعث الشعر متاثر بعوامل البيئة في هذه الزيارة، وجدنا وحدة اجتماعية وسقوط كل الفروق الاجتماعية تحت اقدام الزائرين وخدام الزائرين، لذلك ما الذي يمكن لنا ان نرى في كل هذه الصور التي شاهدها الجميع؟، وايُّ مجتمع يتمكن من ان يُوجِد هذا النظم وبهذه الروحية العالية من المسؤولية بجهود ذاتية ؟، نعم منبر الامام الحسين ص فعل فعله وعطاءات العلماء اخذت مداها ومواكب الامام الحسين ص تجسدت اثارها ولكن ان تتجسد هذه الاثار في مجموعة صغيرة غير  ان تتجسد كل هذه الاثار في تجمع حاشد كما راينا في مثل هذه الزيارة. 

* كانت الزيارة استثنائية في كل المقاييس لكن ما الذي يمكن ان ناخذه من هذه الزيارة لنقدمه للامام ص؟ ،لو رجعنا الى دعاء الافتتاح وراينا ما كان يريده منا الامام المنتظر ص في ايجاد الدولة لكريمة في حديثه عن لم الشعث ورأب الصدع والرحمة ما بين الاخوان وفي كل حديثه الذي تحدث فيه في اخر الدعاء، لو راقبنا وفتشنا عن كل فقرة من هذه الفقرات في الدعاء حول المجتمع الصالح الذي اراد ان ينشئه الامام ص من خلال هذه النصوص وماذا تحقق منها وماذا وجِدَ في هذه الزيارة لكي ينتقل المجتمع من الصورة المثقلة بالالام والمشاكل والمملوئة بالتناقضات والتنازعات الى المجتمع الصالح الذي لا تجد فيه انساناً واحداً نافراً عن البقية ، ولا يمكن لاي احد ان يزايد على ان ما يجري كان مناورة وتجربة رائعة من اجل تجسيد المجتمع الصالح، مجتمع يؤدي دوره بكل انسيابية ولا ينتظر اي ثمن، حينما لا ينتظر من يقدم عملٍ ما شكراً من احد بل يشعر دوماً بانه لم يقدم شيء بعد، عند ذلك نعثر على المجتمع الذي يمتلئ بروح المسؤلية وتنفيذها من اجل الاخرين والاخرين هم الذين عنونهم بسلم لمن سالمكم ولي لمن والاكم هذا العنصر الذي جمع كل هؤلاء رغم تفاوتهم باللغة والمناطق وفي كل شيء الا ان كلمة الولاء للامام الحسين ص تجمع الجميع ، الامام الحسين ص احدث ثورة ولا شك هذه ثورته ص في زيارة الاربعين في طبيعة مناقبيتها ومعاييرها قد تحققت بابلج صورها، ومن كان يشك ان منهج التربية على  دمعة الامام الحسين ص والعاطفة والاحساس بمظلوميته كان منهجاً عبثياً اليوم قُطِع لسانه وتحولت قصة الامام ص الى فعل هادرٍ جداً ، هذه العواطف تحولت الى حب ثم الى عشق مجنون جعلت الكل يتنازلون عن ذواتهم ويتنحون عن انانياتهم، ومما لا شك فيه ان مرحلة التاهيل للعدل المهدوي اصبحت تسير بخطى اعظم مما كانت عليه في السابق، فالمجتمع يتربى ويؤخذ من بيئته الى بيئة تختلف فيها الروحية والاجواء يتحول فيها الانسان المتكل على غيره والاناني في تصرفاته مع الاخرين الى باذلٍ من اجل الاخرين، وهذه الصورة لايمكن ان نلمسها عبر التاريخ بهذا الحجم الا من خلال رؤية هذه الزيارة .

* لو خرجنا من زيارة الاربعين ولاحظنا مجتمع هذه الزيارة في جميع البلدان، تارةً نلحظهم من خلال هذا الافتراض وهو ماذا لو ان قائداً عادلاً امسك بزمام هؤلاء؟  هؤلاء مارسوا العدالة بطريقةٍ ما وتعودوا عليبها وتعاملوا معها لعدة ايام، ماذا لو ان قائداً عادلاً اقتنعوا بعدالته وساروا وراءه ؟، وما الذي يمكن لهذا القائد ان يجد في هذه القاعدة الاجتماعية المترامية الاطراف؟ ، مما لا شك فيه ان الحديث عن الجيوش المليونية للامام المنتظر ص ما عادت قصة خيالية اليوم يراها العالم بملئ العين، من يسير المسافات الطويلة في الحر والتعب والبرد والمطر وتحت الشمس وما الى ذلك لو تطوع في جيش يمثل تجسد اعلى من تجسد قضية الامام الحسين ص لان قضية الامام الحسين ص تبقى قضية ذاكرة ولم نراها راي العين، اما ماذا لو ان الامام ص بنفسه كان هو المحرك والداعي لهذه الجموع؟ ، لذلك نقول وبكل يقين ان ما نراه في مجتمعنا من افراد واخلاقيات وسلوكيات مهما كانت نافرة ومؤلمة ومزعجة لايمكن ان نقيس بها طبيعة هذا المجتمع، هذه الامور ستتغير بدليل ان هؤلاء حينما دخلوا الى صورة تنفيذ العدالة التي جرت في زيارة الاربعين ذهبت اخلاقياتهم السيئة والكل كان متعاون ومتحابب، لذلك ما نراه من صور سلبية في واقعنا الاجتماعي انما هو قشر يمكن ازالته بسرعة كبيرة،هنا نعتقد ان ما تم تقديمه الى الامام ص في هذه الزيارة  من اشارات عظيمة وجهت اليه ص بان نسب الاستعداد اصبحت عالية جدا .ً  

 

* بخصوص الفضيحة التي مني بها الاعلام السعودي ، فانه لا يمكن تصور ما سمعناه من الزعيق والنعيق الذي سمعناه من الاعداء هذه الايام قد جاء اعتباطاً فان الالم يدفع دوماً الى الصراخ وكلما كان الصراخ اكثر كلما كان تعبيره عن كِبر وعِظم الالم، والا ما الذي دفع صحيفة الشرق الاوسط لكي تفتري مثل هذا الافتراء؟ انها آلامهم من اننا نحقق انجازاً هائلاً لم يستطيعوا ان يتحملوا هذه الصورة، لكن كان غبائهم عظيماً الى درجة جعل الله هلاكهم في تدبيرهم ففضحوا انفسهم، فلو كذبوا كذبتهم من دون ارفاقها بمنظمة دولية ربما مرت كبقية الاكاذيب التي مرت ولكن شاء الله أن يمكر بهم وشاء بزوار الامام الحسين ص ان يظهروا بنصاعة موقفهم ، وضع الكذاب على لسانه منظمة دولية والمنظمات الدولية تدافع عن نفسها بصوت دولي واممي فتحولت الفضيحة الى ما يعبر عنها انها فضيحة ذات صخب، كل العالم الان يعرف ان الاعلام السعودي يكذب ويعتدي باكاذيب تؤدي الى الكراهية والبغضاء، بالاضافة الى ان هذا الموقف الذي اتخذته السعودية واعلامها ليس بعيداً عن موقف المضلين الذين ارادوا ان ينفوا وجود زيارة الاربعين، حيث عَمِل العديد من المضلين خلال هذه الفترة لاحياء دعوة تقدم بها راس الضلال في سنة 96 بان زيارة الاربعين زيارة يهودية وليس في تاريخنا الاسلامي يوجد شيء اسمه الاربعين وان ما جاء عن الامام العسكري ص المراد منه زيارة اربعين مؤمن، مع انه بامكانهم لو انهم كانوا من اهل المحبة لاهل البيت ص ان يكتفوا بهذه الظاهرة العظيمة التي تحولت الى اشعار لكل العالم بطبيعة الذي جرى على الامام الحسين ص، ولكن رغبتم بالتشكيك اودت بهم ان يمارسوا نفس الحماقات التي مارسها اعلام الشرق الاوسط، فالكل يتجه لتحقيق نفس الغرض هذا يشوه وهذا يشكك والمؤدى واحد هو ان هذه الملايين تتراجع الى الوراء وتترك هذه الزيارة، لذلك الرد كان بالاستفتاء الشعبي العظيم ولا حاجة لكي يرد الباحثون والمحققون، لاشك ان حملة التشكيك والتشويه ستستمر ولكن يبقى الامام الحسين ص هو الذي سوف يطيح بكل ذلك، ولا نشك ان هذه المسيرة اهَّلت مجتمعنا تاهيلاً متقدماً جداً من اجل انتظار الامام ص ولا يوجد شك ان الامام ص خرج من هذه الزيارة قرير العين فهنيئاً لكم زوار وخدام الامام الحسين ص على  ما فعلتموه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك